أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


عفو عام طال انتظاره

بقلم : ماهر ابو طير
01-11-2012 12:11 AM
منذ الثلاثاء بدأت خمسون سيدة في سجن النساء، اضرابا عن الطعام والشراب، والسجينات في الجويدة يرفضن العودة إلى الزنازين، ويطالبن بعفو عام عن عقوبات الحق العام، وقصة الاضراب بقيت سرا مكتوما ولم تتسرب خارج اسوار السجن.

تتصل سجينات ويروين حكاياتهن،واغلبهن محكومات على قضايا مختلفة كبيرة، غير ان اللافت للانتباه هو ان بقاءهن اليوم،هو بسبب الحق العام، لوجود مصالحات، في حالات كثيرة، والسجينات يقلن على ذمتهن ان الفئران تغزو مهاجع النسوة، وان كل مايردنه هو عفو عام من الدولة عن عقوبات الحق العام.

الاصل ان تقوم الدولة بالتخفيف عن الناس مادامت هناك قرارات اقتصادية مقبلة على الطريق،واصدار عفو عام يخفف عن عشرات الاف العائلات في الأردن، ويمكن تكييفه مثلا بمنح عفو عام عمن امضوا نصف مدة السجن،او اصدار عفو عام عن كل عقوبات الحق العام،وهذه قضايا عددها يصل الى عشرات الاف القضايا.

هي ليست دعوة للمقايضة، لكننا نقول للحكومة ان بامكانها اجتراح وسائل للتخفيف عن الناس،دون الاضرار بحقوق آخرين، وابرز هذه الوسائل اصدار عفو عام عن قضايا وعقوبات الحق العام، وإذا كان اغلب الناس لايسامحون خصومهم، فان الدولة قادرة على العفو عن مواطنيها ممن تجاوزوا بأي تصرف او خطأ.

كل الدول قد تجد نفسها في لحظة ما امام قرارات اقتصادية، ونحن هنا لانبرر اي قرار،لان احوال الناس صعبة ،لكننا نتحدث عن اجراءات عميقة لتخفيف الاحمال في المقابل على عموم المجتمع بدلا من تكديس هذه الاثقال فوق بعضها البعض،وهذا التوقيت مناسب جدا لاصدار عفو عام، وليس كل محكوم او مطلوب بقضية حق عام، مجرم بالضرورة فأغلب المطلوبين والمحكومين والسجناء تمت ملاحقتهم على خلفيات متعددة يمكن العفو عنها.

ثم ان هذا العفو لن يتم رده الى مطالبات نيابية، حتى لاتبدو القصة متاجرة بالشعبية، فلا نواب اليوم، والشعبية ستكون من نصيب المؤسسة والدولة في توقيت حساس داخليا وعربيا، نحن بحاجة فيه الى رص صفوف الناس، وتوحيدهم، امام الازمات الداخلية واخطار الخارج.

يقال للحكومة ان كثرة من الناس تنتظر عفوا عاما، شريطة عدم افساده بكثرة التكييفات والاستثناءات،وتنفيس الضغط لدى عشرات الاف العائلات الاردنية،امر مهم جدا،مع توقيت القرارات الاقتصادية،حتى لاتتحول حياتنا الى ضغوطات فوق الضغوطات،في بلد لم يعد اهله يحتملون كل هذه الاشتباكات.

لعل الرحمة والبصيرة تسود فوق كل الاعتبارات المعتادة، فقد طال انتظار الناس للعفو العام، بما يعنيه في جوهره.

(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
01-11-2012 01:20 AM

صح لسانك استاذي الكريم
دما احساسك رائع لما يتلمسه الاردنيون ويرجونه من ملكهم المحبوب
فالوضع من سيء الى اسوأ والمطالبات كتيرة والكتير لا يخرج من بيته واغلبهم وجلهم لديهم عائلات لا يستطيعون جلب قوتهم . فهل من مجيب لدعوتك . اتمنى من الله ان تصل مستمع جلالته

2) تعليق بواسطة :
01-11-2012 12:44 PM

الى أخي العزيز:

عفو عام وعفو خاص, نحن الدولة الوحيدة في العالم التي لا تحترم القانون. دعوا القانون يأخذ مجراه وكل شاة معلقة بعرقوبها وكفانا مهاترات وزيادة الاعباء على الاجهزة الامنيه بارسال المجرمين الى الشوارع. كفانا

3) تعليق بواسطة :
01-11-2012 02:58 PM

استاذ ماهر اسعد الله مساءك :: لمن العفو العام ؟؟ لمستهترة قتلت متعمدا طفل وكسرت طفلين باالشارع العام ومع سبق الاصرار كل ذنبهم انهم ازعجو اولادها بلعبة كورة :: (( حادثة ابو نصير )) غزاوية وجنسيتها امريكية :: وعمر الطفل 11 سنة .. لا زالو اصحابة يدقون الباب لكي يلعب معهم :: ام عن اخرى قتلت ابن زوجها بربطة في شجرة وراء البيت ونسيتة 3 ايام :: ام لاخرى احرقت زوجها والبيت بعد ان اغلقت علية باالمفتاح من الخارج ؟؟؟ ام لاخرى سرقت رضيع من مستشفى لانها تكرة امة ؟؟؟ والف قصة وقصة .. خلهم مرميات مثل الكلاب داخل السجون والشارع مش ناقص تيت تيت تيت

4) تعليق بواسطة :
05-02-2013 08:32 PM

نحن بحاجة الى عفو عام وشامل
اشكرك استاذ ماهر
نتمنى ان تستمر بالكتابة عن هذا الموضوع لعل رغبة الشعب تصل لحاكم البلاد

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012