أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
السبت , 18 أيار/مايو 2024


"إسرائيل" ومنهج التحريض الدائم

بقلم : د. رحيّل غرايبة
20-09-2012 11:59 PM
الكيان 'الإسرائيلي' وُجِد في قلب العالم العربي والإسلامي، بدعم غربي أمريكي للقيام بدور استراتيجي استعماري مستمر بعيد المدى عميق الأثر، يرتكز في مجمله على إبقاء العالم العربي والإسلامي عالماً ضعيفاً مفرقاً، تسوده النزاعات الدائمة، والنعرات التفريقية من كل لونٍ ومن كل صنفٍ، من خلال أساليب كثيرة ووسائل متعددة أهمّها على الإطلاق: إبعاد الشعوب عن ممارسة حقها في الحرية والإرادة والكرامة، وإبقاؤها تحت نير الاستبداد والفساد وحكم الفرد المطلق، الذي يسهل توجيهه والهيمنة على قراره، واستمرار تبعيته للتحالف الصهيوني الغربي الاستعماري؛ بعيداً عن امتلاك القوة وأسبابها وأدواتها إلى الأبد.
يقوم الكيان الإسرائيلي باتباع سياسة دائمة تقوم على التحريض المستمر ضد الشعوب العربية والإسلامية، وتعمل بشتى الوسائل على إثارة الكراهية ضدهم في أوساط شعوب العالم عبر الآلة الإعلامية الجبارة التي يمتلكها اليهود وعبر الأفلام السينمائية والتليفزيونية، التي تعتمد التشويه والكذب والخداع والدس، وتأليف الكتب والروايات، وطمس الحقائق ونشر الإشاعات، واختلاق أسباب النزاع والحروب.
وعن التحقيق في كل الإساءات التي يتم توجيهها للرسول محمد صلى الله عليه وسلم أو للدين الإسلامي ورموزه وتاريخه، تجد أنّ وراءها يهودا متصهينين وتمويلا يهوديا موجها، يأتي ضمن رؤية 'يهودية صهيونية' تهدف إلى إثارة الكراهية بين الشعوب، وتهيئة عوامل الصراع، وإذكاء نار التعصب وإشعال الفتنة، وافتعال الحروب، وقد ورد وصفهم في القرآن الكريم على هذا النحو {كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله}؛ لأنهم لا يستطيعون العيش إلاّ إذا استمرت الحروب والصراعات بين دول العالم والشعوب والأمم والأديان.
يقول 'روبين باركو' في صحيفة 'إسرائيل هيوم' عن زيارة البابا إلى لبنان:'وقد نبع وقت الزيارة من تصعيد عمليات المسلمين على النصارى في الشرق الأوسط، والتي تشمل إحراق كنائس وتفضي إلى موجة هجرة النصارى من الدول العربية وجعل أملاكهم مشاعاً... وجاء الآن دور النصارى ليفنوا في أثناء الربيع الإسلامي..'، ثمّ يضيف الكاتب محرضاً على مصر بقوله:' يستعين قادة الدول العربية من الإخوان المسلمين بالمال والطعام والمساعدة الأمريكية من أجل إعادة بناء التركة، ثمّ يحرض شيوخهم بنفاق آثم على مهاجمة الولايات المتحدة، وكما يقول المثل العربي فإنّهم يشربون من البئر الأمريكية ثمّ يبصقون فيها، وقد أفضى هذا التحريض الموجه إلى شغب موجه ضد سفارات الولايات المتحدة في العالم، وإلى قتل السفير الأمريكي في ليبيا، وإلى المسّ بمصالح أمريكية في دول عربية، وفي سيناء، وإلى الهجوم على قاعدة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، ...، يصعب على أوباما أن يفهم أن كره العرب الشديد لأمريكا هو ثمرة حسد للناجح، وأنّه لا علاج له'.
ويقول 'بوغر بسموت' في الصحيفة ذاتها متحدثاً عن كتاب 'صموئيل هنغتون' في كتابه صدام الحضارات، حيث تنبأ بأن تكون الهوية الحضارية والدينية هي مصدر الصراعات الرئيس في العالم بعد الحرب الباردة:'وتشير أحداث الأيام الأخيرة في الشرق الأوسط ومنطقة المحيط الهادئ إلى أنّ 'هنغتون' قد نظر خطوةً إلى الأمام!!...'.
ما يجب الانتباه إليه ليس الإشارة إلى عداء الصهاينة للأمّة العربية والإسلامية، ولا التدليل على حقدهم، ولكن ما يجب الالتفات إليه هو مقدار وعي أمّتنا لمخططاتهم ودسائسهم ومؤامراتهم، وما هو الدور المفترض من الشعوب العربية والإسلامية في مواجهة هذا المكر الصهيوني، الذي تزول منه الجبال، والشيء الأكثر أهميّة أنّ اليهود الصهاينة يستخدمون بعض أدواتهم من بيننا في ممارسة هذا الدور المشبوه عنهم بالإنابة بما يخدم مخططاتهم، بالتحريض وإثارة الفتنة بين شعوبنا، ومكونات مجتمعاتنا بوعي، أو بغير وعي!!.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012