أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
السبت , 18 أيار/مايو 2024


الجريمة وعلاقتها بالبطالة والفقر بين الشباب

بقلم : طاهر العدوان
30-05-2013 12:40 AM
قصص يظهر الجديد منها كل يوم حول سرقة السيارات، مقالات كتبت حول الموضوع منذ شهور لكن بدون سماع أجوبة شافية عليها من الامن العام ولا رؤية إجراءات على الارض توحي بان هذا الخلل الأمني في طريقه للمعالجة. سرقة السيارة بحد ذاتها ليست القصة التى يرفع الناس حواجبهم دهشة عند سماعها. إنما، ان يتصل السارق بالمواطن الذي سرقت سيارته طالبا منه دفع مبلغ معين ( قيمته حسب موديل السيارة ) كفدية من اجل ان يستردها وان يذهب المواطن الى المركز الأمني فلا يجد إجراء لمواجهة الموقف مع ان السارق يحدد مكان وزمان تبادل السيارة والفدية !!
خطورة هذه القصص أنها تتردد على السنة الناس كل يوم ولا تسمع من يرويها وهو يقول ( سمعت انه صار في المحل الفلاني.. ) إنما من يقول سرقت سيارتي او سيارة أخي او جاري، ثم تسرد الحادثة بشكل نمطي، اتصال، طلب فدية، تحديد مكان التبادل، إبلاغ الامن دون أي نتيجة، والخاتمة لقاء على الطريق في الظلام تشعل فيه الأضواء ويتم التسلم والتسليم.
لا احد يريد ان تهتز صورة الامن في البلاد، وهو الامن الأردني الذي عرف بيقظته وذكائه ونجاحاته في ملاحقة الجريمة وترفعه عن الرشوات والفساد الذي رأيناه في دول أخرى. ومثلما اكتسب الامن السمعة الطيبة وهو يتعامل بحضارة وانضباط مع المسيرات والاحتجاجات السلمية لأكثر من عامين فان الأردنيين يتوقون إلى ان ينعم كل مواطن بالأمان وان ينام قرير العين آمنا على بيته من السرقة وعلى سيارته أيضاً. ومن اغرب التحليلات في تفسير هذه القصص تلك التي تقول بان الدولة تتجنب مداهمة المناطق التي يتواجد فيها سارقو السيارات لان ذلك قد يثير الحراك الشعبي ضدها ويغضب من تريد الدولة استمرار سكوتهم !.
لا اعتقد بان هذه سياسة معتمدة لان ذلك يعنى تشجيع عمليات الخروج على القانون وتحدي السلطة، وتحطيم لهيبتها التي هي ضرورية وأساسية من اجل ان تقوم الحكومة والأجهزة بواجباتها في الإدارة والعمل والإنتاج. غير أني في المحصلة لست من أنصار الحل الأمني فقط ( مع انه اصبح مطلبا شعبيا ملحا ) لمواجهة الجريمة بكل أشكالها، فالمشكلة متشعبة وتستحق البحث عن جذورها.
كثير من الجرائم مستجدة على البيئات الاجتماعية التي تتكاثر فيها وهو ما يفرض تناولها تحت عنوان (الجريمة وعلاقتها بالفقر والبطالة بين الشباب). فعندما يجد الاف الشباب ان كل ما حصلوا عليه من شهادات وتعليم لم يخلق أمامهم فرصاً للعمل ولم يخلصهم من حياة أسرية واجتماعية راكدة ومملة، فانهم يجدون انفسهم غارقين في حالات ذهنية تقودهم إلى الانحراف تحت ضغط مشاعر الإحباط واليأس. فالشباب لا يولدون لصوصاً إنما الفقر والبطالة تجعلهم كذلك وسط اتساع رقعة الإحساس بالاهمال وباللامساوة الاجتماعية والاقتصادية.
الجريمة هي وليدة المستويات العليا من البطالة التي قادت إلى التفكك الأسري والعنف وظهور العصابات. وعلاجها ليس أمنيا فقط، على أهميته القصوى، إنما بإيلاء العناية المتزايدة من قبل الحكومة بالمناطق الشعبية والريفية التي تحتضن الجريمة برصد الموازنات لحل مشاكل البطالة وإيجاد فرص العمل للشباب ولو بتخصيص مئات الملايين من أموال المنح الخليجية، ومثل هذا البرنامج اهم من الإنفاق على بناء المدارس، وهو اهم لانه يخفف من أعباء الامن وتكاليفه أمام ظاهرة تنامي حالات الخروج على القانون. (الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
30-05-2013 08:17 AM

اخي الكاتب المحترم الذي اوصلنا الى هذا التخبطات هوا تساهل المتساهلين في انتشار المخدرات وغض الطرف من المسؤلين في سرقة السياررت وجبن المواطن في تحصيل حقه في دفع الفديات

2) تعليق بواسطة :
30-05-2013 09:57 AM

استذكر قول سيدنا عمر الفاروق

لو كان الفقر رجلا لقتلته

3) تعليق بواسطة :
30-05-2013 11:02 AM

كنت اتمنى ان ارى يوما ما مقالا عن عجلون والمشاريع الموجودة بها ,للعلم هناك الكثير من البيوت التي يوجد بها أكثر من خمس أبناء عاطلين عن العمل ووالدهم متقاعد

4) تعليق بواسطة :
30-05-2013 01:32 PM

مقالة رائعة يا استاذ طاهر العدوان وانا اشكرك عليها

انا كنت احاور امرأة بريطانية على تطبيق اسكايبي وهذه المرأة ناشطة في حقوق الانسان وكانت تتكلم في قصص حدثت في اوروبا عن جرائم السرقات وجرائم النصب والاحتيال وجرائم اخرى كثيرة, وبعدها بدأت تتحدث عن نهضة اوروبا وكيف تم تخفيض نسبة هذه الجرائم الى اكثر من النصف وكيف اوروبا اصبحت دول متقدمة بثلاث خطوات فقط
انا اريد فقط ان اذكر الخطوات بدون شرحها لانها واضحة

هذه الخطوات التي ذكرتها المرأة البريطانية بالضبط دون زيادة او نقصان !!!

اولا : قالت لي تخلصنا من سيطرة الكنيسة وتحررنا منها

ثانيا : دعمنا حقوق الانسان والحريات واعطينا كل انسان حقه بالتساوي

ثالثا : اعطينا كل انسان عاطل عن العمل راتب شهري يعيله على ظروف الحياة الصعبة, ويضا حتى لا يفكر في ارتكاب الجرائم ويكون تفكيره منصبا في العلم والابتكار فقط

واخيرا بدأت تسرد هذه المرأة البريطانية نماذج لشباب كانوا من العاطلين عن العمل وكيف جلبوا المليارات لاروبا عن طريق العلم والاختراعات

شكرا لكم

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012