أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


متدينون.. لكنهم يخطئون..!!

بقلم : حسين الرواشدة
31-05-2013 12:38 AM
كيف يمكن فهم العلاقة بين التدين الذي يمارسه الشباب وبين الانحرافات والتجاوزات التي يقعون فيها مع ان الدين ينكرها و يرفضها ومع انهم يعرفون موقف الدين منها ؟ ولماذا لم يثمر الدين في تهذيب بعض ابنائنا المتدينين وتربيتهم وردعهم عن الخطأ؟ هل يمكن ان يكون التدين مغشوشاً ومغلوطاً ، ومن يتحمل مسؤولية هذا الغلط؟

قبل ان اجيب ، أبادر الى الاستدراك بأن ثمة فرقاً بين حقيقة الدين والتدين ، فالدين هو شرع الله تعالى وتعاليمه ، اما التدين فهو فهمنا لهذه الشرائع وممارساتنا لها ، فالاول الهي مقدس وثابت ، اما الثاني فكسب بشري غير مقدس وغير ثابت ، ونحن هنا نتحدث عن التدين لا عن الدين ، وعن اخطاء المتدينين وعلل التدين وامراضه - وهي للاسف كثيرة - لا يخلو احد من الناس منها ، بعضها مصدره الجهل وبعضها سببها التقدير الزائف للذات لدرجة احتقار الآخرين ، او التعصب او الانفصام بين الاقوال والافعال ، وهي كلها تصب في اتجاه الاعتناء بالظاهر مع اهمال الباطن ، بمعنى ان المتدين يعتني في تدينه بتحسين الاعمال والصفات الظاهرة والمرئية والملموسة ، ويحرص على الالتزام بالعبادات شكلياً ، بينما لا يبالي بعكسها مما لا يراه الناس ولا يظهر للعيان .

ولفقهائنا - هنا - تقسيمات كثيرة لهذا النوع من التدين ، فهو بحسب الشيخ محمد الغزالي تدين فاسد ، يفسد البداهة ويمسخ الفطرة ، وهو - عند الدكتور الريسوني - تدين منحط يراعي الشكل ولا يهتم بالجوهر ، او تدين معكوس لا يراعي اولويات الدين ومقاصده ، (خذ مثلاً التركيز على فقه النظافة بينما شوارع مدننا غارقة في الاوساح ، وخذ مثلا ايضاً الاغداق والكرم في اقامة الولائم مقابل تضييع فريضة الزكاة..) او تدين محروس ، وهو الذي لا يلتزم اصحابه بواجباتهم الا بالمراقبة والمطالبة والملاحقة ، ومثال ذلك المتدين الذي يصلي ويصوم ولا يؤدي ما للناس عليه من حقوق الا بعد المماطلة والتسويف.. وثمة تدين مسيس وتدين متشدد.. الخ الخ.

ما وقع فيه شبابنا المتدين للاسف ، هو جزء من مشكلة التدين التي نعاني منها ، فمع غياب الدعاة القدوة ، والفقهاء المستنيرين المواكبين للاجتهاد على ضوء الموازنة بين ما قرره الشرع من احكام ، وما يقتضيه الواقع ونوازله من انزال لهذه الاحكام في المكان والزمان ، ومع تراجع أثر الدين في حياة الناس العامة نتيجة غياب تطبيقه ، ومع تلوث البيئة المحيطة بهم وانتشار القيم البديلة الوافدة وانسداد الابواب المشروعة.. لم يجد شبابنا - وهم ضحايا بلا شك - إلا النوافذ غير المشروعة لتحقيق احلامهم..

لقد اخطأوا - بالتأكيد - في فهم الدين ، وأسأوا الى قيمة التدين ، وتجاوزوا الفطرة السليمة التي تستهدفها تعاليم الشرع بالتهذيب والترقية ، لكن قبل ان نلومهم لا بدّ ان نسأل عن السبب؟ عن دور مؤسساتنا الدينية والتربوية؟ وعن مسؤولية دعاتنا وفقهائنا؟ وعن وسائل التوجيه والرعاية لشبابنا ، وعن سوء استخدام الدين وتوظيفه ، وعن الاشتباكات بين المراسيم والتقاليد وبين التعاليم الدينية ، لدرجة ان العادات انتصرت في مجتمعاتنا على العبادات ، لا بد ان نسأل عن كل ذلك ونجيب عليه قبل ان نحكم على هؤلاء الشباب بالانحراف او نحاسبهم عليه..

صحيح انهم متدينون.. ولكنهم يخطئون ، ومن واجبنا ان نصحح تدينهم ونأخذ بأيديهم الى طريق الصواب قبل ان تتحول مشاعرهم من الغربة عن مجتمعاتهم الى الغربة عن دينهم.. وعن انسانيتهم ايضاً.
(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
31-05-2013 11:05 AM

مقال جيد، والفكرة الأساسية هي أنه لا يجوز لأي كان انتحال صفة عالم دين، ثم البدء بنشر الفتاوي. انتحال صفة عالم دين جريمة خطيرة بالمعايير الدنيوية والدينية وحرم ذلك الاسلام بآيات وأحاديث صريحة.

يمكن الدعوة لله والتدين، لكن ليس لك أن تعرض نفسك على الناس وكأنك عالم دين، من يريد أن يكون عالم دين عليه أن يذهب لجامعة أو مدرسة دينية معتبرة مثل الأزهر ويمضي من عمره 20 إلى 30 عاما بالدرس والدراسة ويتعلم ما يقارب 20 بابا من العلوم المختلفة تبدأ بالفقه ووصولا للجغرافيا والرياضيات والفلك والمنطق والتاريخ وغيرها، ثم يرجع إلينا ونسمع ما يقول.

أما أن يحفظ سور من القرآن وأحاديث نبوية شريفة ويقرأ كتب بطريقة سطحية ويظن نفسه أصبح عالم دين؟؟ هذا طريق من طرق جهنم التي تحرق ولا تعمر.

كما لا يجوز لأي كان انتحال صفة طبيب أو صيدلي أو مهندس، ويعاقب أمام القانون، كذلك لا يجوز انتحال صفة عالم دين، ويجب أن يعاقب عليه القانون.

2) تعليق بواسطة :
31-05-2013 01:46 PM

مقال جدا رائع .
ولو ان لي به بعض المخالفه لك فنقل العلم ليس شرطا ان يكون متبحرا بالدين وكل علومه واصوله انما من الحديث الشريف
قال رسول الله صل الله عليه وسلم : "بلـّغوا عني ولو آية" .
وايضا عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم .
واجتهاد المرء بالحق له اجران ان اصاب واجر ان اخطأ ان كان بنيه صالحه .
والله تعالى اعلم .

3) تعليق بواسطة :
31-05-2013 02:16 PM

كل ابن ادم خطاء وخير الخطاؤن التوابون . لايحق لك توهين عزائم الشباب المسلم بدعوى اخطاء انت جمعتها من هنا وهناك ثم عممتها هذا الدين ميسر وسهل وقد يسره الله علينا وقال في كتابه العزيز ( ولقد يسرنا الذكر فهل من مدكر ) نحن لانشبه الاديان الاخرى بان يكون لدينا رجال دين وهو مصطلح لاينطبق علينا . انت تستطيع ان تنصح اخاك حتى لو كان لديك اخطاء شخصيه انما الكمال لله . والمؤمن يخطئ ويصيب والايمان يزيد وينقص . مقالك هذا فيه توهين وتنفير من الشباب المسلم وتعطي ذريعه لتاريكي الدين لمهاجمتهم والانتقاص منهم . ثم ما ادراك ما في قلوبهم ؟ هل شققت عن صدورهم ؟ وهل انت الافضل مثلا ؟؟ بما انك نصبت من نفسك رقيبا عليهم . ثم لكاذا لاتوجه سهام نقدك وسلاطة لسانك الى الشباب الضائعين الذين لاينتمون لشئ الا لشهواتهم وغرائزهم وتصرفاتهم البهيميه والقابلين لاي انحراف . وهم كثر . لماذا لاتنتقد الفساد الاخلاقي العام والطام ؟ لماذا لاتنتقد الربى البنكي المتفشي ؟ لماذا لاتنتقد الافكار الاستهلاكيه الرخيصه المنتشره ؟ لماذا لاتنتقد ظاهرة عبادة الشيطان الموجوده بين الشباب المنحل ؟ واشياء اخرى كثيره انت اعلم بها مني . ان هؤلاء الشباب الذين وجهت اليهم كلماتك اثبتوا رجوله ونضج وبساله عندما تركوا كل شئ وذهبوا الى ساحات الجهاد ليذبوا عن الدين والاعراض . بغض النظر عما تعتقده انت في هذه المساله . فهو لايهمني . انت ترى نصف الكاس الفارغ فقط . ولتعلم ان الشاب الذي يلجا الى الدين في هذه الايام حتى وان اخطا افضل من الذي يلجا الى زجاجة الخمر او المخدر او الانحراف .

4) تعليق بواسطة :
31-05-2013 02:35 PM

من المحرر : الرجاء ارسال الاسم الذي تم التعليق به لاجراء البحث

5) تعليق بواسطة :
31-05-2013 04:08 PM

العمل بالدين طيب ومطلوب، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب الجميع، ولكن ما هو محرم قطعا هو أن ينصب الإنسان نفسه عالم دين ومفتي والتحليل والتحريم.

لتسهيل الأمر، شوط عالم الدين المفتي، هي:

1. أن يكون منزها منذ الصغر (وليس معصوما) عن الأخطاء والفواحش، وله سيرة حياة طيبة ومشهود له بالتقوى والورع والعلم منذ نعومة أظفاره، وبعيد عن المجون والفسوق والرقص والغناء وارتكاب الفواحش والمحرمات.

2. أن يكون بعيدا كل البعد عن أبواب السلاطين والملوك والأمراء السوء الذين لا يحكومن بكتاب الله

3. أن يكون بعيدا عن حماية الأجنبي الكافر مثل أمريكا والقواعد الأمريكية في الخليج وغيرها.

4. ان يكون متبحرا في العلم وخريج مدرسة دينية معتبره مثل الأزهر بما لا يقل عن 20 عاما ولع باع في كل العلوم الدينية والدنيوية.

5. أن يكون جامعا للمسلمين لا مفرقا.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012