أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


مقارنات ظالمة بين اليهود وبين والعرب

بقلم : الدكتور حسين عمر توقه
11-07-2013 01:58 PM


باحث في الدراسات الإستراتيجية والأمن القومي

بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك أسأل الله العلي القدير لكم أيها العرب أيها المسلمون حسنات تتكاثر وأن يرزقكم الفرح وأن يبعد عنكم كل حزن وأن يكسوكم بالعافية ويجعل طريقكم مكللا بالنجاح وأن يمنحكم القدرة على العفو والقوة على مسامحة من أخطأ .
في هذا الشهر الجليل العظيم أطلب من الخالق عز وجل أن يحيل دموع المسلمين إلى بسمات سعادة وأن يوجه طرق الفرقة والحرب الأهلية إلى طريق عبادة وأن يرزق المحرومين المكلومين من النساء والأطفال نعمة الأمن والأمان
هل تصدق أن يهود العالم في بحثهم عن الإبداع من خلال تخصيص المبالغ الطائلة في تطوير البحث العلمي قد حصدوا في مجالات الطب والعلوم لا سيما الفيزياء والكيمياء والإقتصاد 177 جائزة نوبل منها 9 جوائز للسلام . بينما حصل 8 عرب فقط على جائزة نوبل أربعة منهم حصلوا على جائزة نوبل للسلام وشخص واحد هو نجيب محفوظ قد حصل على جائزة نوبل للأدب بينما حصل إثنان على جائزة نوبل في الكيمياء هما إلياس جيمس خوري وهو أمريكي من أصل لبناني وأحمد زوبل عالم مصري أمريكي الجنسية وحصل الدكتور بيتر مدور على جائزة نوبل في الطب وهو طبيب بريطاني من أصل لبناني .
أليس من العار أن يشير بعض المتحذلقين على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ألا يفكر بالإغارة على سوريا أو حزب الله وأن يكتفي بالوقوف من بعيد كي يرقب العرب والمسلمين يقتتلون فيما بينهم فهم لا يميزون في حربهم بين البشر والحجر وبين الطفل والمرأة والرجل.
هناك ثلاثة جيوش عربية الأول منها كان جيش العراق وقد تم تدميره مرتين وتم القضاء على قياداته وهناك الجيش السوري الذي يتم تدميره منذ عامين وهناك الجيش المصري لا يعلم أحد ما هو المخطط المجهول الذي تم رسمه له
كان العراق البوابة الشرقية التي تعرضت للمد الشيعي وفقد المليون شهيد واليوم هو مهدد بحرب طائفية بين السنة والشيعة ومهيأ للإنقسام إلى ثلاث دويلات الجنوب ( الشيعة ) والوسط ( السنة ) والشمال ( الأكراد )
وسوريا في حربها الأهلية بين جيش يحارب عن النظام وبين شعب يحارب من أجل التخلص من النظام الشعب غالبيته 89% من السنة والنظام من العلويين يشكل 11% من السكان الخاسر الوحيد هو الشعب السوري الذي تم قتل مائة ألف من أبنائه وتم تهجير ما يزيد على المليونين .
وهناك الجيش العربي الثالث جيش مصر العربية هو الآن في مفترق الطريق بين الأخوان المسلمين الذين يطالبون الجيش بالإبتعاد عن السياسة وإعادة الشرعية إلى رئيسهم المنتخب وبين المسلمين من المصريين من شتى الأحزاب السياسية والذين يدعون أنهم يمثلون غالبية الشعب المصري وأن حصولهم على أكثر من 30 مليون توقيع يعطيهم الحق في الإطاحة بزعامة الأخوان المسلمين ويطالبون الجيش بتحمل مسؤوليته التاريخية والأخلاقية ودعم التغيير والإطاحة بالأخوان المسلمين . والسؤال المطروح الآن هل يزداد الشرخ يوما بعد يوم هل يتم تكريس الفجوة بين من يطالب بالشرعية من الأخوان المسلمين وإعادة الرئيس المعزول وبين قيادة الشعب التي تريد الإستماع إلى مسيرة 30 مليون من الشعب المصري الذي يريد التخلص من نظام الأخوان المسلمين وبين الأخوان المسلمين الذين يقولون أنهم تمكنوا من حشد 45 مليون مصري مسلم . هل سيتحول الصدام إلى صدام بين الملايين
لقد حقق الرئيس محمد مرسي خلال عام ما عجز عن تحقيقه جمال عبد الناصر وأنور السادات ومحمد حسني مبارك منذ عام 1953 . لقد حطم أحلام الأخوان المسلمين بعد وصولهم إلى سدة الحكم بعد 60 عام من النضال وخلال عام واحد وتحت حكم محمد مرسي تم ضياع وفقدان هذا الحكم . ولا يعلم أحد الثمن الذي يتم دفعه وعمق المستنقع الذي ينتظر الشعب المصري خلال الأشهر المقبلة .
كل الثورات في تونس وفي اليمن وفي مصر وسوريا كلها قامت من أجل الإطاحة بحكومات وأنظمة شرعية تم انتخابها حسب الدساتير ونحن هنا لا نحكم على فساد الوصول إلى الحكم أو تزوير الإنتخابات بإستثناء ليبيا فالرئيس القذافي أو الأخ القائد كان حالة فريدة من بين الأنظمة العربية. السودان وقد تم سلخ الجنوب المسيحي الغني بنفطه عن الشمال المسلم ولا يعلم أحد مصير منطقة دارفور .
لقد ثارت الأمة العربية في منتصف القرن العشرين على الإستعمار وطالبوا بالتحرر من بريطانيا وفرنسا واليوم وتحت ستار الربيع العربي نطلب المساعدة من أعداء الأمس كي نطيح بالأنظمة العربية التي ناضلت من أجل الحصول على الحرية والإستقلال .
فلسطين قضية عربية مصيرية ترزخ تحت نير الإحتلال مكتوب عليها الإنقسام بين غزة وبين الضفة الغربية ومكتوب عليها أن ترضخ لأخطبوط لا يرحم من آلاف المستعمرات اليهودية تنتظر أملا لا يتحقق أن تصبح دولة مستقلة على أرض عربية على حدود كانت قائمة بتاريخ 4/6/1967
كان حزب الله اللبناني بالأمس القريب الحزب الذي أعاد للأمة العربية كرامتها والذي استطاع أن يقهر الآلة العسكرية الإسرائيلية ويفقدها أخلاقياتها هذا الحزب الذي تمكن من الصمود لأكثر من أربعين يوما وتمكن من تهديد المدن والقري الإسرائيلية . فجأة بين ليلة وضحاها أضحى حزبا شيطانيا كافرا لأنه وجه السلاح في غير وجهته الأصلية فبدل توجيه السلاح صوب العدو الإسرائيلي ساهم في دعم النظام السوري العلوي وأصبح عميلا لإيران .
الأموال العربية أموال النفط والغاز لدول هي أغنى دول العالم وتضم في جنباتها أكبر مخزون استراتيجي للنفط الذي لا ينضب وللغاز الذي لا يعرف أحد كمياته الهائلة الممتدة من أقصى الشرق العربي إلى أقصى الغرب العربي
المملكة العربية السعودية هي صاحبة الترتيب الثاني بين دول العالم في مخزونها الإستراتيجي للنفط والعراق هو صاحب الترتيب الخامس في العالم في مخزونه الإستراتيجي للنفط
من يصدق أن كميات الغاز في السعودية وقطر والإمارات العربية والعراق وسوريا وشواطىء لبنان وغزة ومصر وليبيا والجزائر تشكل أكبر مخزون استراتيجي للغاز تليها روسيا
كل هذه الأموال عاجزة عن تحقيق صناعة بسيطة سيارة أو جهاز هاتف نقال أو طائرة أو جهاز حاسوب
وفي النهاية إلى الدول العربية التي تحاول بأموالها استقطاب تركيا من أجل تشكيل تحالف سني ضد إيران التي تقود العالم الشيعي أقول لكم هناك 18 مليون شيعي تركي

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
11-07-2013 03:53 PM

سيدي الكاتب الكريم،

عندما يصبح ولاء المواطن الأول هو للداعية الديني بدل أن يكون لوطنه يحدث هذا.

عندما تأتي جماعات دينية تضع شرعيتها قبل شرعية الوطن يحدث هذا.

عندما يستبدل المواطن إيمانه بالوطن بإيمانة بالجماعة يحدث هذا.

عندما يرى المواطن أن الدولة التي ينتمي إليها تتعارض مع الخلافة التي يحلم فيها و التي لا يعلم عنها سوى أنها كويسة و منيحة و ربنا بدو اياها يحدث هذا.

عندما يتعلم الطفل أن يستسلم للفتاوي قبل أن يدرس و يحلل و يدقق و يستخدم عقله لتميز الصح من الخطأ يحدث هذا.

أي إنتاج تريده أن يتم من شباب يرون أن حكوماتهم أعداء و أن حكامهم كفرة وأن المجتمع الذي يعيشون به مغضوب عليه من الله و أنهم يجب أن يغيروا كل شئ بالفوة و العنف و السلاح و القتال حتى يرضى عنهم الله.

سيدي الكاتب الكريم العرب شعب يؤمن بالعنف و ملئ بالكراهية نحو بعضه و نحو الأمم الأخرى و كل ما نشاهده يقول لنا أن مستقبل هذه الأمة هو في تغير عقليتها.

المسلم الغربي مبدع واعي مندمج مع مجتمعه و يحب وطنه يعني إنسان طبيعي، أما المسلم العربي فهو مجرد شخص بلا عقل تقوده لحية و يحركه سواك.

أفهمت الآن؟

2) تعليق بواسطة :
12-07-2013 09:58 AM

شكرا للدكتور حسين على هذا المقال وهذه الكلمات الطيبة النابعة من قلب طيب وضمير حي متقد واستنكار إلى كل الأنظمة العربية التي لم توقف حمام الدم في هذا الشهر الفضيل فهل يعقل على أمة محمد أن يستمر التقتيل والتنكيل دونما خشية من الله وهل يعقل ألا يتجه القادة العرب بإصدار نداء والقيام بمحاولة من أجل فرض هدنة مؤقتة على الأطراف المتحاربة بدل صب الكاز على نار الفتنة المدمرة
لقد أعجبني الجزء الخاص بالجيوش العربية الجيش العراقي الذي تم تدميره ولا زال العراق عرضة لحرب طائفية وإلى تقسيم مبرمج والجيش السوري الذي يجري تدميره في حرب أهلية مدمرة باهظة التكاليف أخلاقيا وإنسانيا وماديا واليوم تتعرض مصر العربية إلى أكبر فتنة في تاريخها من أجل جر الجيش المصري إلى معارك جانبية داخلية في مواجهة الأخوان المسلمين المسلحين
كل ما يحدث يصب في مصلحة إسرائيل

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012