أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


الأغنياء كلهم لصوص!

بقلم : جمانة غنيمات
28-05-2013 11:39 PM
في استطلاع محلي غير معلن، تُظهر النتائج أن 78 % من المستطلعة آراؤهم يعتقدون أن كل الأثرياء حققوا ثرواتهم بالفساد، وبطرق ملتوية وغير شرعية.ما خلص إليه الاستطلاع خطير، ويكشف عن حالة تسود المجتمع، قوامها التشكيك في كل شيء. إذ صحيح أن البعض أثرى بطرق غير شرعية، لكن المؤكد أن ليس كل الأغنياء لصوصا.وارتفاع النسبة يؤشر إلى غياب الثقة بالآخر أياً كان، خصوصا أن 'توزيع التهم' يتم كيفما اتفق، ومثال ذلك الريبة من كل الأغنياء، وفي ذلك ظلم لكثيرين حققوا ثرواتهم عبر قنوات قانونية، بجهد وكد وتعب.مبدأ التعميم لا ينطبق على المثال السابق فقط، بل يتصل بكثير من القضايا. وليس المطلوب لوم 'المعمّمين'، بقدر أهمية البحث عن الأسباب التي أوصلت إلى هذه القناعات.فالنتيجة بحاجة إلي تحليل وتفسير، كون النظرة السلبية نحو كل الأغنياء، والطعن بنزاهتهم بدون استثناء، لتقف خلفهما أسباب، تتطلب التوقف عندها ودراستها بجدية، كونها تحمل بين طياتها معاني كثيرة.فمثل هذه المواقف تعكس حالة مجتمعية تكشف عن نفسية سيئة، ناجمة عن شعور بالتهميش والظلم والإفقار نتيجة السياسات الاقتصادية التي أسقطت البعد الاجتماعي من حساباتها، وبسبب تقصير القطاع الخاص بحق نفسه قبل المجتمع.وبالضرورة، فإن هذه المواقف صادرة عن أشخاص فقدوا الثقة في كل شيء، بالتزامن مع تفشي الحديث عن تغلغل الفساد وانتشاره بمستويات غير مسبوقة. وقد يكون هذا الكلام عن الفساد حقيقة أو محض افتراء، لكنه الواقع اليوم، ويلزم التعامل معه ومعالجته.خلال العامين الماضيين، بدأت الحالة تتسع بسبب الشعور بعدم العدالة، وضعف تطبيق القانون، بعد أن فشلت كل جهود محاربة الفساد الرسمية في إقناع العامة بنتائجها؛ إذ ما يزال الإحباط من النتائج سيد الموقف، ربما لضعف النتائج، أو لسوء تسويقها.فجوة الثقة والشك بكل المحيط باتت جلية، وترتبط بشكل عميق بتفتت الطبقة الوسطى التي طالما كانت صمام أمان لكل الطبقات الاجتماعية؛ الغنية والفقيرة منها.فالطبقية الجديدة، واتساع الفجوة بين الفقراء والأغنياء، خلفت مثل هذه الآراء. وكل ذلك مرتبط بالضعف الذي أصاب طبقة مجتمعية مهمة، ترتبط بشكل وثيق بالأمن والسلم الاجتماعي، وهي نواة الاستقرار والأداة الرئيسة لإحداث التغيير والإصلاح المطلوب.التحطيم الذي ألمّ بالطبقة الوسطى خلال السنوات الماضية، تسبب بكل هذا الإحباط، خصوصا وأن وجود هذه الفئة ودعمها إنما يشكلان جدارا قويا يحمي الجميع ويدافع عنهم، لاسيما وأن تقوية الطبقة الوسطى وزيادتها ليس إلا دليل صحة للوضع الاقتصادي، وانعكاس إيجابي للنهج الاقتصادي المطبق.في إطار التحليل، يبدو أن القطاع الخاص، ومن حيث لا يدري، أطلق الرصاص على قدميه؛ إذ لم يكترث بإصلاح صورته في أعين المجتمع، وقصر كثيرا في مسؤوليته الاجتماعية، ما ساهم في تكريس الصورة النمطية غير المحببة للأثرياء في أذهان كثيرين.العمل التطوعي أيضا معطل، ما ساهم، بشكل أو بآخر، في الوصول إلى نتيجة الاستطلاع غير الحقيقية بطبيعة الحال، لكنها قناعة راسخة، وتغييرها بحاجة إلى جهد كبير من الدولة والقطاع الخاص، بهدف تقليص فجوة الثقة، ومحاولة تقوية الطبقة الوسطى المهمة للأغنياء والفقراء على حد سواء.الصورة تتجسد أكثر حين ننظر إلى الفجوة الكبيرة بين عمان العاصمة، التي تمثل العقل الاقتصادي للدولة، وبين أطرافها والمحافظات على الضفة الأخرى، الأمر الذي يخلق احتقانا يتجلى تارة بعنف مجتمعي، وتارة أخرى بحكم غير رشيد على مصدر ثروات الأغنياء. لكن، هل يمكن لوم الناس على انطباعاتهم، في وقت لم يسع فيه كثير من الأثرياء إلى تغييرها، بل قوبلت بإهمال ليس له مثيل؟(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
29-05-2013 03:37 AM

اختي جمانه هذه الحالة تسمى بحالة العداء الازلي بين من يملك ومن لايملك ال Have and Have not والتي عادة تستند الى الجانب العاطفي والوجداني المتمثل بالحسد والغيرة’ مع وجود قناعة داخلية مستترة وغير معلنة لدى من لايملك بانه غبي وغير كفؤ وفاشل في تحيق الحد الادنى من النجاح فيتحول ذلك الى كراهية لمن يملك. فالامر طبيعي في الاردن كما هو في اي بلد اخر وله علاقة بالطبيعة السلوكية الانسانية الطبيعية.ولك شكري على اثارة الموضوع.

2) تعليق بواسطة :
29-05-2013 06:34 AM

ومن أنواع الفساد الذين يبنون قصورهم على ظهور سيارات عسكرية، وينجحون في دائرتهم بناخبين مستوردين بباصات من أخرى، فاقد الشئ لا يعطية

3) تعليق بواسطة :
29-05-2013 06:57 AM

معظم الاثرياء لصوص ومرابين لان ثراء الاغلب مفاجئ . فمعظمهم كان قبل فتره شحاد لايجد قوت يومه ثم فجاه يصبح ثريا . ويغير مسكنه وعلاقاته ثم يذهب الى الساونا ويبقى بها عدة ايام ليزيل الجرب والى طبيب الاسنان ليزيل بقايا الفلافل والفول وقلاية البندوره واللحم المجمد المستعصي ويبني فيلا في احد المناطق ويشتري سيارات فارهه ذات زجاج معتم لون درجات السكني او اسود ثم يصطحب معه في البداية ام بربور التي يتم اخضاعها الى عملية افرهول كامل وشامل لمدة اشهر لازالة كل مايتعلق بالماضي . ويتصنعون التكبر والغموض والاهمية والكشره . ويتعلمون اغلاق باب المنزل والنوافذ مع اسدال الستائر بعد ان كان ابواب منزلهم الاول مشرع 24 ساعه وربما يشترون كلبا ثمينا . يحملونه معهم بالسياره ويصبح منطقهم كله مادي ويقطعون كل علاقاتهم بالماضي خصوصا الجيران والاقارب ولاينظرون الى انفسهم كالصوص بل مكرمه من الله يستحقونها بعد طول عناء وجهد . ويتوقفوا عن متابعة اعلانات البحث عن وظيفه ذات الراتب المجزي ويستبدلونها باخبار البورصه وربما يسافرون الى بعض الدول الاوروبيه بدلا من رحلات الغور التي كانوا يحشرون انفسهم في صندوق البكب مع طنجرة الطبيخ وزجاجات المشروبات الغازيه ذات النوعيه الرديئه . ويغيرون كل انماط حياتهم فتصبح كلها تقليد في تقليد ويصابوا بالتفكك العائلي وينطلق اولادهم وبناتهم ينهلون من الملذات بعد طول حرمان وتنتهي ايام الربع ليره بالنسبة لهم ويحفظون اسماء المطاعم والاماكن التي يعتقدون انها راقيه . ويبقون هكذا فتره قبل ان تبدا اثار الحرام بالظهور من تفكك وامراض وتسيب

4) تعليق بواسطة :
30-05-2013 12:27 AM

مقالك معبر ولكني اشك بالنسبه وهي 78% فلربما ان النسبه الصحيحه هي 90% على الاغلب وذلك لسبب واحد ابينه لك فورا
فقبل 25 عاما من الآن كان في الاردن بعض الاسماء الرنانه لعائلات تمتلك الملايين ولكنها لم تكن تتعدى اصابع اليدين وربما تصل الى ضعف تلك الاصابع
وحينها كانت كل موازنة الدولة ربما لم تصل المليار بعد
اما بعد
فالان هناك مليون مليونير
والمديونيه اكثر من 16 مليار دينار يضاف اليها ما سدد منها خلال ال 25 سنه الماضيه
ولغاية الآن { الحسابه بتحسب }
هذا والحمد لله على الصحه والعافيه لنا ولاولادنا

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012