أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


عزلة سياسية في علاقات الأردن الخارجية

بقلم : ماهر ابو طير
05-11-2012 12:49 AM
لافت للانتباه جدا أن العلاقات بين الأردن وأغلب الدول العربية تمر ببرود غريب، ولا يعرف أحد على وجه الحصر والتحديد، لماذا تعقدت علاقاتنا الخارجية بهذا الشكل وفي توقيت واحد تقريبا؟!.

علاقاتنا مع مصر متوترة على خلفيات سياسية واقتصادية، و مع السوريين حذر شديد وشكوك وغياب للاتصالات أيضا، ومع العراق جفوة وبرود وغياب للخط الساخن وللتنسيق، و مع اللبنانيين علاقة عادية جدا، وكأنها غير موجودة.

مع السلطة الوطنية الفلسطينية الحد الادنى والشكوك تجاه السلطة تبدو في ذروتها خصوصا بعد تصريحات عباس، فيما جماعة غزة تنحصر العلاقة معهم بالإنساني، وببعض المجاملات السياسية في وجه هذا القيادي أو ذاك.

من هناك نذهب إلى العلاقات مع دول الخليج، والعلاقات فاترة وباردة مهما قيل فيها، ولا اتصالات ولا زيارات، والدعم الخليجي، لم يأتِ ماليا إلا من الكويت، فيما يتضح البرود في علاقاتنا مع بقية دول الخليج العربي، وهو برود تأسس على الموقف من انضمام الأردن الى مجلس التعاون الخليجي، وما تلى ذلك من انجماد واضح في الاجواء.

إذا تركنا كل هذا فأن علاقاتنا مع دول ما بعد الربيع العربي مثل تونس واليمن وليبيا، نجدها تعاني من ذات المشكلة، فلا الاردن يسعى لتعميد العلاقات مع الانظمة الجديدة، ولاهذه الانظمة تملك القدرة على التلفت لدول عربية،ومشغولة بهمومها الداخلية.

مما يؤسف له ان يجد الأردن ذاته على صعيد السياسة الخارجية وحيداً إلى حد كبير، والقصة ليست قصة عواطف، بل واقع نعاني منه حاليا، والمثير أن البرود حالة ممتدة على نماذج متناقضة، فأسباب البرود مع السوريين تختلف عن اسباب البرود مع المصريين،وفي الحالتين فأن اسباب البرود تختلف عن دول مجلس التعاون الخليجي،والمشترك بين الجميع انهم يأخذون منا موقفا.

هذه مفارقة ان نجمع كل أطواق العزلة معاً في حالات متناقضة وفي توقيت واحد، وهذا يقول انه ليس من المعقول ان يكون الخطأ في كل هذه الدول خصوصا مع تباين سياساتها، وتناقضها احيانا.

القضية تتعلق بالسؤال حول مع من نتحالف هذه الايام، وعلى اي معسكر نحسب انفسنا، لان الدول وسط مناخ التغيرات الاقليمي والدولي بحاجة الى سلسلة داعمة على مستوى العواصم، اما البقاء فرادى ووحيدين، بهذه الطريقة، فهذا يقول ان فواتير الخسائر مقبلة اكثر على الطريق، وسط لا مبالاة، ولا مساعي لكسر هذا الانجماد.

ملف السياسة الخارجية بحاجة الى مراجعة، لان الانجماد والبرود ينبئ بما هو اخطر، خصوصا، اننا نعاني من علاقاتنا مع كل دول الجوار، ومع كل دول العمق السياسي والاجتماعي والاقتصادي.

اسوأ مافي المشهد ان نخسرعلاقات تاريخية ونتركها لتضعف وتغيب تحت وطأة عوامل عديدة، وهذا يقول ان تكسير هذه الاطواق بحاجة الى عمل سياسي كبير، وان البقاء اسرى للحظة وللواقع،امر يقودنا الى العزلة، لنصبح جزيرة وسط بحر كبير.

(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
05-11-2012 02:08 AM

اقتباس (هذه مفارقة ان نجمع كل أطواق العزلة معاً في حالات متناقضة وفي توقيت واحد، وهذا يقول انه ليس من المعقول ان يكون الخطأ في كل هذه الدول خصوصا مع تباين سياساتها، وتناقضها احيانا). هذه الكلمات بحاجة لوقفة وتفكير وتفسير اكثر ، من قبلك يا ابو طير انتم اعلم منا بمنبع مصادركم لشرحها اكثر !!!

2) تعليق بواسطة :
05-11-2012 02:47 AM

وماذا نفعل اذا كانت امريكا وحلفائها الذين صنعتهم كذبا انهم صناعة وطنية, هم من يتعمدون مقاطعتنا وتجويعنا وايقاف المساعدات والغاز والنفط والعبث بالداخل من اجل فرض امر واقع نقبل بة لحل القضية الفلسطينية على حسابنا لتنام اسرائيل وتحلم احلام سعيدة بدون رصاص

3) تعليق بواسطة :
05-11-2012 08:15 AM

يا ابو طير لو كان في الاردن سياسيون بمعنى الكلمة ولو كان في الاردن قيادات ذات بعد نظر ابعد من انوفها لما وضعت كل بيضاتها في سلة الامريكان وحلفائهم واملاءاتهم واجنداتهم
الاردن بحاجة الى اعادة تقييم لمصالحه ونحالفاته فالسعودية تمنع عنا المساعدات وتبيعنا النفط بالسعر العالمي وبتعليمات من امريكا لرفض الاردن الانغماس الكامل بالملف السوري والاردن يختنق اقتصاديا بسبب فاتورة الطاقة وبسبب السياسات الرعناء التي تبناها النظام في العشرة سنوات الماضية وبنفس الوقت تعرض علينا ايران والعراق النفط والغاز وباسعار تفضيلية مقابل اخذ موقف جيد ومساند للنظام السوري والانضمام للتحالف الروسي الصيني ضد امريكا وعملائها في المنطقة فما الذي يضير لو هددنا مجرد تهديد بالذهاب الى حضن روسيا وايران اذا لم تأتي المساعدات ويتم انقاذ الاقتصاد الاردني من الانهيار؟ وماذا جنت الاردن من تحالفها المهين مع امريكا وعملائها وتنفيذ سياساتهم واجنداتهم في المنطقة؟
لا يوجد في الاردن شيء اسمه سياسة خارجية هناك شخص واحد يتلقى تعليمات ويعطي تعليمات للاخرين لتنفيذها سياستنا الخارجية يرسمها الامريكان وينفذها الاردن بدون نقاش وقد حان وقت تغيير البندقية من كتف الى اخر وتغيير تحالفات الاردن بما يضمن امنه واقتصاده وحدوده.

4) تعليق بواسطة :
05-11-2012 10:57 AM

السيد الختيار
الاسطر الثلاثة الاخيرة في مداخلتك هي بيت القصيد , الذي يرسم السياسة في الاردن شخص واحد فقط لاغير يتلقى التعليمات او الاوامر وينفذها دون نقاش . والقادم مدهش .

5) تعليق بواسطة :
05-11-2012 04:18 PM

وما الذي سيمنع الاعراب حينها وجاهليتهم معروفه للقاصي والداني من ارجاع 3 ملايين اردني يعملون هناك ظلما وبهتانا؟ وما الذي سيمنع امريكا من ايقاف كل انواع الدعم الاقتصادي والعسكري ؟ يجب ان نكون حذرين فاما ان نكون مع هؤلاء او مع هؤلاء نحن الان بعالم المحاور اما ان نرقص على حبلين كما السياسه الحاليه فلن تنفعنا بشيء

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012