أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


من الآخر.. كم ستدفعون؟

بقلم : فهد الخيطان
05-11-2012 01:04 AM
يعاني الأردنيون هذه الأيام من تخمة إعلامية غير مسبوقة، بسبب الضخ الإعلامي المتواصل، وبكافة الأشكال، من جانب الحكومة، لتهيئة الرأي العام للقبول بخطة الدعم المالي مقابل تحرير أسعار سلع أساسية ومشتقات نفطية. ولا يمر يوم دون أن يعقد رئيس الوزراء ووزراء المال والاقتصاد مؤتمرا صحفيا أو جلسة حوارية، ولا يفوتون برنامجا تلفزيونيا من غير أن يظهروا فيه للحديث عن الوضع الاقتصادي الصعب.ولم تتنبه الحكومة وهي تشن هجومها الإعلامي المكثف لكسب عقول وقلوب المواطنين، خاصة من ذوي الدخل المتدني والمتوسط، أن الحكومة السابقة خصصت الشهر الأخير من عمرها لنفس القضية، ولم ترحم المواطنين من شكواها المستمرة من العجز والمديونية وانقطاع الغاز المصري. والذي حصل في الواقع أن حكومة عبدالله النسور استلمت الشعب بعد أن 'نهنهته' حكومة فايز الطراونة برسائل إعلامية مشبعة بدموع الألم والحسرة على حالنا الاقتصادي.لكن حكومة النسور، وللإنصاف، طورت في أساليب الترويج لخطتها. فتجدها، أحيانا، تعتمد مبدأ الترويع لدب الرعب في قلوب المواطنين، في حال فكروا بالاعتراض على خطة الحكومة؛ بقولها على سبيل المثال: إن الدينار سيفقد قيمته في حال بقي الوضع على حاله. ولإضفاء مزيد من الإثارة، تلجأ إلى استخدام مصطلحات من قبيل 'كارثي'، وعبارات مثل 'الوضع في منتهى الخطورة' في وصف الموقف.بيد أن أسلوبا كهذا له آثار جانبية خطيرة وكارثية أيضا على المواطن، ليس أقلها رفع منسوب 'الأدرينالين' في دم الشعب لمعدلات عالية، ما يجعل الناس، ومنهم 'ذوو الدخل المتدني والمتوسط'، في حالة توتر وعصبية قد تصل إلى حالة الهيجان، إذا استمرت الحكومة في قصفهم بوابل من المصطلحات الإعلامية القوية.لكن بين الوجبات الإعلامية الثقيلة، تغري الحكومة المواطنين بطبق من الحلوى الخفيفة؛ فتطلق تصريحات تؤكد فيها الحرص على عدم تحميل المواطنين العبء وحدهم، وتحلف أغلظ الأيمان بأن الدعم لن يُرفع قبل أن يصل التعويض النقدي إلى جيوب الناس، لدرجة أن بعض المواطنين الغلابى بدأوا يتلمسون جيوبهم!المشكلة أن الحكومة استهلكت جميع المصطلحات والحجج في حملتها لترويض الشارع، لكنها -وعلى ما يبدو- لم تتمكن حتى الآن من كسب تأييدهم. يظهر ذلك جليا في تعليقات مواقع التواصل الاجتماعي، واللقاءات المباشرة مع المواطنين في الدواوين والأماكن العامة. كما يلاحظ أيضا أن لقاءات الحكومة واجتماعاتها اقتصرت على النخب الرسمية والإعلامية وكبار التجار، ولم نسمع عن لقاء أو حوار مباشر مع الفئات المعنية بالقرار أو المتضررة منه. فما الذي يمنع رئيس الوزراء أو وزير ماليته من عقد لقاء مع عمال النظافة في أمانة عمان مثلا، ليشرح لهم موجبات تحرير الأسعار، ويستمع إلى مخاوفهم من موجة الارتفاعات المتوقعة على أسعار السلع والخدمات بعد تطبيق خطة رفع الدعم؟غير أن الأهم من ذلك كله هو أن الحكومة، ورغم كل هذا الضخ و'الطخ' في وسائل الإعلام، لم تقدم حتى اللحظة عرضا ماليا محددا للمواطنين، ولم تكشف عن قيمة الدعم الذي ستقدمة مقابل تحرير الأسعار. وسائل الإعلام تداولت في الأيام الماضية أرقاما ونسبا لم يؤكدها أي مصدر رسمي، لا بل إن رئيس الوزراء نفسه أكد أن الحكومة لم تصل بعد إلى قرار نهائي بهذا الشأن، وما تزال في مرحلة مناقشة الخيارات.المواطن الأردني، ومن خبرته الطويلة مع الحكومات، لا يميل لكثرة الكلام معها، أو ما نسميه تهذيبا الحوار، وكلما استفاضت الحكومة، أي حكومة، في الشرح والتفصيل، فإن الشك يدخل إلى قلبه ويضع يده على جيبه. المواطن الذي جرب 'الحوار' حول كافة أشكال الرفع والدفع والدعم على مدار العقدين الماضيين، لم يعد يطيق 'المفاصلة'. وهل عاد في حوزته شيء ليفاصل عليه أصلا؟!لسان حال المواطنين اليوم: لقد أوجعتم رؤوسنا بالحوار؛ هاتوا من الآخر، كم ستدفعون مقابل الرفع؟
fahed.khitan@alghad.jo

(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
05-11-2012 09:15 AM

الحلول كثيره ...........ولكن ....

"" ... الدستور الأردني لم يرد فيه ذكرا لتولي الدولة تقديم خدمات للأمراء والأميرات والشرفاء والشريفات فلماذا يتحمل المواطن الأردني الذي "يشحد الملح "نفقات هائلة ورواتب الأمراء التي يتقاضوها من يوم ولادتهم إلى يوم رحيلهم؟وما هي الخدمات التي يقدموها للدولة بالمقابل؟ ولماذا يخصص للملكة هذا العدد الكبير من الموظفين ما دام أنها ليست موظفة وليس لها أي صفة رسمية غير صفة زوجة الملك؟.. (مقتبس)""

2) تعليق بواسطة :
05-11-2012 12:32 PM

المسؤولون لا يتحدثون عن اين تذهب النقود و عن اللطش و اللفلفة و عن الفساد و سوء الادارة التي اوصلتنا للحضيض .. فقط هم بارعون بشيء واحد: تبرير طحن المواطن بسبب الوضع الصعب الذي تعيشه البلد و الذي لم يتسبب به اي مسؤول!! و لكن اظن اننا نستحق هؤلاء لاننا مثل النعاج.

3) تعليق بواسطة :
05-11-2012 01:10 PM

الى الاخ سمير 2 لسنا نعاج بل دجاج يا قرابه تحياتي لك.

4) تعليق بواسطة :
05-11-2012 02:36 PM

نعتذر

5) تعليق بواسطة :
05-11-2012 02:41 PM

معك حق يامحرر بس البنك HCBS مش HSBC

6) تعليق بواسطة :
05-11-2012 07:04 PM

نعم لرفع الدعم عن جميع السلع الاستهلاكية..ولكن بشرط ان يكون تدريجيا على مدى 5 او 10 سنوات مثلا..اي دولة عاقلة تبيع الخبز بـ 17 قرشا بينما يكلف اكثر من 60 قرشا..؟؟!! وهكذا قس..

اما الشرط الأهم فهو خفض الدعم الذي تلقاه سلع الطبقة المتنفذة من اصحاب المصارف كما هو الحال في الضرائب التي تم خفضها عنهم خلال السنوات الماضية..وخفض رواتب كبار الموظفين مثل مدراء مؤسسات الضمان الاجتماعي..ومثليها لدى الشركات..خفض تدريجي لموازنات المؤسسات المستقلة التي توظف نحو 10 الاف بينما هي تمتص نحو ثلث الموازنة العامة..فرض ضريبة تصاعدية كما فعلت بلدان مديونة مثلنا..اما ان تروج الحكومة وابواقها فقط لحل رفع الدعم عن السلع الاستهلاكية التي ينتفع بها الطبقات الوسطى والدنيا فهذه جريمة وتاجيج لنار البغضاء في المجتمع وتسرع بانهاء الدولة..لتتحلى هذه الحكومة ورئيسها بالشجاعة وبروح العدالة..قتقترب ايضا من عش الدبابير واوكار الجوارح التي سمنت على حساب بقية الشعب.

7) تعليق بواسطة :
05-11-2012 10:50 PM

بس يجنمع مع المعلمبن هو بشوف حقيقة الازمة الافتصادية

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012