أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


مجتمعنا يريد أن يلتقط أنفاسه!

بقلم : حسين الرواشدة
13-06-2013 12:55 AM
لا ادري ما هي الرسالة التي يريد السادة النواب ان يبعثوها الى الشارع من خلال مقاطعتهم لاجتماع “الكهرباء” او انسحابهم منه او حتى توقيع مذكرة حجب الثقة عن الحكومة؟

على مدى نحو اربعة اشهر مرت من عمر المجلس لم نلمس اي جديد في اداء النواب، صحيح اننا سمعنا اصواتا تشبه “الرعود” لكننا لم نلمح قطرة ماء واحدة، وصحيح ان مئات الاسئلة قد طرحت وتحول بعضها الى استجوابات، كما ان التلويح “بالحجب”.. تكرر اكثر من مرة، لكن النتيجة كانت “ثقة” للحكومة تلاها مناورات من اجل “التوزير” ثم مناورات اخرى لتمرير مقررات رفع اسعار الكهرباء.. وهكذا تابعنا نسخة مشابهة من ذات المسلسلات مع اضافات احيانا في الاخراج، لكن لم يتغير أي شيء.

تبدو الحكومة مطمئنة تماما تجاه “مواقف” النواب، وهي تدرك - بحكم تجربة رئيسها - ان عين المجلس على الشارع، وان “سكونه” يغري النواب على “الصمت” ومباركة القرارات، وبالتالي فالطرفان على قناعة تامة بان “القرار المرّ” الذي لا بدّ ان يقرّ يحتاج الى نوع من “المناورات” والاشتباكات، وان اهم ما في “المسألة” هو نزع فتيل “المفاجأة” وتقديم ما يلزم من “اشارات” لاقترابه.. وهكذا تخرج الحكومة والبرلمان معا من امتحان “الشارع” بنجاح.. ويمر “القرار” حتى لو كان مرا باقل ما يمكن من خسائر.

في ظل هذا “التناوب” والعروض التي لا تبدو غريبة على تجربتنا مع البرلمانات والحكومات، نحتاج الى التذكير بضرورة قراءة “حالة مجتمعنا”، ولو سألتني عن كلمة تصلح كعنوان لهذه الحالة لقلت “الارتباك”، جميعنا نشعر “بالارتباك” نقدم رجلا ونؤخر اخرى، نلهث خلف حقائق ثم نكتشف بانها مجرد “اوهام” نحاول ان نمسك بطرف الخيط ثم نبحث عن الخيط فلا نجد له اثرا وسرعان ما يتبدد الأمل ونصحو على مزيد من الخيبات.

حالة “التعب” التي انتهى اليها مجتمعنا تبدو واضحة على مزاجنا العام. فنحن مضطربون قلقون وخائفون، مقررات الرسمي تعكس هواجس “الشارع”، وصرخات الناس تتجسد عمليا في “ارتباك” الرسمي، وانذارات العنف التي امتدت من النواب الى الوزراء ثم تغلغلت في الجامعات والطرقات والبيوت ايضا تحذرنا من وصول قطار “نفاد” الصبر الى سكته.. اذا لم نسارع بدفع عجلات قطار الاصلاح نحو الامام.

يحتاج المسؤول قبل ان يصدر مقرراته الى طلب تقرير”حالة” عن مجتمعنا سواء في المجال السياسي او الاقتصادي او الاجتماعي، لكي يعرف - تماما - ما يجري من مخاضات، وما يعتمل داخله من حراكات صامتة، وما يدور على تخومه من صراعات ومحاولات للتمرد والرفض والغضب، فما نراه على السطح أحيانا قد يكون مغشوشا أو غير دقيق على أضعف الإيمان.

لقد خرج بلدنا بعد اكثر من عامين على انطلاق “عواصف” التغيير سالما نسبيا مما اصاب ما حولنا، وهذا لوحده يستحق الاعتراف والامتنان، اولا الامتنان للناس الذين حافظوا على استقرار بلدهم وصانوا أمنه ولم يسمحوا لـ “العدوى” الفوضى ان تنتقل اليه، وثانيا للنخب والقوى السياسية التي رفعت لافتة الاصلاح والسلمية ولم تنزلق الى موجة الحماس، او تخرج عن سياق المشروع والمتاح.

واجب المسؤول اليوم ان يحافظ على هذه المكتسبات في زمن انقلبت فيه المعايير وانكسرت فيه الحواجز وتغير فيه وعي الناس نحو حقوقهم، وان يدفع الى مزيد من “الهدوء” والحكمة والاتزان مراعاة لظروف البلد وحال الناس واوضاع الاقليم الملتهب.

كيف؟ لا اعرف تماما، ولكن اذا انسدت ابواب “الاقتصاد” واصبحت القرارات “المرة” معبرا اضطراريا فليس اقل من ان تفتح “ابواب” السياسة ونسمح للهواء ان يدخل الى الغرف المغلقة ونطلق “الحمام” لكي يشعر المجتمع بانه التقط انفاسه بعد طول لهاث، وبان امامه في الافق بارقة امل قد تعوضه عما خسره.
(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
13-06-2013 08:25 AM

يا اخي من الاخر . لايوجد عندنا حكومه ولا نواب ولا برلمان كلها صور ومناظر وديكورات فاقدين القدره على تحريك قشه ... وانت نازل تاعب نفسك وبتحلل ...

2) تعليق بواسطة :
13-06-2013 01:22 PM

كما قال (١)، المشكلة الأولى للإصلاح في الاردن ماثلة في شخص منفرد بكل القرارات مختبئاً خلف الاراجوزات اللي بعيّنهم "مسؤولين"، بينما يحتمون هم بعبائته "المعصومة". و البلد تسير الى الهاوية، و الشعب لسه ما شبع نوم (و ذل و قهر و استعباد)!

3) تعليق بواسطة :
13-06-2013 04:24 PM

في مطلع التسعينات ممكن في ال 94 او ال 95 او اكثر كنت اقراْ لك مقالات في جريدة الدستور وكانت تقترب من التحليلات الاستراتيجيه عميقه وذات رؤيه بعيده صح كثيرا منها وتحققت بعض توقعاتك ... ما بالك اليوم وقد تسطحت كتاباتك وفقدت عمقها الديني والتي كانت اساس توقعاتك ؟ لماذا فقدت هذا العمق ؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012