أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


الإندبندنت: مستقبل مصر معلق بخيط رفيع

11-07-2013 05:21 PM
كل الاردن -
عنونت صحيفة الإندبندنت البريطانية افتتاحيتها اليوم الخميس بعنوان 'مستقبل مصر معلق بخيط رفيع'، وقالت الصحيفة 'الوضع الحالي في مصر لا يبشر بالخير، ففي القاهرة، لا يزال الوضع متوتراً بعد مقتل 50 شخصاً أمام نادي ضباط الحرس الجمهوري في المدينة، كما أن احتمال تشكيل حكومة قريباً لا يبدو أمراً ممكناً'.
وأضافت الصحيفة بحسب تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية 'بي بي سي'، أن رئيس الوزراء المصري المؤقت حازم الببلاوي يواجه صعوبات في العثور على وزراء لتشكيل حكومته، كما أن المدعي العام للدولة أصدر مذكرات اعتقال لشخصيات بارزة تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين'.
ورأت الافتتاحية أن 'الأولوية الآن في مصر هي العمل على تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة'، مشيرة إلى أن الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، وحزب الحرية والعدالة، رفض بالفعل الانضمام الى حكومة وحدة وطنية.
وأوضحت الصحيفة أن الأحداث التي جرت في مصر خلال الأسبوع الماضي لم تعزز الديمقراطية، بل أضعفتها، لا سيما بعد حادثة الحرس الجمهوري.
وقالت الصحيفة إن مصر باتت قريبة من الانزلاق إلى حرب أهلية. ومع ذلك تقول الصحيفة، 'من السابق لأوانه فقدان الأمل في المستقبل الاتي للبلاد، فمصر تمتلك خاصية مميزة ألا وهي شعور أبناؤها بالانتماء الوطني، فهي ليست كغيرها من الدول التي شهدت 'ثورات' والتي أطلق عليها اسم الربيع العربي من حيث هذه النقطة كما أنها لا تعاني من تحديات من أقليات عرقية أو اختلافات دينية أو سياسية'.
وأشارت الصحيفة إلى أن المصريين طوروا في السنتين الأخيريتين 'احساساً بالحرية والديمقراطية' إلا انه إحساس مليء بالشوائب، وهذا الأمر قد يؤدي إما لنشر الخير أو الشر، الأمر الذي يجعل البلاد سهلة الانجراف، كما حصل مع الرئيس المعزول مرسي قبل أسبوع.
وفي سياق تطورات الأحداث في مصر، قال الكتاب الأميركي المعروف توماس فريدمان: 'إنه فى أى حرب أهلية، دائما ما تكون هناك لحظة ما قبل السقوط فى الهاوية.. قبل أن ينفجر الوضع، ومصر الآن فى هذه اللحظة.
وأضاف فريدمان في مقاله المنشور بصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أمس، أن الكثير من المصريين، مع بداية شهر رمضان، يأملون أن يكون هذا الشهر فرصة لتجميع الأهل والأصدقاء من جميع الأطياف، لإيجاد نوع من المصالحة الوطنية.
وتابع: 'عندما كنت طالبا فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة فى بدايات السبعينيات (من القرن الماضى)، لم أشهد مثل هذه الكراهية الشديدة التى أصابت مصر فى الشهور الأخيرة عندما كان نشطاء الإخوان يلقون بأعدائهم من على أسطح المنازل فى الوقت الذى يثنى فيه غير الإسلاميين على الجيش المصرى فى قتله لمؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى وهم يصلون. فمصر على المحك نحو الهاوية'.
وتساءل فريدمان: 'هل يمكن لمصر أن تكون دولة موحدة أم تكون بلدا يمزقه شعبه مثل سوريا؟.. فعندما يكون الاستقرار فى مصر على المحك، فإن الاستقرار فى المنطقة بأسرها سيكون على المحك أيضا'.
ومضى قائلا: 'أقدر الغضب الذى أثار غير الإسلاميين والليبراليين من الشعب المصري إزاء حكم مرسي، لأنه ما كان له أن يكون رئيسا بدون أصواتهم، وقد انتزع لنفسه سلطات أكثر مع تراجع الاقتصاد المصرى. ولكن وفقا لعملية التحول الديمقراطى فى الوطن العربي، فقد قدمت مصر شيئا قيما عندما أطاح الجيش بالرئيس المعزول، ولم ينتظر أن يفعل المصريون هذا المرة بمفردهم فى الانتخابات البرلمانية التى كانت ستجرى فى أكتوبر القادم أو فى الانتخابات الرئاسية بعد ثلاث سنوات؛ الأمر الذى أعطى للإخوان المسلمين عذرهم'.
ورأى فريدمان أنه 'على غير الإسلاميين والليبراليين أن يعملوا مع بعضهم البعض، حيث تفتقر المعارضة إلى إجماع قائد ذى أجندة موحدة، وإن كانت قادرة على عمليات الحشد، على عكس الإخوان القادرين على الفوز فى الانتخابات، ولكن مفتقرين لفن الإدارة والحكم».
وأضاف أن هناك 'طريقة وحيدة لمصر كى تتجنب هذه الهاوية، وهى أنه على الجيش، السلطة الوحيدة فى مصر، أن يكون واضحا فى الغرض من الإطاحة بنظام الإخوان، وهو إعادة هيكلة الدولة وليس الانتقام، وبغرض وضع البلاد على مسار الانتقال إلى العملية الديمقراطية فى الوقت الحالي، وليس بغرض استبعاد الإخوان من العملية السياسية'.
ورأى فريدمان أنه 'ليس من الواضح أن الإعلان الدستورى الجديد يمنح الإخوان المسلمين فرصة بسلطة مستقبلية حيث يمنع تأسيس أحزاب على أساس ديني، كما كان الوقع إبان فترة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك؛ ما جعل الإخوان المسلمين يدخلون الحياة السياسية كمستقلين. فمصر لن تكون مستقرة بإقصاء الإخوان'.
واستدل بآراء الرئيسة التنفيذية لمركز مجاهد للدراسات الإسلامية فى واشنطن، داليا مجاهد، بأن 'الديمقراطية فى مصر لديها فرصة إذا أدرك الثوار من مختلف الأطياف سواء كانوا من الشباب أو اليساريين والعلمانيين والإسلاميين، أن الوضع الراهن هو العدو الحقيقى لديهم ليس بعضهم البعض'.
وقال الكاتب الأميركي: 'إن الإخوان المسلمين يمكن أن يقتلوا مزيدا من العلمانيين.. والجيش يقتل المزيد من الإخوان، ومع مرور عقد كامل، فإن الوضع الراهن سيفضى بهم جميعا إلى أن يكونوا قتلى.. وستشهد البلاد كارثة إنسانية. كما أنه فى ظل غياب حزب إصلاحي حقيقى يعمل على مزج الدين مع استراتيجية الحداثة، كما فعل الإصلاحيون المصريون فى القرن التاسع عشر، فإن المصريين سيجبرون على اختيار الأسوأ'.
ويرى فريدمان أنه 'مع شعار الإخوان (السلام هو الحل)، ورغبة الجيش فى عودة الدولة العميقة، مثلما كانت فى الماضي، وإن كانت هذه الدولة العميقة سترسى القانون والنظام مع قمع الإسلاميين، فإنه لا يمكن أن يكون هناك نوع من التفكير فى إصلاحات تعليمية واقتصادية واجتماعية وقانونية'.
وأضاف أنه وفقا لتقرير التنمية البشرية العربية، التابع للأمم المتحدة الذى صدر فى 2002 على أيدى علماء أغلبهم مصريون، فإنه يجب أن يركز الشعب المصرى على بناء سياسات تتغلب على حالات العجز فى حرية التعبير والتعليم وتمكين المرأة، فهذا هو المسار الذى يجب على مصر أن تتبعه، وليس 'مذهب المباركية' أو 'المرسية' أو حكم العسكر.-(عن الشروق المصرية)
التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012