أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
السبت , 18 أيار/مايو 2024


دور الأردن في سورية

بقلم : جميل النمري
17-06-2013 01:47 AM

إذا كان البعض حبس أنفاسه بانتظار مفاجأة في خطاب الملك، فقد خاب ظنه. وكانت سرت إشاعة قوية عن خطاب يوجهه الملك للأمة، يحتوي على مفاجأة مهمة؛ ثم اتضح أن الخطاب هو بمناسبة تخريج طلبة جامعة 'مؤتة'. وقد كان خطابا مهما وشاملا لمختلف المحاور والملفات الساخنة، لكن بدون أي مفاجآت؛ لا في الشأن الداخلي ولا في الشأن الخارجي، بما في ذلك الموقف من الشأن السوري.
هل نصدق أنه لا تغيير على الموقف في الشأن السوري؟ نعم، أنا أصدق؛ حتى مع إبقاء صواريخ 'باتريوت' في الأردن. ولا أعتقد أن هناك مشروعا لتدخل عسكري في سورية، فضلا عن أنه لا يوجد مشروع دولي بهذا الخصوص يتجاوز المعلن بإنهاء 'الفيتو' على تسليح المعارضة، لتمكينها من وقف التغير المتسارع في ميزان القوى لصالح النظام على أبواب 'جنيف2'، حيث يفترض أن يتم طبخ التسوية السياسية.
في هذا السياق، أعاد الملك بوضوح تأكيد دعم الأردن لتسوية سياسية بالتنسيق مع الدول العربية والمجتمع الدولي، بما يحفظ وحدة سورية واستقرارها، واستمرارية مؤسسات الدولة في خدمة جميع المواطنين. ومثل هذا الموقف لا يبطن أي توجه عسكري لدعم الإطاحة بالنظام، بل على العكس؛ يمكن أن نستقرئ حرصا على توازن يحفظ الدولة، بانتظار حل سياسي تشارك فيه المعارضة والنظام. وبالتحليل، يمكن تقدير أن الأردن لا يرى أن انهيار النظام القائم الآن يفتح على بديل ديمقراطي وآمن، بل المنظور المحتمل هو فقط انهيار شامل لمؤسسات الدولة، وتفتيت الكيان السوري، وحروب فئوية طاحنة تفتح باب جهنم والتطرف الأصولي على الأردن. وهذه هي القضية المركزية التي يتحسب لها الأردن، وهي ما أشار إليه الملك في الفقرة الثالثة من الجزء الخاص بسورية في الخطاب، عندما قال: 'في كل تعاملنا مع الأزمة السورية، كانت حماية مصالح الأردن وشعبنا العزيز هي هدفنا الأول والأخير. وإذا لم يتحرك العالم ويساعدنا في هذا الموضوع كما يجب، فنحن قادرون على اتخاذ الإجراءات التي تحمي بلدنا ومصالح شعبنا'. والخطر الماثل على الأردن ليس سوى التنظيمات المتطرفة، من 'القاعدة' وأخواتها، التي اجتاحت الساحة السورية. وإذا انهارت الدولة هناك، فهذه الفصائل العسكرية لن تستسلم بالطبع لنظام بديل ديمقراطي معتدل، بل هي تريد انهيار الدولة وبناء سلطتها الحربية على كل بقعة تسيطر عليها، ومد الحريق إلى المحيط الإقليمي، والأردن سيكون أول المستهدفين. وهو ما يعني إلى جانب الخطر الأمني المباشر علينا، مد أزمة اللاجئين وتوسيعها، وتحولها من أزمة إنسانية معيشية، إلى أزمة ديمغرافية سياسية وأمنية كبرى لا يمكن التنبؤ بتداعياتها.
يبدو والحال هذه، أن السيناريوهات التي يبشر بها البعض عن المؤامرة والتورط الأردني في مشاريع عسكرية ضد سورية، بلا معنى. وكل الترتيبات المحتملة من الجانب الأردني ستكون ذات طابع دفاعي وتحوطي من تطورات نحو الأسوأ. وكنت قد اقترحت سابقا أن يطلب الأردن من الأمم المتحدة إقامة مخيمات اللاجئين على الجانب السوري من الحدود، مع أخذ موافقة أطراف الصراع؛ باعتبارها مناطق آمنة محايدة برعاية دولية، لأننا لا نستطيع تحمل المزيد من تدفق اللاجئين، وقد نضطر في وقت لاحق إلى إغلاق تام للحدود في وجههم. إن الدولة ستكون مقصرة بصورة غير مقبولة إذا لم تتحضر وتضع الخطط للاحتمالات المقبلة، من حيث فشل الحل السياسي والسلمي، والذي للأردن مصلحة مباشرة وقوية فيه؛ ففشل الحل يفتح على توسع الصراع الدموي، وشبه حرب إقليمية طائفية، وليس للأردن في هذا السياق إلا مصلحة دفاعية صرفة عن أمنه وشعبه. وفي هذا السياق نفهم طلب الأردن إبقاء صواريخ 'باتريوت' ووحدات فنية عسكرية تتحمل المسؤولية إزاء أي تطورات مقبلة. (الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
17-06-2013 06:35 AM

.
أستاذ جميل,

-- هنالك قوتين لا تستأذنان عندما تتحركان على الساحه الاردنيه و هما امريكا و السعوديه.

-- نبدأ بالسعوديه التي ورطها توقيت خاطيء و تقدير متغطرس لنفوذها الإقليمي في تحريك الملف السوري و تتملكها الآن حاله من الخشيه من خروج الاسد سالما و إستهداف آل سعود لذلك تلقي بكامل ثقلها لهزيمته و لا تعبأ بالثمن و من سيدفعه داخل سوريا و في جوارها مما يشكل خطوره على الاردن و امنه.

-- اما امريكا فلقد أثقل كاهلها خساره بعض اهم مناطق نفوذها في المنطقه إبتداء من إيران و مرورا بالعراق وغزه وإنتهاء بمصر و ليبيا و تونس و جميع تلك الدول إما اصبحت جزأ من المظله البريطانيه او يتم إعدادها لذلك .

-- و بالتالي تسعى امريكا بإسقاطها للنظام السوري و ليس الاسد وحده الى قطع شريان الإتصال بين تلك الدول و إستعاده ما امكنها إسترداده من المنطقه.

-- ليست تفاهمات سايس بيكو هي نقطه الخلاف التي تؤجج الخلاف بين الدول العظمى بل تفاهمات يالطا التى إضطرت فيها بريطانيا للتنازل عن مناطق هامه من نفوذها للامريكان تحت وطأه الحرب العالميه الثانيه.

-- الآن تشعر بريطانيا انها قادره على إستعاده نفوذها في مناطق تعرف كيف تتحرك للإستردادها بحنكه من الامريكان.

-- بالمقابل تسعى امريكا لفرض تنازل امير قطر لولي عهده الاقرب للنهج السلفي و السعوديه لتوجيه ضربه قاسمه للمخطط البريطاني و نفوذه عبر الدور القطري الذي يشكل الآن ركيزه سياسيه و تمويليه اساسيه لدول و تنظيمات تحت المظله البريطانيه بالمنطقه .

-- لذلك و بسبب تمسك الامريكان و السعوديين بالنصر في سوريا بأي ثمن و تواجدهما القوي على الساحه الاردنيه فإن الأيام المقبله تنذر بالخطر و تدعونا للإنتباه البالغ .

.

2) تعليق بواسطة :
17-06-2013 02:11 PM

الأهم مما تفضل به الأخ "المغترب"، و هو كلام مهم، ان الاردن الرسمي (الملك) و حسب ما جاء في مقابلة اتلانتيك الأخيرة قال بكل وضوح و دون لبس انه يرى دور الاردن في التصدي و محاربة التوجهات الاسلامية لشعوب المنطقة. هذا هو الدور الاردني، المزدوج في الحالة السورية. الدافع الرئيسي هو الحصول على اكبر قدر من مليارات الخليج المخصصة لحمام الدم القادم!

3) تعليق بواسطة :
17-06-2013 02:58 PM

لوكاشيفتش: روسيا لن تسمح بفرض حظر جوي في سورية 17.06.2013 | 15:30 عععحجم الخط أكد الناطق الرسمي باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفتش أن روسيا لن تسمح بفرض منطقة حظر جوي في سورية. وقال لوكاشيفتش في مؤتمر صحفي عقده يوم 17 يونيو/حزيران "نحن لن نسمح بسيناريو كهذا.. هذه المناورات سببها عدم احترام القانون الدولي". وتابع لوكاشيفتش أن عقد توريد منظومة "اس ـ 300" إلى سورية وقع في وقت سابق، مشيراً إلى أن العقد لم ينفذ حتى هذه اللحظة، مشدداً على أن روسيا لا تخرق القوانين الدولية عبر توريد الأسلحة إلى الحكومة السورية. يتبع..

http://arabic.rt.com/news/618627/ :روسيا اليوم

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012