أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
السبت , 18 أيار/مايو 2024


دماؤنا على حد سيوفنا: يا خسارة!

بقلم : حسين الرواشدة
16-06-2013 01:23 AM
أيهما على حق: حزب الله الذي انخرط في الصراع الدموي بسوريا وفتح زعيمه نصرالله “ابواب الشر” للفتنة الطائفية ام علماء السنة الذين احتشدوا في القاهرة لاعلان “النفير” والجهاد دفاعاً عن الثورة السورية وردوا التحية “بأسوأ” منها؟

الجواب جاءنا - للاسف - من مصدرين مغشوشين، احدهما حقبة تاريخية مضى عليها نحو (500) سنة، بطلها اسماعيل الصفوي الذي اجتاح احدى البلدات الايرانية واكره اهلها على اعتناق المذهب الشيعي، وقتل من رفض ذلك، وبعد بضع سنوات فقط خرج عليه السلطان سليم واشتبكا في معركة فاصلة، راح ضحيتها نحو (40) الفاً من الشيعة.

اما المصدر الثاني فهو “تل ابيب” اذ نشرت وسائل الاعلام الاسرائيلية تقارير وتحليلات تشير الى حالة “البهجة” التي سادت هناك اثر الاشتباكات والصراعات التي دبت منذ العاملين الماضيين بين “العرب والمسلمين” سواء على صعيد اتباع المذهب السني (مصر، ليبيا، تونس) أو على صعيد اتباع المذهبين السني والشيعي (سوريا، العراق)، لدرجة ان احد المحللين هناك دعا “قادة اسرائيل” الى التزام الصمت ومتابعة مشهد “قتال الاخوة الاعداء” بهدوء، لأن ما يفعلونه بأنفسهم عجزت اسرائيل عن فعله طيلة العقود الماضية، وان تدخلها الآن “سيوقظهم” على عدوهم (وهو اسرائيل) وسيدفعهم الى التوحد في مواجهته.

حين ندقق في المصدرين: التاريخ المزدحم بصراعات المذاهب والثمن الذي دفعته امتنا - وما تزال - بسببه، و” الشماتة” التي عبرت عنها تل ابيب وهي تتفرج على مشهد “الدم” الذي ترتب على اقتتال الاخوة المؤمنين بالله، تكتشف بأن الطرفين السنة والشيعة وقعوا في “الفخ” وسقطوا في لعبة “السياسة” التي جردتهم من ابسط مقاصد دينهم الذي يدعوهم الى “الوحدة” والائتلاف والصلح عند الخصام، كما تكتشف بأن اي منتصر في هذا الصراع سيكون خاسراً، وبأن المهم ليس “البادىء هو الاظلم” وانما المتصارعون كلهم ظالمون، لانهم احتشدوا “للمنازلة” باسم الله، ونسوا “الاجتماع” على الصلح التزاماً بما أمر الله ايضاً.

الآن، وبعد عقود طويلة اضعناها في حوارات المذاهب والتقريب بين اتباعها، وفي دعوات “وحدة الامة” ولم شملها وتوجيه جهودها لمواجهة العدو المشترك، نجد انفسنا امام هذه الحقائق المفزعة التي حولت الشيعي الى عدو للسني، ودفعت علماء الشيعة ومرجعياتها الى “التورط” في حرب تحرير الارض المسلمة من اهلها المسلمين، فيما لاذت مرجعيات شيعية اخرى الى الصمت، سواء في ايران او العراق، كما دفعت علماء السنة الى “اشهار” الجهاد ضد “الروافض”، مستعيدين ذاكرة تاريخية وتراثية مليئة بالالغام وواقع سياسي اختلطت فيه الحسابات ولم نعد نعرف فيه من هو المظلوم ومن الظالم، اللهم الا امرا واحداً وهو ان نظاما قاتلا لم يتورع عن ابادة شعبه، ولم يتوقف عن اذلالهم.

اخطأ اخواننا الشيعة حين انحازوا - كما فعل نصرالله وايران - الى النظام السوري في حربه ضد شعبه، او حين “تواطأت” بعض مرجعياتهم عن اشهار رفضها لهذا التدخل، كما اخطأ علماؤنا السنة الذين دعوا “للنفرة” والجهاد دفاعا عن الشعب السوري ضد “التدخل الشيعي” لا لأن “نصرة” السوريين في ثورتهم غير مطلوبة، وانما لان احتشادهم جاء متأخراً ومن منطلق “مذهبي” والا اين كان هؤلاء على مدى عامين ذاق فيها الشعب السوري ما لم يخطر على البال من قتل ودمار وتشريد؟

كان يمكن ان يكون رد “الاكثرية” السنية مختلفاً، كأن يأخذوا على يد من انخرط من “الشيعة” بالحرب ومن تواطأ منهم عليها بكل الوسائل “السلمية”، ابتداء من الجهاد السلمي الى المقاطعة وصولا للدعوة الى “الحوار” والتفاهم تغليبا لمصلحة الامة.. واذا لم يجد ذلك الاصل ان يعاد الصراع - مهما كانت اطرافه - الى دائرته السياسية، حيث الحرب التي تجري في سوريا وتشارك فيها دول وحكومات وتنظيمات و”ثوار”.. هي حرب دولية وليست طائفية، وهي من جهة اخرى ثورة شعب ضد نظامه، وبالتالي فان حضور “الطائفية” او “المذهبية” هو حضور طارىء، يكشف ولا ينشئ، ويعقد ولا يحل، ويورط الامة كلها في صراع لا يبقي ولا يذر.

لكن للاسف، غاب صوت “العقل” لدى الطرف البادىء وهو الشيعة ولدى الطرف الذي انجر “للفتنة” وهو السنة، واصبح عنوان “الجنون” المتبادل هو القاسم المشترك لجناحي الامة، ولم يعد امامنا - نحن عامة المسلمين - سوى الاحساس بالحيرة والارتباك والخوف على مصير امة تعلمنا انها “واحدة”، وعلى مصير “دين” فرّطنا فيه واسأنا فهمه كما اسأنا توظيفه.

معهم حق هؤلاء الذين “يشمتون” بنا حين يقرأون تاريخنا المثقل “بالحروب” والصراعات والانتصارات على بعضنا البعض او حين ينظرون الى واقعنا وما فعلناه ونفعله بأنفسنا بعد ان انتهينا من ثوراتنا على الانظمة المستبدة.. وبدأنا حروباً فيما بيننا، تارة باسم الله وتارة باسم الوطن.

معهم حق حين يتفرجون مبتهجين على “دمائنا” وهي تراق بحدود سيوفنا، فأمة تحرق نفسها بنفسها تستحق الشماتة... فعلا يا خسارة.
(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
16-06-2013 12:53 PM

لن يسمعك أحد
أنت تكلم أشخاص يقتاتون على الموت
أنت تكلم شعوب ترى أن الحياة خطأ و الصواب هو الموت في سبيل الله عن طريق أن يقتل الأخ أخوه أو من يختلف معه في المذهب
أنت تكلم شعوب ترى أن لله لا يصل إليه إلا من قتل و ذبح و خرب و دمر
لولا وجود الدول و الحكومات التي ترعى النظام في المجتمع و السلم المجتمعي و القوانين كان الأخب ذبح أخوه و هو يصرخ الله أكبر كما يفعلون الآن
صدقني لن يسمعك أحد
هم لا يعيشون الحاضر لكن ثارات الماضي و نزاعات التاريخ
لمن توجه نداءك؟ لن يسمعك أحد.

الحل الوحيد هو بقاء الدول و الحكومات و إلا فهو الخراب صدقني.

2) تعليق بواسطة :
16-06-2013 08:23 PM

انت لست حكما ولا مراقبا لتتحدث عن الفريقين بهذه الصوره . فاما ان تكون مع هذا الفريق اوذاك بصفتك مسلم وان كنت لاتقف مع اي منهما فانت شيئا اخر . ولا شان لك بالفريقين . الاسلام واضح وضوح الشمس وهو ان اهل السنه والجماعه هم اصحاب الحق وعقيدتهم هي الصحيحه وانت تعرف هذا حتى وان تفلسفت . لاتحاول ان تلعب دور الحكيم العاقل وتخترع شيئا وسطا بين هذا وذاك . ذلك ان الصواب الى جانب اهل السنه فاما ان تكون معهم او مع الروافض او اخرج من هذا كله لانحتاج الى حكمتك او تعقلك . او تاتينا باحكام شرعيه من الكتاب والسنه تثبت صحت كلامك . وهذا يتطلب ان تكون عالما فقيها وانت لست كذلك بالطبع . انت كاتب تكتب ماتظنه صحيحا ولا تستند الى ادله شرعيه تستدل بها وان الظن لايغني من الحق شيئا .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012