أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


إصلاح الأحزاب قبل الحكومة النيابية

بقلم : طاهر العدوان
17-06-2013 03:59 AM
تطالعنا الصحف على صفحاتها الداخلية بقرارات أحزاب بالمشاركة في الانتخابات البلدية وأخرى تقاطع ، وهذه الأخبار لم تعد تنال الاهتمام من الرأي العام بدليل أننا لا نقرأ ولا نسمع تحليلات عن توقعات بتأثير المشاركة والمقاطعة الحزبية على نتائج هذه الانتخابات . والواقع ان الانتخابات البلدية تتميز بالطابع المحلي والتأثير الحزبي فيها متواضع فالمواطنون يقبلون عادة على الاقتراع واختيار المجالس البلدية ورؤسائها بحماس، واختياراتهم تتحكم بها الاعتبارات العائلية والعشائرية .
إجراء الانتخابات أمر مهم في هذه المرحلة وهو دليل ثقة بالاستقرار ، ثقة مطلوبة في وقت تتأجل فيها الانتخابات البلدية في العراق والنيابية في لبنان فيما تتفاقم الأوضاع الأمنية في سوريا . ان ممارسة الديموقراطية و بمقدمتها الانتخابات تساعد على الاستقرار ولا تعمل ضده ، إضافة إلى دروس و عبر أخرى يمكن استخلاصها .
نأمل ان تساهم الانتخابات ( نيابية اوبلدية ) في إعادة تشكيل المناخات الفكرية والثقافية للأحزاب ، بما فيها من ممارسة حق التغيير في الرئاسات والمجالس كل ٤ سنوات ، فالأحزاب تنمو وتتطور اذا مارست النقد والمحاسبة الذاتية عبر التقاليد الديموقراطية بالاحتكام إلى صناديق الاقتراع في إطار من التعددية والتنافسية داخل الجسم الحزبي . لقد أظهرت بعض الأحزاب عداء للحريات السياسية والعامة بمواقفها المناصرة للديكتاتوريات العربية التي سقطت او التي على الطريق ، فهي لاتزال تمجد الشعارات الجوفاء التي لم تصنع غير الهزائم للامة ، مع تكريس نظم الاستبداد بزعم التحرير والمقاومة وهي في الواقع لم تصنع غير الهزائم والفشل الداخلي لانها تجاهلت قيمة الإنسان الحر في خلق المجتمع المتماسك والدولة القوية.
ونأمل ان تستلهم الأحزاب من التجربة الانتخابية في البلاد ، البلدية والنيابية ، اهمية التغيير في القيادات وحقيقة أنها افضل بكثير من الجمود . قد نختلف على قوانين الانتخاب لكن الانتخابات تأتي دائماً بممثلين جدد ودماء جديدة ، وقد لا يكون هولاء بمستوى الآمال الوطنية لكنهم مواطنون ، المهم ان يحمل المشهد الانتخابي في كل مرة تغييراً وروحا جديدة ، وهو أمر لا نراه في معظم الأحزاب التي يشيخ قادتها وهم على رأسها باقون من التأسيس إلى الأبد ، وكأن المجتمعات لا تتحرك والتاريخ مرابط عند اقدامهم ما يفسر جمود فكر هذه الاحزاب وبرامجها عند السنة التي نشأ فيها الحزب وبعضها يعود الى ما قبل الأحكام العرفية أي الى أكثر من نصف قرن .
يعمل مجلس النواب على تغيير نظامه الداخلي استجابة لدعوات الإصلاح ومن اجل وضع الأسس لقيام الكتل النيابية الصلبة التي تمهد لمرحلة البرلمان الحزبي في سنوات مقبلة ، والواقع ان الجميع في هذا البلد ، دولة ورأي عام ، متفقون على أهمية الوصول إلى مرحلة الحكومة النيابية الحزبية المنتخبة ، لكن للأسف لا نرى من الأحزاب أي تحرك او تغيير يساعد على الوصول إلى هذه المرحلة المتقدمة من الديموقراطية ، لا نرى منها غير مطالب بالإصلاح فيما الإصلاح يجب ان يبدأ بها عندما تفتح أبوابها للتيارات والأفكار الحرة والديموقراطية ، وتصلح نظامها الانتخابي لكي يرحل الرئيس او الأمين العام اذا فشل حزبه في موقف او في انتخابات ولا يجدد لأي رئيس أكثر من ٨ سنوات .
أخيراً اذا فشلت الأحزاب في إصلاح نفسها وإذا فشل مجلس النواب في وضع نظام داخلي يمهد لكتل صلبة وتيارات برامجية بالانتخابات القادمة فمن الحكم الرشيد والمنطق السليم تأجيل ( الحكومة البرلمانية ) إلى ان تتشكل ظروف قيامها والعودة إلى مجلس نيابي ب ٨٠ عضواً مع تطبيق اللامركزية الإدارية في الحكم المحلي .
(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
17-06-2013 10:22 AM

لازم نوصل لمرحلة اختيار الحكومة البرلمانية الحزبية .وهذا لن يكون الا بقانون انتخاب عصري

2) تعليق بواسطة :
17-06-2013 12:13 PM

لا يوجد اصلاح قبل "تصليح" الراس المعطوب او استبداله براس "صالح". فكونا من التخويث، عيب!

3) تعليق بواسطة :
17-06-2013 03:50 PM

رغم تعدد الاصوات والاراء التي نحترمها ...سواء اتفقنا معها او اختلفنا ..فإنني أؤيد قانون الانتخاب الاردني وبجميع بنوده لما يراعيه هذا القانون من "خصوصية" المجتمع الاردني ..تجربتنا الحزبية في الاردن اثبتت على مر السنوات الماضية بأنها ما زالت ركيكة بشخصيات من ورق تفتقد للخطط والبرامج و بالغالب تفتقد الى المصداقية ويغلب عليها تقديم المصالح الشخصية على المصلحة العامة ..ناهيك عن انها مجهولة ""النسب والهدف والرؤية""... احزاب تؤمن بفكرة المعارضة من اجل المعارضة..لذلك نجد الحكومات تعمل على إقصاءها في مجال التشاور وصنع القرار..حتى لو اضطرت الحكومة اخذ رأي الاحزاب فانها تكون شكلية حتى لا تصطدم مع الرأي العام..من جانب اخر..جميعنا يعلم ان الاحزاب لدينا تفصل بناء" على مقاس مؤسس الحزب...حتى اصبح يطلق عليها " حزب الرجل الواحد " ... والعضو فيها يكون رهن مزاج الرئيس وتوجهاته...لذلك نجدها في شقاق ونزاع دائم فتنهار عند اول عاصفة... وفي موسم الانتخابات تتقدم الاحزاب مرتدية عباءة العشيرة ومتحررة من ثوب الاحزاب خوفا من الفشل .... ورغم تعدد الخلطات والنكهات ظلت غير مقنعة .. فالقومية شككتنا بقوميتنا والتحررية سلبت حريتنا واليسارية بوصلتها انحرفت لليمين والتقدمية أعادتنا الى ما قبل التاريخ والإسلامية صورتنا ارهابيون "والوسطية" خلطتهم فاسدة بعضهم بعيد عن الدين مقدار مئة سنة ضوئية وغيرها من الأحزاب بلا لون اوطعم او رائحة. ..حال احزابنا كحال فئران التجارب بعد انتهاء التجربة يتم التخلص منها وإحضار فئران جديدة..

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012