أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
السبت , 18 أيار/مايو 2024


بين النأي بالنفس وعدم الانزلاق إلى الصراع

بقلم : طاهر العدوان
14-06-2013 02:03 AM
مع تفاقم الصراع في سوريا وتحوله إلى نزاع إقليمي دولي لا تكاد تخلو الصحافة الأجنبية والعربية من مقالات وتحليلات حول الاخطار التي قد تنعكس نتيجة لذلك على الدول المجاورة لسوريا مثل لبنان والأردن وحتى على دول الخليج. ولقد لاحظت ان معظم هذه المقالات عندما تأتي على ذكر الاردن تستخدم عبارات مثل «الاردن خائف« «الاردن قلق ويحاول ان يحني رأسه للعاصفة» وبعضها يصل إلى حد التقرير بانه «ينزلق إلى ساحة الصراع» الخ.
والواقع ان الاردنيين بدأوا يتأثرون بمثل هذه الاستنتاجات، وكلمة (الخوف) من تطور الأوضاع بالمنطقة وانعكاسها على البلد أصبحت متداولة في أحاديثهم اليومية. والسؤال: هل الاردن فعلا خائف وقلق؟ وان كان كذلك فما هي درجة هذا الخوف وهل هناك مؤشرات تعظمه وتذهب مع الذاهبين الى القول بانه «ينزلق إلى ساحة الصراع»؟
للإجابة على هذا التساؤل سأحاول البحث في المبررات والشواهد التي تدفع كتاباً وسياسيين من الخارج إلى توصيف حالة الاردن بهذه الصورة. فعلى الخريطة الجيوسياسية الممتدة من طهران إلى بيروت مرورا بدمشق ( والأنبار ) مضافاً إليها الوضع الفلسطيني الإسرائيلي يبدو الأردن وكأنه في مكان يحيط به قوس من الحرائق المشتعلة وهو يستيقظ كل يوم ليس على تدفق الاف اللاجئين فقط عبر حدوده إنما على مشهد تزويد هذه الحرائق بمواد مشتعلة جديدة، وبدل رؤية سيارات المطافئ فان الجو والبر والبحر في الاقليم تحولت إلى معبر للسلاح والمقاتلين فيما أبواق تجييش الفتنة بين الشيعة والسنة تملأ الأثير.
والأردن أمام خطر آخر «اذا ما تحولت الحرب الأهلية في سوريا إلى حرب طائفية على مستوى المنطقة» كما كتب احد المحللين السياسيين. في مثل هذه الحالة سنجد انفسنا ليس بمواجهة هلال من الحرائق إنما أمام خطر براكين مزلزلة تهز أسس الاستقرار السياسي والاجتماعي الطويل الذي قام على خريطة سايكس بيكو منذ ما يقارب القرن، أي الانتقال من حدود الدول الوطنية إلى حدود الدويلات الطائفية.
كل هذا يجعل من الطبيعي ان يخاف الاردن الرسمي ويقلق كما هو الاردن الشعبي، ومن غير الطبيعي التصرف (وكأن الدنيا قمر وربيع) ولا أرى أي مبرر لنفي ان يكون لوجود صواريخ باتريوت او لمناورات الأسد المتأهب علاقة بالتطورات في المنطقة حتى لو كانت مثل هذه الإجراءات مقررة قبل سنوات. فأمام هذه الحرائق من حولنا من حق القيادة الاردنية ان تلجأ لكل الوسائل التي تساعدها على وقاية وحماية الوطن.
وبشكل أساسي من المهم الاستمرار في سياسة الوقاية من الحرائق ليس (بالنأي بالنفس) عما يجري في سوريا ولكن ايضاً ليس بالانزلاق الى ساحة الصراع، انما بتصعيد الدور الاردني للدفع باتجاه قرارت عربية ودولية تخلق الظروف القوية لفرض حل سياسي للصراع يحقق مطالب الشعب السوري، ويعيد الامن والاستقرار للمنطقة، وكذلك لسد الطرق بوجه مخططات تحويل الصراع من حرب اهلية الى حرب طائفية على المستوى الاقليمي. من يطالب بالنأي بالنفس كأنه يطلب من الاردن ان يتخيل وجوده في قارة أخرى. المليون لاجئ سوري يجعلون هذا (النأي) مستحيلا كما ان موقع سوريا ومستقبل النظام فيها (ومهما كانت هويته) ينعكس سلباً او إيجاباً على امن الاردن. (الرأي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
14-06-2013 04:36 AM

هناك ندوات لسياسيين ومفكرين اجانب تعقد على محطات غربيه موجهة لشعوبهم يناقشوا الاوضاع في الشرق الاوسط والنزاع السوري الدامي ، انا لست بكاتب او محلل سياسي لكني اتابع الكثير منها واستطيع ان الخص حسب فهمى ما يلي ، ما لاحظته وجود احد المناقشين فقط حديثة ينصب مع تعاطفة مع الضحايا الابرياء من المدنيبن وهو يغطي الناحية النفسية للمشاهد والمتابع ، الجميع يتفق ان ما يحري بسوريا هدفة في النهاية عزل ايران و تفتيت حزب الله والتخلص من الجهاديين الاسلاميين القاعدة والسلفيين وغيرهم ، كل ذلك باللعب على ورقة بقاء حكم الاسد او انهاء حكم الاسد ، المستغرب ان الجميع متفق ان الجهة التي ترسم وتنظم حسب تحليلاتهم ونقاشهم هى اسرائيل هي التي ترسم الادوار وامريكا وروسيا تنفذ التعليمات ، روسيا بالتأثير على الاسد وحزب الله وايران ، وامريكا بالتأثير على تركيا و الاردن والعراق ودول الخليج ، طبعا مصر منهمكة بمشاكلها ، ما حدث بتحرير القصير حسب اقوالهم هو نجاح تخطيط اسرائيل ، البداية كانت قصف لمواقع عادية من قبل اسرائيل عبارة عن مستودع للاسلحة ومباني مهجوره وطرق للامدادات ، رسالتها بالنسبه الى جبهة النصرة والجهاديين انها مؤازة للانطلاق ، و اثارة حزب الله ودفعه للخروج من لبنان لمحاربة الجهاديين في القصير حيث ان الجيش النظامي السوري في حالة تأهب لصد اي عدوان اسرائيلي !! انتصر حزب الله بالقصير وقتل ما قتل من طرفه ومن الجهاديين وفر من فر الى العمق السوري ومنهم باتجاه الحدود مع العراق ، والتي وافقت في الامس نشر قواتها على الحدود مع سوريا .
تم تسريب اشرطه ومنها صحيحة ومنها مفبركه عن بشاعة تعامل حزب الله في ابادة المجاهدين وفرق من الجيش الحر والمدنيين من النساء والاطفال في القصير !! اثارة حفيظة وخنق العلماء الاسلاميين ومنهم العلامه القرضاوي واعلنوا الجهاد لكل مسلم قادر ضد الاسد وحزب الله وايران في سوريا والان يحشد الالاف من كل الدول العربية وبقاع العالم لارسالهم الى سوريا ، والغرب واسرائيل وامريكا الان بانتظار دخولهم وتسليحهم على مراحل استعدادا للمعلركه الاخيره ضد فرق من الجيش الايراني وحزب الله ، فالدول العربية والعالم سيتخلص من الجهاديين واضعافهم واسرائيل ستتخلص من حزب الله والجيش السوري سيستنزف والفرق من الجيش الايراني ستدمر !! بعدها سيجلسوا على طاولة المفاوضات ويرغموا الاسد ان ابقوه على الانصياع ، ويمهد لانطلاق مسلسل ايران وبناء الدولة الكرديه وانهاء الحكم الاسلامي في تركيا باسقاط اردوجان . اما الاردن فهي محمية امريكيه ولبنان محمية فرنسيه وما بين امريكا وروسيا من تقاسم في المنطقة هم اعلم به وتبقي الصين موعودة باعادة اعمار ايران ؟؟ !! وجزأ من سوريا والدولة الكردية . هذا ملخص لما فهمته من الندوات . سأل المذيع المحاور في نهاية البرنامج هل الحكام العرب على علم بهذا ؟؟ فضحك الجميع طويلا لا ادري لماذا ؟؟؟ !!!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012