أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


اتفقوا على أن لا يتفقوا

بقلم : طاهر العدوان
19-06-2013 12:40 AM
خلاصة قمة الثماني في أيرلندا هي التأكيد على وجود «خلاف كبير» على الملف السوري بين بوتين من جهة وبين أوباما وحلفائه من جهة أخرى . وفي العادة عندما يكون الخلاف « كبيرا» ينفض السامر بين المتحاورين لكن ما حصل هو التفاقهم « على العمل من اجل عقد جنيف ٢ وعلى حل الصراع سلمياً « ولفهم التناقض بين ( الخلاف الكبير ) و ( عقد جنيف ) هو أن الكبار اتفقوا على ان لا يتفقوا في المرحلة الراهنة بانتظار نتائج تدفق السلاح إلى الارض السورية .
كل هذا يعني ان قمة الثماني صادقت على استمرار الحرب في سوريا وان الحل السياسي بات اليوم ابعد مما كان في أي وقت مضى . اللغة العسكرية التي تحدث بها بوتين لم تعط منذ البداية أي بارقة أمل لتمهيد الطريق أمام انعطافة حقيقية نحو الحل السياسي ، انه ضد تزويد المعارضة بالسلاح وضد التدخل الخارجي لان أعداء الأسد « يأكلون لحوم البشر « على حد وصفه بينما من حق روسيا ان تواصل ارسال السلاح وتعطيل أي حل من خلال مجلس الامن لان « نظام الأسد شرعي « .
منطق بوتين هو نفس منطق الأسد الذي صرح في نفس اليوم « بانه سينتصر على الإرهاب « بينما رفض وزير إعلامه أي حديث عن مرحلة انتقالية . انه منطق التمسك بالحل العسكري الذي جر سوريا إلى حمامات الدم والدمار والخراب . بوتين والأسد يسعيان إلى حسم عسكري وانتصار لن يتحقق عملياً الا على جثة سوريا كلها . أما جنيف ٢ في نظرهما فليس سوى المكان الذي تجهز فيه الطاولات والكاميرات من اجل قيام ممثلي الثورة بالتوقيع على ورقة خضوع الشعب للاستبداد ، والتسليم لتطلعات بوتين في استعادة أمجاد الكرملين الأحمر وطبعاً ستكون عمائم طهران حاضرة لتقديم التهاني بانتصار (المقاومة والممانعة )التي أصبحت الرمز للمشروع الصفوي الإيراني في العراق وبلاد الشام .
على الجانب الآخر من قمة أيرلندا فان « الخلاف الكبير « بمفهوم أوباما وأوروبا المنقسمة لن يترجم إلى دعم عسكري وسياسي للثورة السورية بما يوازي دعم بوتين للأسد . واقع الأمر ان الغرب لا يريد انتصار الثورة عسكرياً بمزاعم التخوف من وصول المتطرفين الإسلاميين إلى الحكم كما انهم لا يريدون انتصار النظام ، أي انتصار روسيا وايران في المنطقة . لهذا فكل الحديث عن تسليح الجيش الحر هو من اجل مده بالقدرة على الصمود امام هجمات قوات الأسد وإيران ونصر الله وصولا إلى حالة يذهب فيها الجميع إلى جنيف للوصول إلى حلول وسط لا تسقط النظام ولا تهزم الثورة .
الجانبان الروسي والغربي دشنا عملياً مرحلة جديدة من الحرب السورية ، وهذا يعني ان القتال سيتواصل وموجات اللاجئين ستزداد والوضع الإنساني المأساوي سيتفاقم والأعباء الاقتصادية والأمنية ستكبر وتتعاظم على دول الجوار ، الاردن ولبنان ، بينما ستشتد رياح المذهبية وفتنها البغيضة ، ولا مفر من تجنب هذه المأساة إلا اذا ادرك العرب ان حل الصراع لن يكون لا في روسيا ولا في امريكا إنما في جهد عربي قوي يستخدم مقدرات الأمة السياسية والمالية والاقتصادية لإجبار مجلس الامن على وقف المجازر وحرب الإبادة ، وفي النهاية لن ينتصر لابوتين ولا الأسد ولاخامئني على شعب قرر تغيير نظامه السياسي ، الحرب في سوريا ستطول مادام النظام قائماً وشرر نارها لن يطال موسكو وواشنطن إنما عواصم عرب المشرق والمغرب .(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
19-06-2013 09:20 AM

اللي بقرا كلامك بفكر انه "العرب" مش اول المتآمرين على الشعب السوري (و شعوبهم قبل ذلك) و يستنزفون اموال و دماء الأمة في خدمة المشروع الصهيوني..!؟
يقول الكاتب "الحرب في سوريا ستطول مادام النظام قائماً..". اقول له، حمام الدم العربي قائم ما دامت الأنظمة العربية (لا استثني احداً) قائمة!

2) تعليق بواسطة :
19-06-2013 12:17 PM

تفوح من مقالاتك رائحة النفط والدراهم التي تشفي الجرب فهي كالبراهم.
مسكين لم يعد منالك من يهتم بك وفقدت الكرسي وتبحث لنفسك عن مفحص قطاة ولكن هيهات من يكتب كي رضي أسياده وخصوصا خوارج الخليج وفلوسهم النتنة أن يسود

3) تعليق بواسطة :
19-06-2013 02:49 PM

كلام الكاتب تنقصه الدقة بشأن ان النظام السوري مسوؤل عن دوامة العنف التي تتم في سوريا ولم يأتي على ذكر الانظمة العربية المتآمرة على الدم العربي في العراق ولبنان وفلسطين وليبيا والتي لم تشبع نهمها من شرب ذلك الدم ،وأين جرأة الكاتب في ذكر الدول الامبريالية ودورها في تغذية العنف في المنطقة؟ واين دور اسرائيل من كل ذلك ؟لقد تم تغيير النظام في العراق عن طريق ديمقراطية القنابل والصواريخ وكذلك في ليبيا فهل وقف نزيف الدم العربي في كلتا البلدين ؟
نرجو من الكاتب ان يجيب عن هذه الاسئلة
وما دور الكتاب امثاله في تغذية النزعة الطائفية ؟ من مدة ومقالات الكاتب تفوح منها رائحة مقالات صالح القلاب وكأن الكاتبين من مدرسة واحدة
على كل الاحوال ليس مستغربا ان تتغير المواقف في هذا الزمن العربي الرديئ
فالذي ينظر الى موقف حماس من سوريا لا يستغرب تبدل مواقف الكتاب وكل شيئ بسعره.

4) تعليق بواسطة :
19-06-2013 03:30 PM

بوتين في ختام قمة الثماني: الاسد لم يستخدم الكيميائي وسنمده بسلاح اضافي
اعرب قادة مجموعة الثماني الثلاثاء عن تأييدهم الشديد للدعوة لعقد محادثات سلام في جنيف لحل الازمة في سوريا "في اقرب وقت ممكن".

وفي نهاية القمة التي عقدت في ايرلندا الشمالية ، دعا القادة كذلك الى التوصل الى اتفاق بشان حكومة انتقالية سورية "يتم تشكيلها بالموافقة المتبادلة" مشيرين الى ضرورة الحفاظ على القوات العسكرية واجهزة الامن في أي ترتيب مستقبلي.

وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي استضاف القمة انه "لا يمكن تصور" ان يلعب الرئيس الاسد اي دور في اية حكومة انتقالية في سوريا ، الا ان بيان القمة لم يشر الى الرئيس السوري.

من جانبه قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان بلاده لا تستبعد ارسال شحنات اسلحة جديدة الى سورية ، قائلا "اذا ابرمنا مثل هذه العقود. علينا تنفيذها".

في سياق متصل أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان مشاركة نظيره الايراني المنتخب حديثا حسن روحاني في مؤتمر جنيف-2 المقرر عقده لتسوية النزاع في سوريا ستكون "موضع ترحيب اذا كانت مفيدة".

وقال هولاند "لننتظر تصريحات الرئيس الايراني الجديد" ولكن "اقول لكم ما هو موقفي اذا كان بامكانه ان يكون مفيدا فنعم سيكون موضع ترحيب" في مؤتمر جنيف-2 في تطور لموقف فرنسا التي كانت ترفض مشاركة ايران في هذا المؤتمر.

بوتين يؤكد على ضرورة دفع أطراف النزاع في سورية للمشاركة في "جنيف- 2".وأوباما يستبعد حلا عسكريا

وكان لرئيس الروسي اعلن بعد عقده اجتماعا مع نظيره الامريكي باراك اوباما على هامش اجتماعات مجموعة الثمانية الكبار في ايرلندا الشمالية، اعلن بقاء اختلاف وجهات النظر لدى الطرفين ازاء الازمة السورية، ولكنه اكد وجود هدف مشترك بينهما وهو وقف العنف في هذا البلد.

وقال بوتين: "لقد اتفقنا على دفع اطراف الازمة السورية الى الجلوس حول طاولة المفاوضات خلال المؤتمر الدولي في جنيف" ، واضاف انه "في بعض الامور تختلف مواقفنا ولكننا متحدون في السعي الى وقف العنف وحل المشكلة بالطرق السلمية بما في ذلك عبر المفاوضات، ومن ضمنها المؤتمر الدولي في جنيف".

من جانبه اكد اوباما ان الجانبين "مهتمان بحماية السلاح الكيميائي، الذي قد يكون لدى سورية لمنع استخدامه وانتشاره"، مؤكدا: "قررنا تكليف فرقنا (اداراتنا) وموظفينا بالعمل على اجراء المرحلة القادمة من المفاوضات في جنيف".

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012