أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


استدراك في الوقت الضائع!

بقلم : حسين الرواشدة
28-05-2013 01:11 AM
عامان واكثر ضاعا في «الكلام» حول الاصلاح والتغيير، لكن ماذا كانت النتيجة؟ انها اقل من متواضعة - بالطبع - ، لم ننجز قانون انتخاب جيد ينقلنا الى «برلمان» يُطمئن الناس على قضاياهم، لم تنجز حكومة برلمانية .. حتى «مشروع» الاصلاح لم نتوافق عليه، وانقسمنا - بعدئذ - الى من اختار الشارع ومن انخرط في اللعبة على امل انضاج التجربة.

حين احدّق في مشهدنا العام لا اجد في اي مبرر لما فعلناه بانفسنا، صحيح ان «طموحاتنا» كانت كبيرة، وان سقف «مطالبنا» كان مرتفعا. لكن الصحيح ايضا اننا اليوم مدعوون للتواضع، لا لان اليأس قد ادركنا ولا لان ثمة طرف قد انتصر وعلينا ان نقبل الهزيمة، ابدا، وانما لان امامنا «ابوابا» اخرى كنا قد اهملناها وجاء الوقت لكي نطرحها الان، واعتقد ان الانجاز فيها افضل بكثير من ان نبقى ندب الصوت وننتظر «المعجزات» الكبرى التي يبدو ان اوانها لم يأت بعد.

خذ مثلا، باب اصلاح الجامعات والتعليم العالي، الا يمكننا ان نبحث عن «مقاربات» نتوافق عليها من اجل اعادة الاعتبار لهذا القطاع الاساسي الذي لا يمكن بدونه ان ننشئ جيلا قادرا على الاصلاح. لا احد ينكر بان «تعليمنا» اصبح في خطر، وان جامعاتنا ومدارسنا تحولت الى «بؤر» للتوتر والعنف، وان مجتمعنا اصبح على قناعة بان تحسين التعليم وتيسير القبول في الجامعات وازالة الظلم الذي اصاب الجميع جراء سياسات خاطئة وممارسات سيئة سواء على صعيد المناهج او التعيين او القبول.. صارت من اهم «الاولويات» التي يفترض ان نذهب لانجازها على الفور.

خذ - مثلا - اخر باب اصلاح «الاخلاق العامة»، لا اتحدث هنا عن اخلاقيات الوظيفة والعمل السياسي والعام، وانما عن «اخلاقيات» الناس التي جرحها انتشار «الفاحشة» في شوارعنا، وشيوع ظاهرة «البغاء» التي اصبحت قصصها يندى لها الجبين، ارجوكم - هنا - ان تدققوا في شكاوى المواطنين الذين يسكنون قرب «الفنادق» او الشقق «المفروشة» استمعوا لما تفعله «المراهقات» والمراهقون، ولما تقوم به الاجهزة المعنية التي اصبحت عاجزة عن مواجهة هذا «التفلت» .. الا يمكن ان نفعل شيئا لكي نحمي بلدنا من سوء «الفاحشة» وان نعيد اليها شيئا من العفة والاحتشام.

خذ مثلا ثالثا، «غول» المخدرات الذي داهم مدارسنا وشبابنا، واصبح «موضة» عابرة للمناطق، اليس احد الابواب التي يمكن ان ننجز فيها ولو شيئا متواضعا؟

هنالك - بالطبع - عشرات الامثلة الاخرى التي يمكن ان نتحرك في ميادينها لتحقيق ما نستطيعه من «اصلاح» المجال الديني وخطابه ومؤسساته، المنظومة الاجتماعية والقيمية والتعاونية، الحقول الثقافية التي اصابها الجمود، هذه كلها لا تحتاج الى «سلطة» الدولة بحكوماتها واجهزتها فقط، وانما الى «سلطة» المجتمع، والفاعلين في مجال الخير، والنخب التي «وقفت» فوق الشجرة ولم تستطع ان تصعد او ان تنزل الى الارض.

في عامين كان يمكن ان تتحول «ورشات» الاصلاح الى معامل كبيرة، وان ننجز ولو شيئا بسيطا على مساحات كبيرة بعيدة عن «عين» السياسي وعناده، لكننا للاسف ارقهنا انفسنا في مفاصلة لم تفض الا الى مزيد من الانقسام، والشتات وتضييع الوقت، وكان يمكن ان نوازن بين مطالبنا التي «خرجنا» احتجاجا على منعها وبين «اولوياتنا» التي نستطيع ان نقوم بها لوحدنا.. او ان ننتزعها باقل جهد.

ترى هل ننتبه الى ان ما فعلناه بانفسنا يبدو احيانا اسوأ مما فعلته حكومات بنا؟(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
28-05-2013 09:52 AM

ايعقل ان كل هذه المصائب قد هاجمت جسد الوطن والأمة واستحكمت فيه في فترة السنتين الماضيتين ، حيث لم نكن نسمع قبلها عن تفاصيل هذه الأهوال ؟ بحيث يمكن ان نسأل : هل ساعدت ما نسميها خحريات الربيع العربي في كل هذا الإنفلات ؟ او هل تساهل الدولة وتراخيها في هذه الحقبة من الزمن ساهم في ذلك ؟
أسئلة كثيرة برسم الإجابه نتمنى على اصحاب الإختصاص في علوم الإجتماع والقانون والشرطية ان يجيبوا عليه في ندوات شعبية تعقد في الهواء الطلق وفي كل المدن والميادين العامه .
تلهينا او ضيعنا اطول من نصف سنة حتى اتممنا عملية انتخاب من يمثلنا في مجلس نواب عتيد ، يضع يده على مواجعنا ويساعد في حلحلة عقدنا الإجتماعية ، ولكنا بدلاً من ذلك تفرغنا وعانينا من حلحلة مشاكل مشاجرات هؤلاء النواب التي لم يعد يشغلهم غيرها ، وعولنا الأمل على من ينتفض في السلطة الجديدة قاصداً إرادة التغير المطلوب ليس في القوانين والتعليمات فحسب ولكن في انماط السلوك العام الذي يتهاوى يوماً بعد يوم .
ولعل تكرار الكتابة في مواضيع متكرره يعتبر من الإلحاح الممض لو نعود ونذكر بضرورة إعادة النظر بقوانين السير ، ورخص إستيراد السيارات التي تصل سنوياً لاكثر من ربع مليون سيارة ، ليس لها ثمة من مكان تكرج فيه حتى القرى النائية تعاني من عجز في مواقف السيارات . مما سبب ويسبب هذه الإختناقات المروريه في كل مكان والمشاجرات اليوميه بسبب مخالفات الوقوف على مداخل العمارات وبيوت خلق الله . ومثلها منع هذا التسيب والإنفلات الأمني في استعمال الزوامير في كل اوقات الليل والنهار ، وأصوات باعة الخضره الذين يثبتون سماعات على هامات سياراتهم تبعث اصواتاً تمنعنا من النوم والقراءة . وان يعاد النظر في تسليح وتعبئة رجل الأمن بالكثير من الصلاحيات والثقة بالنفس ، الذي يمثل تصرفه اليوم ما يشي بضعف هيبة الدولة التي ينفذ تعليماتها ويافظ على امن المجتمع ، نحن نراه اليوم يشاهد المخالفات حتى الخطرة منها ويغمض عينيه او يلوح بوجهه عن مشاهدتها .......... وأن تجتهد الحكومة بما لديها من وسائل مبتكره في التعميم كييكون كل المسؤلين اكثر حرصاً على إحترام القوانين ورعايتها . وفي هذا المقام ذهبت امس الى إحدى المحاكم في عمان وارتعت وانا اشاهد كاتب العدل واربعة من الموظفين في غرفة العدل يقارفون عادة التدخين وفي دائرة عدلية قد يكون قانون منع التدخين في الاماكن العامه سن فيها ، ومثلهم السادة النواب الذين يقرون القوانين ويخالفوها، وكما نشاهدهم يدخنون في قاعة الجلس وفي عز المناقشات ، ومن جهة أخرى يشتبكون في مشاجرات نهت عنها قوانين وافقوا عليها .
لا بد من وقفة صادقة يقفها كل مواطن ومسؤول مع نفسه بصدق ويقين ومصارحة ونتق الله جميعاً بما يحصل في وطننا ونحاول ان نعود الى جبلة الأردنين الأصيلة التي كان قوامها الشهامة والنخوة وحب الوطن والإنسان .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012