أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
السبت , 18 أيار/مايو 2024


لقاءات الملك

بقلم : فهد الخيطان
19-09-2012 12:53 AM
نظم الديوان الملكي، في الأسابيع الأخيرة، عددا من اللقاءت للملك مع شخصيات منتقاة في عدد من المحافظات. اللقاءات التي تجرى في منازل وجهاء ودواوين عشائرية أحيانا، ستتواصل لتشمل باقي المحافظات كما هو متوقع.يوفر الاحتكاك المباشر للملك مع الشخصيات العامة فرصة لمقاربة المشهد الوطني من كل جوانبه، وعدم الاعتماد فقط على التقارير الرسمية في اتخاذ القرارات وتحديد الخيارات.اللقاءات التي شهدناها في إربد والزرقاء والسلط، هي شكل من أشكال متنوعة للتواصل بين رأس الدولة وشعبه؛ فهناك لقاءات أخرى ذات طابع جماهيري أو عشائري ومناطقي.وفي ظل التحديات الاستثنائية التي تواجه الدولة الأردنية على جميع الصعد، تصبح اللقاءات بحد ذاتها حاجة وطنية لطرفي المعادلة؛ الدولة والمجتمع. وفي ضوء الانهيار المريع في ثقة الناس بالحكومات والبرلمانات، يتحمل الملك مسؤولية مضاعفة للمحافظة على جسور العلاقة مع المجتمع، وترميمها قدر الإمكان.لكن المسؤولين عن تنظيم مثل هذه اللقاءات يركنون إلى الآليات التقليدية في اختيار الشخصيات المشاركة فيها، ولا يلحظون التحولات الجارية في نظرة المجتمع للنخب والقيادات السياسية والاجتماعية. والأهم من ذلك أنهم لا يدركون الحاجة الماسة إلى تجديد النخب والقيادات، وضرورة العمل من أجل تصعيد وجوه جديدة إلى مسرح العمل العام، وضخ دماء حية في طبقة سياسية آخذة في التفكك والتحلل بفعل عجز الدولة عن تطوير آليات العمل السياسي، وعقم حواضن المؤسسات عن تخليق ساسة جدد يتمتعون بالثقة والمصداقية.إن معظم الشخصيات التي حضرت اللقاءات الأخيرة تنتمي إلى الشريحة التقليدية من الطبقة السياسية. صحيح أن لدى هؤلاء خبرة طويلة لا يمكن تجاهلها، وبعضهم يحمل آراء نيرة وجريئة، لكن خطوطهم جميعا مفتوحة على القصر، ويستطيعون لقاء الملك تحت عناوين مختلفة. اللقاءات التي تعقد في المحافظات ينبغي أن تستهدف القيادات الاجتماعية والنقابية والحزبية النشطة في الميدان، وأعني الوجوه الصاعدة من أبناء الطبقة الوسطى والتي تشكل القاعدة السياسية لحكم الملك عبدالله الثاني، أو هكذا يفترض.هذا الطيف العريض من الشخصيات لم تتح له في السابق فرصة الحوار المباشر مع الملك، بوصفه ممثلا لطبقة وقوى جديدة؛ دائما تُحشر في خانة التمثيل العشائري، وتُعامل كرصيد في حساب زعيم عشائري أو قبلي.المجتمع لم يعد كما كان قبل عشرين أو ثلاثين سنة؛ الوجوه الشابة والفاعلة في العمل العام في المحافظات هي الأقدر على تشخيص الواقع، وتلمس هموم الناس السياسية والاقتصادية.صحيح أن المزاج العام لنخب المحافظات والمدن محبط ويميل إلى الراديكالية، خاصة القوى الشبابية الصاعدة، لكن شعورهم بالمسؤولية يتفوق على إحباطهم وسخطهم. ولذلك، سيجد الملك فيهم خير حلفاء للمضي في عملية الإصلاح والتغيير.المهم أن يحدث التماس المباشر، وأن تنفتح خطوط الاتصال في الاتجاهين، وتدور ماكينة الحوار؛ عندها ستتغير الانطباعات السائدة، وستكتشف الدولة أن لديها مخزونا كبيرا من الوطنيين المخلصين والجادين. وعندها فقط سيبدأ مشوار التغيير الحقيقي في السياسات والأشخاص.fahed.khitan@alghad.jo

(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
19-09-2012 12:25 PM

*- للعلم هذه اللقاءات هي اللي جابتنا اكتاف , كيف ؟
1-فيها تعزيز لفكر العشيرة على فكر الوطن ,
2- هذه الزيارة هي لشخصيات و هذه الشخصيات هي ليست انعكاس للعشيرة بل انعكاس لنفوذ النظام داخل العشيرة . يعني مندوب تسويقي للنظام داخل العشيرة
3- العشائر ليست بحاجة للزيارة , يعني لما يكلف نفسه بالزيارة و الحل موجود في القرار فقط ,
4- الزيارات هي للتاكد من الولاء فقط و ليس للتواصل الاجتماعي وهذا ديدن النظام منذ زمن .
5-الذهاب نحو الدولة الوطنية الحديثة يستدعي التجاوب مع رغبات الشعب و تسليمه حقوقه و اعادة الولاية له و ليس زيارات لا تخرج عن اطار البروتوكولية و اثبات الوجود من ناحية النظام و احتفالات التملق من ناحية الموالاة و مندوبي التسويق .
6- لذا لا جديد و لا ايجابيات و لا عصرنة لاسلوب تعاطي النظام مع الشعب , بل رجعية غريبة متوارثة وهذه لا تصنع دولة و لا تحقق ما يسمى اصلاحا .

2) تعليق بواسطة :
19-09-2012 02:27 PM

أنا كمواطن أحترمك أيها الكاتب المعبر عن نبض كثيرين أمثالي. الواقع كما ذكرت تماماً في أننا الآن ليس قبل 20عاماً.الناس في الوقت الحاضر بمختلف موافعها ومشاربها تريد العدالة الإجتماعية في مناحي حباتهم سواء في التعليم أو الوظيفة في جميع الدوائر. هذا هو الإصلاح الحقيقي. عندذلك لا مانع لدي أن تعود الأحكام الغرفية.الشعب يريد العدل ويرفض الإستثناءان.

3) تعليق بواسطة :
19-09-2012 04:16 PM

كلام طيب..اردن ودولة 2102 تختلف مشكلاتها ومعضلاتها مثلا عن اردن 1958 من صراع مع يسار قومي واممي شيوعي..اردن ودولة 2102 من عجز موازنة متفاقم وخطير ومديونية فلكية وتوزيع مشوه للثروة وللموارد الوطنية والتمية السياسية يحتاج لمقاربات تختلف عن تلك التي كانت تنفع مع مشكلات 58..ولنا ان نفترض ان ما يجري خلال هذه القاءات لا يخرج في مجمله عن نطاق المجاملات...لأنه في اليوم التالي لا نقرأ في الاعلام شيئا محددا جرى نقاشه في تلك الجولات اللهم سوى عبارات عامة..

ورد في مقالة الكاتب: "..وضخ دماء حية في طبقة سياسية آخذة في التفكك والتحلل بفعل عجز الدولة عن تطوير آليات العمل السياسي"..

فنقول: اكبر الظن لدينا ان الوصف الذي تستحقه الطبقة السياسية الحالية عوضا عنه انها "متكلسة" او "متعضية" "منغلقة" "مغلقة"..وهكذا..

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012