أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


"أﻧﺎﺑﯿﺐ" اﻟﺤﻞ اﻟﺪاﺋﻢ

بقلم : فهد الخيطان
10-12-2013 12:14 AM
ﺗﺘﺠﻨﺐ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻷردﻧﯿﺔ اﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﻋﻦ اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﻣﻊ إﺳﺮاﺋﯿﻞ، ﻻﻋﺘﺒﺎرات ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﻮﻗﻒ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺮاﻓﺾ ﻷي ﺷﻜﻞ ﻣﻦ أﺷﻜﺎل 'اﻟﺘﻄﺒﯿﻊ' ﻣﻊ إﺳﺮاﺋﯿﻞ. ﻏﯿﺮ أن اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ، وﻣﻦ ﺧﻠﻔﮫﺎ اﻟﻮزراء واﻟﻤﺴﺆوﻟﻮن ھﻨﺎك، ﻳﺘﻜﻔﻠﻮن ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﺑﻜﺸﻒ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻟﻠﺮأي اﻟﻌﺎم. وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺠﺪ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻷردﻧﯿﺔ ﻧﻔﺴﮫﺎ ﻣﻀﻄﺮة ﻟﻠﺮد، ﻓﺈﻧﮫﺎ ﺗﻤﯿﻞ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺤﺎﻻت إﻟﻰ اﻟﻨﻔﻲ. ﻟﻜﻦ اﻟﻨﻔﻲ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻢ ﺗﺜﺒﺖ ﺻﺪﻗﯿﺘﻪ ﻓﻲ أﻏﻠﺐ اﻟﺤﺎﻻت.
ﻗﺒﻞ أﺳﺒﻮﻋﯿﻦ، أﺻﺮت اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻲ اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ ﻋﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻳﻨﻮي اﻟﺠﺎﻧﺒﺎن إﻗﺎﻣﺘﮫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺪود، ﻣﻊ أن اﻟﺘﻔﺎﺻﯿﻞ اﻟﺘﻲ أوردﺗﮫﺎ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ، وﻗﺮار ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ، ﻳﺸﯿﺮان ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﺪع ﻣﺠﺎﻻ ﻟﻠﺸﻚ إﻟﻰ أن ھﻨﺎك ﺧﻄﺔ ﻓﻌﻠﯿﺔ ﻟﺘﺪﺷﯿﻦ ﻣﺸﺮوع ﻣﺸﺘﺮك ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺒﻲ اﻟﺤﺪود.
ﻳﻮم أﻣﺲ، ﻋﻠﻤﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ أﻳﻀﺎ أن وزﻳﺮ اﻟﻤﯿﺎه واﻟﺮي، ﺣﺎزم اﻟﻨﺎﺻﺮ، ﺗﻮﺟﻪ ﻟﻮاﺷﻨﻄﻦ ﻟﻠﺘﻮﻗﯿﻊ ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎﻗﯿﺔ ﻣﺪ أﻧﺒﻮب ﺑﯿﻦ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ اﻷﺣﻤﺮ واﻟﻤﯿﺖ، ﻣﻊ اﻟﺠﺎﻧﺒﯿﻦ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ واﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﻲ. وﺳﯿﻜﻮن ھﺬا اﻷﻧﺒﻮب ﺑﺪﻳﻼ ﻣﻦ ﻣﺸﺮوع ﻗﻨﺎة اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ.
واﻟﻼﻓﺖ أن ھﺬه اﻟﺨﻄﻮة ﺗﺰاﻣﻨﺖ ﻣﻊ ﺗﻘﺪم ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻨﻮاب ﺑﻤﺬﻛﺮة ﻹﻟﻐﺎء ﻗﺎﻧﻮن ﻣﻌﺎھﺪة اﻟﺴﻼم ﻣﻊ إﺳﺮاﺋﯿﻞ!
اﻟﻤﺸﺮوع ﺳﯿُﻘﺎم ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻓﻲ اﻷراﺿﻲ اﻷردﻧﯿﺔ. وﺳﯿﻜﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮﻓﯿﻦ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ واﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﻲ دﻓﻊ اﻷﻣﻮال ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻛﻤﯿﺎت ﻣﻦ اﻟﻤﯿﺎه اﻟﻤﺤﻼة. ﻟﻜﻦ إذا ﻣﺎ ﻛﺘﺐ ﻟﮫﺬا 'اﻷﻧﺒﻮب' أن ﻳﺮى اﻟﻨﻮر، ﻓﺴﯿﻜﻮن أول ﻣﺸﺮوع ﻣﺸﺘﺮك ﺑﯿﻦ اﻷردن وإﺳﺮاﺋﯿﻞ واﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﺔ.
وذﻟﻚ ﻳﻌﻨﻲ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻓﻲ وﻗﺖ ﺗﻀﻊ ﻓﯿﻪ اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﯿﺔ اﻷﻣﯿﺮﻛﯿﺔ ﻛﻞ ﺛﻘﻠﮫﺎ ﻹﻧﺠﺎز ﺻﻔﻘﺔ ﺳﻼم ﺗﺎرﻳﺨﯿﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﯿﻦ واﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﯿﻦ.
اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺠﺎرﻳﺔ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺸﺄن ﺗﺘﺮﻛﺰ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﯿﺮ اﻟﯿﻮم، ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮﺗﯿﺒﺎت اﻷﻣﻨﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺪود اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﯿﻦ اﻷطﺮاف اﻟﺜﻼﺛﺔ. ﻻ ﺑﻞ إن اﻟﺤﺪود وﻣﺎ ﺣﻮﻟﮫﺎ ﻣﻦ أراض، ھﻲ ﻧﻘﻄﺔ اﻟﺼﺮاع اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺪﻋﻰ ﻣﻦ أﺟﻠﮫﺎ وزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔاﻷﻣﯿﺮﻛﻲ، ﺟﻮن ﻛﯿﺮي، ﻋﺸﺮات اﻟﺨﺒﺮاء اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﯿﻦ واﻷﻣﻨﯿﯿﻦ ﻣﻦ واﺷﻨﻄﻦ، ﻟﻮﺿﻊ ﺗﺼﻮر ﺷﺎﻣﻞ ﻳﺴﺘﺠﯿﺐ ﻟﻤﺨﺎوف إﺳﺮاﺋﯿﻞ اﻷﻣﻨﯿﺔ، وطﻤﻮﺣﺎت اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﯿﻦ ﺑﻜﯿﺎن ﻣﺴﺘﻘﻞ، ﻳﺘﻤﺘﻌﻮن ﻓﯿﻪ ﺑﺄﻗﺼﻰ أﺷﻜﺎل اﻟﺴﯿﺎدة اﻟﻤﻤﻜﻨﺔ.
واﻟﻈﺎھﺮ أن ﺻﯿﻐﺔ اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ، ﻛﺄﻧﺒﻮب اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ، واﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ، واﻟﻤﻄﺎر اﻟﻤﻼﺻﻖ ﻟﻠﺤﺪود اﻷردﻧﯿﺔ ﻗﺒﺎﻟﺔ اﻟﻌﻘﺒﺔ، وﻏﯿﺮھﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ، ﻛﺎﺳﺘﯿﺮاد اﻟﻐﺎز ﻣﻦ إﺳﺮاﺋﯿﻞ، ﺳﺘﺮﺳﻢ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻷطﺮاف اﻟﺜﻼﺛﺔ.
ﻛﻞ ھﺬه اﻟﺘﻄﻮرات ﺗﺠﻌﻞ اﻷردن ﻗﺮﻳﺒﺎ، ﻻ ﺑﻞ ﻣﻨﺨﺮطﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻞ اﻟﺘﺮﺗﯿﺒﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺼﻔﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﻌﻰ ﻛﯿﺮي إﻟﻰ إﺑﺮاﻣﮫﺎ ﺑﯿﻦ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﯿﻦ واﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﯿﻦ. وﻳﺸﻤﻞ ذﻟﻚ، ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ، اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻷﻣﻨﯿﺔ واﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ، ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﻣﻨﮫﺎ ﺑﺎﻟﺤﺪود، وإﺷﻜﺎﻟﯿﺔ ﻏﻮر اﻷردن اﻟﺘﻲ ﻳﺪور ﺣﻮﻟﮫﺎ ﺟﺪل ﻛﺒﯿﺮ.
إن طﺒﯿﻌﺔ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺎت اﻟﺪاﺋﺮة ﺣﺎﻟﯿﺎ ﺑﯿﻦ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﯿﻦ واﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﯿﻦ، ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ أﻣﯿﺮﻛﯿﺔ ﺣﺜﯿﺜﺔ، ﺗﺆﻛﺪ أن اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ اﻟﺠﻮھﺮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﺮاع، ﻛﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﻼﺟﺌﯿﻦ واﻟﻘﺪس واﻟﺤﺪود، ﻟﻢ ﺗﻌﺪ أﺳﺎﺳﯿﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ؛ إذ ﺗﺘﻘﺪم ﻋﻠﯿﮫﺎ ﻣﻠﻔﺎت أﺧﺮى، ﻛﺎﻟﻤﯿﺎه، واﻟﺘﺮﺗﯿﺒﺎت اﻷﻣﻨﯿﺔ، وﺣﺪود اﻟﺴﯿﺎدة ﺑﺮاً وﺟﻮاً، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﻮاﺿﯿﻊ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﺸﺎط اﻻﻗﺘﺼﺎدي، واﻟﺘﻲ ﻣﻦ دوﻧﮫﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻗﯿﺎم دوﻟﺔ ﻓﻠﺴﻄﯿﻨﯿﺔ 'ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺤﯿﺎة' ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﻮل اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻷﻣﯿﺮﻛﻲ داﺋﻤﺎ.
ﻛﺜﯿﺮون ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺒﻲ اﻟﺼﺮاع ﻳﺸﻜﻜﻮن ﻓﻲ إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ اﻟﺘﻮﺻﻞ ﻻﺗﻔﺎق ﺗﺎرﻳﺨﻲ ﺧﻼل ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﻣﮫﻠﺔ ﻟﻠﻤﻔﺎوﺿﺎت.
رﺑﻤﺎ ﻳﻔﻮز ھﺆﻻء ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ؛ ﻓﻜﻢ ﺟﻮﻟﺔ ﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻧﺘﮫﺖ إﻟﻰ اﻟﻔﺸﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ. ﻟﻜﻦ اﻟﻤﺆﻛﺪ أن اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﺳﺘﻤﻀﻲ إﻟﻰ اﻷﻣﺎم، ﻛﺤﺎل 'أﻧﺒﻮب اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ'، وﺗﻔﺮض واﻗﻌﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺠﺎھﻠﻪ ﻟﺰﻣﻦ طﻮﻳﻞ.
اﻟﺘﻌﺎون اﻻﻗﺘﺼﺎدي دﻟﯿﻞ اﻟﻤﺘﺼﺎرﻋﯿﻦ ﻟﺒﻠﻮغ اﻟﮫﺪف اﻟﻨﮫﺎﺋﻲ. ھﺬه ھﻲ ﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﯿﻦ وﻓﮫﻤﮫﻢ ﻟﻠﺤﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ.

(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
10-12-2013 10:50 PM

بصراحه ما فهمتك انت مع او ضد التعاون الثلاثي

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012