أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
السبت , 18 أيار/مايو 2024


ترتيبات اللحظة الأخيرة : نقطة نظام

بقلم : حسين الرواشدة
22-09-2012 01:34 AM
يبدو أننا أمام “ترتيبات” اللحظة الأخيرة.

ثمة اخبار وتسريبات عن فتح “قناة” للحوار مع الإسلاميين “لإغرائهم” بالدخول من بوابة “الانتخابات” الى مشروع الاصلاح وفقاً لوصفة “التدرج” المطروحة من عام على الاقل.

السؤال - بالطبع - ليس عن جدوى الحوار، فهذا سابق لأوانه، لكن عن الحظوظ المتوافرة لنجاحه، وعن قابلية كل طرف لتقديم ما يلزم من عروض وتنازلات، من الجهة الرسمية يبدو ان مجرد اطلاق الحوار هدفه بحد ذاته، وسيقال بعد ذلك بأن مسؤولية “الانسداد” تقع على عاتق الاسلاميين، وبالتالي يسهل احراجهم في الداخل والخارج، أما من جهة الاخوان فالحوار ليس خياراً بالضرورة، فهو مناسبة لإعطاء انطباع بأن “حضورهم” مطلوب، وبأن غيابهم مزعج ومكلف، وبالتالي فإن نجاح الحوار أو فشله سيصب في “رصيدهم”.

من المفارقات المدهشة ان “الصراع” على الاصلاح في بلدنا تم اختزاله في كفتين احداهما رسمية تحظى أحياناً بقبول لدى أطياف في المجتمع، والاخرى “كفة” الاخوان المسلمين الذين نجحوا في استثمار التحشيد ضدهم كما نجحوا في مضاعفة رصيدهم الشعبي، فأصبحوا قوة مؤثرة في الواقع، لكن هذه “القوة” جرى المبالغة فيها حتى اصبحت “وهماً” مرعباً، وسواء صدّقه البعض او تعامل معه بمنطق غير بريء، فإنه أقحمنا في مواجهات مغشوشة لا قيمة لها اطلاقً.

لم ينجح أحد في اقناع الشارع، الاخوان الذين امسكوا بزمام الحراكات قيادة وتمويلا وتوجيها فشلوا في ايجاد “حواضن” اجتماعية لمطالبهم وحراكاتهم، كما ان “استعراضاتهم” تحولت الى “مهرجانات” موسمية وتراجع عدد المصفقين لها، والرسميون الذين يتبنون برنامجاً اصلاحياً متواضعاً وبطيئاً فشلوا بإقناع الناس بالذهاب الى قوائم المسجلين للانتخابات، ولم ينجحوا في دفع “الاغلبية الصامتة” على “الخيبة” والقهر في الانتظام امام “أمل” يحيي داخلهم الهمة.. ويسحب من صدورهم الشك والخوف من القادم.

كل ما فعلنا على الطرفين، حتى حين نبشر بالحوار، هو افتعال نوع جديد من الصدام، والمبررات هنا مفهومة، ذلك ان ادامة “الصراع” سواء بين الاخوان والحراكات، او بين المكونات السياسية والاجتماعية الاخرى، سيدفع الى قبول “وصفة” الانقاذ الرسمية، واعتقد ان هذا غير صحيح، بل انه سيكون اخطر من “دفن” عملية الاصلاح برمتها.

من يتابع ما فعله الاخوان في الاسابيع الماضية، ابتداء من الدعوة للنفير الاكبر، الى ارسال مبعوثين لتلقي التدريب في موضوعات الاتيكيت السياسي او الاداء الاقتصادي، الى طرح مشروع “النهضة” وفق النموذج الاخواني المصري..الخ، سيكتشف بأننا امام حركة تستعد فعلاً لممارسة الحكم، بل وعلى يقين أنها ستصل اليه، إذن ما معنى المقاطعة؟

وما معنى الاحتفاء بالحوار من جديد؟ ثم كيف نفهم “تغييب” الحراكات التي تشكل نبض الشارع وخزان المدّ الاخواني ايضا عن طاولة “الحوارات” وكأن لا وزن لها!

الاجابة التي يمكن ان نفهم بعض اشاراتها مما جرى حولنا وفي داخلنا تبدو واحدة وهي ان “اللعبة” التي انطلقت عفوياً لم تعد كذلك، فقد جرت من تحتنا مياه غزيرة، ودخل “لاعبون” كثر الى الحلبات، وتم تجهيز “اجندات” ومواقيت، وأصبح من العسير ان نظن بأننا نلعب وحدنا في “المسرح”.

من واجبنا ان ننتبه لذلك، لأن اخطر ما يمكن ان نتصوره قد يقع فعلاً، ولأن ما يطمئننا اليوم قد يكون اسوأ ما يهددنا غداً، ومن اجل ذلك لا بد من ان نعيد حسابات “التقدير العام للموقف”، والاوزان السياسية والشعبية “للمشاركين” واللاعبين أياً كانت اتجاهاتهم، وان تكون الحوارات التي نطلقها ليست مطلوبة لذاتها انما للخروج من “أزماتنا” والوصول الى “المشتركات” لا مع الاخوان فقط انما مع مختلف الأطياف والقوى التي لا تقل “ ثقلا” عن الاخوان وان كنا نريد ان نقنع أنفسنا بأنها غير موجودة.

(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
22-09-2012 06:47 AM

""ولم ينجحوا في دفع “الاغلبية الصامتة” على “الخيبة” والقهر في الانتظام امام “أمل” يحيي داخلهم الهمة""...احترامي لك يا استاذ حسين، رغم وصفك بأننا صامتين على(الخيبة)،وهنا أقول لك بأنك مخطيءفي طرحك،لأنه لا يصمت على "الخيبة" إلا (الجاهل أو الخايب)،ونحن لسنا كذلك،وإن ظننت أنك بكلامك هذا ستثيرنا فأنت واهم...نحن صامتون لأننا نثق بقيادتنا،وبأنها تدرك ماذا تفعل وتهمها مصالحنا أكثر من كل المدعين،و "المتفذلكين" بالتحليلات، التي لا أحب وصفها لأن الوصف معروف للجميع...لكن ما أريد أن أقوله لك ولشركائك في التفكير:هذه الأغلبية الصامتة ستنطق عندما تعطى لها الاشارة بالنطق من قيادتنا التي نثق بها أو عندما تشعر [ان لا مجال للصبر،وعندها ستخرس كل الناطقين بالفتنة وطالبي الحكم،وقد رأيناها كيف نطقت في الماضي، عندما ظن البعض أنهم من القوة بحيث لا بد أنهم لمبتغاهم واصلون (ولا تحسبن الله غافل عما يفعل الظالمون)...واللبيب من الاشارة يفهم

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012