أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


تطوير صيغ الحراك الشعبي

بقلم : د. رحيّل غرايبة
06-11-2012 11:48 PM
الحراك الشعبي في العاصمة والمدن الأردنية يمثل حالة شعبية متطورة تعبّر عن مستوى الوعي الذي انبثق من فجر ثورات الربيع العربي في مختلف الأقطار العربية، ضد أنظمة الاستبداد والقمع والفساد، التي جثمت على صدور الشعوب العربية، ولم تحقق إلاّ التخلف العلمي، والتدهور الاقتصادي والتمزق الاجتماعي، وإن لبست أردية النضال والتقدم.
لقد مرّ ما يقارب العامين على الحراك الشعبي في الأردن، واستطاع أن يحقق بعض الإنجازات المتواضعة التي لم ترق إلى مستوى الطموح، ولم تلبّ أشواق جموع الشعب الأردني بالانتقال نحو مرحلة الديمقراطية الحقيقية التي تجعل الشعب الأردني مصدراً فعلياً للسلطات، وما زالت جذوة الحراك مشتعلة ويحملها مجموعة من الشباب الأردني المليء بالعزم والطموح والتصميم.
لكن الحراك الشعبي يحتاج إلى نظرة تقويمية وقفزة تطويرية، يجعله أكثر فعالية وإنتاجية، وينبغي عدم الجمود على الوسائل والأساليب التقليدية المتمثلة بالخروج إلى الشارع، والاكتفاء بالتجمهر وإطلاق الشعارات والمطالبات والخطابات، حتى وإن كانت مرتفعة السقوف، ومن هذا المنطلق يمكن الإشارة إلى بعض الملاحظات المتعلقة بهذا الشأن، منها:
-ايجاد صيغ تطويرية لأطر التجمع، بحيث تعتمد أسساً ديمقراطية في الاختيار والتمثيل القائم على أسس واضحة ومعلنة، تعبر عن حالة حقيقية موجودة، بحيث يتمّ الاقتراب التدريجي نحو العمل المؤسسي المنظم، الذي يخلو من الارتجالية والفوضى.
-اعتماد صيغة سياسية مبسطة، تضم مجموعة من الأهداف والغايات المنبثقة من رؤية واضحة ورسالة متفق عليها، تمثل الحدّ الأدنى الذي يتمّ التجمّع حوله، يتعلق بشكل الدولة وطريقة إدارتها ومنهجية تشكيل الحكومات واختيار الفريق الوزاري وبعض التشريعات الأساسية التي تمس جوهر العملية الديمقراطية.
- الانتقال إلى صيغ عملية جديدة في التحرك الشعبي قادرة على تطوير الفعل الشعبي وتفعيله، مثل: تشكيل لجان شعبية متخصصة، بعضها لجمع المعلومات، وتتبع القضايا العامة التي تمس حياة المواطنين وقوتهم ومستقبل أبنائهم، وبعضها لمتابعة قضايا الفساد وتتبع خيوطها وجمع وثائقها، ولجان لمتابعة المسؤولين وتوصيل صوت الحراك لهم، ولجان إعلامية وعلاقات عامة قادرة على ايصال الرسالة الشعبية بعلمية ومهنية وموضوعية.
يستطيع الحراك الشعبي أن يشكل حاضنة شعبية متطورة بعيدة عن التشنج والعنف، وكل أشكال الاستفزاز المرتجل غير المدروس، والانتقال نحو الحكمة المقرونة بالشجاعة والجرأة والموضوعية، وحسن الخطاب، وقوة الكلمة وصدق المعلومة.
يستطيع الحراك أيضاً أن يكون بديلاً لكل الصيغ الحزبية التقليدية التي لم تستطع الحصول على ثقة الجماهير، ولم تستطع أن تشكل حاضنة للطاقات الشبابية والاجتماعية الهائلة التي يزخر بها المجتمع الأردني في مدنه وأريافه وبواديه، الذين تملؤهم الحماسة والنشاط ويحبون العطاء والبذل، ويتطلعون إلى غدٍ مشرق تحترم فيه عقولهم وتصان حرياتهم وتحفظ كرامتهم.
يتميز الحراك الشعبي بأنّه ليس ملكاً لجهة، أو حزب أو إطار محدد، بل هو لكل الأردنيين بكلّ أفكارهم وتوجهاتهم ومذاهبهم وانتماءاتهم، الذين يجمعهم حب الوطن والانتماء له، فهذه فرصة من فرص النجاح العظيمة التي تستوعب كل اقتراح مبتكر، وكل إبداع مقدر، يسهم في تطوير الحراك الشعبي وتفعيله في اتجاهات ايجابية خيّرة، تصب في مصلحة الشعب والوطن ومستقبل الأجيال .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
07-11-2012 01:16 PM

إلا ان نتائج ما يسمى بالربيع العربي جائت للأسف مغايره لما تطمح له الشعوب العربيه بعد ان تخلصت من الدكتاتوريين والرجعيين في تونس ومصر سيطر الإسلام السياسي الشمولي واعوانهم من السلفيين والتكفيريين على انظمة الحكم وأستحوذا على مصادر القرارات في جميع مؤسسات الدوله بعيدآ كل البعد عن معايير الدمقراطيه والحضاره..!!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012