أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


مواطنون يعملون بأنفسهم ولأنفسهم

بقلم : إبراهيم غرايبة
11-12-2013 12:05 AM
الفرد سابق على المجتمع في وجوده وعالمه المستقل، والمجتمعات سابقة على المدن والأسواق. وهذه المنظومات سابقة على الدولة، بل إن الدولة تعبر عنها. ولذلك فإنه، وببساطة، تتشكل القيم والبرامج والأولويات والاحتياجات من تطلعات الأفراد والمجتمعات.. الأفراد في رؤيتهم لذاتهم ينشئون المجتمعات الصغيرة والكبيرة لأجل الفرد وحوله أيضا؛ والمجتمعات تنشئ المدن والأسواق حول وعي الأفراد لذاتهم ابتداء، أو الوعي الجمعي المركب من وعي الأفراد. وهذا يفسر، على سبيل المثال، لماذا تُنشّئ مجتمعات وأسر أبناءها على 'الفردانية'، بما يبدو وكأنه يتناقض مع الانتماء و'الجمعية'. وهكذا يمكن أن نبني سيناريو الإصلاح! فتبدع النخب والقيادات الثقافية والاجتماعية الملهمة، وبمشاركة المجتمعات، منظومة ثقافية وفنية من الآداب والفنون والغناء والموسيقى والمسرح، لتجعل من أحلام الناس وخيالهم وعوداً تلهمها وتلتف حولها؛ وتنشئ مستمداً منها وحولها، منظومة للسلوك الاجتماعي والمديني، يرقى بها وبحياتها وأفكارها وعلاقاتها، وبأسلوب حياتها ومواردها، وعلى النحو الذي يرقى بالحياة اليومية، ويكرس الفردية، ويزيد الإنتاج والعمل، ويخفض الهدر والخطأ في السلوك والعمل والعلاقات والممارسات الضرورية في العمل والشارع.ويؤشَّر إلى الإنجاز والتقدم في ذلك بأسلوب الحياة الذي يقاوم الفجاجة، ويحسّن الإقامة والمطعم والملبس، ويرقى بالذوق العام، ويعزز ثقافة العمل والإنتاج، ويجعل الكمال واضحاً مشتركاً، يعمل الجميع ويتنافس لأجل مطابقته مع الواقع.وفي ذلك يكون 'الجمال' الذي يقود الخيال والحياة، والمنتجات المادية والمعنوية؛ فيتطور القطاع الخاص والسوق إلى المشاركة في الرفاه، ويتحملان مسؤولية اجتماعية في التنمية والثقافة والعمل، والمشاركة مع الحكومة والمجتمعات. كما يتطور الاستهلاك إلى علاقات ومؤسسات تضمن الجودة وتمنع الاحتكار، وتعزز التنافس والإبداع، وتحمي من الهدر والنزف والتلوث! وتجري مواجهة الفقر بالمشاركة مع الفقراء والناس، لتأمين احتياجاتهم ومساعدتهم، وإيصال أصواتهم ومطالبهم حتى لا يكون ثمة فقر.وتتحمل البلديات والنقابات والتشكيلات الاجتماعية إدارة الخدمات الأساسية وتنظيمها، مشاركة مع الحكومة والشركات أو مستقلة عنها؛ فيحكم الناس أنفسهم، ويرشّدون استخدام الضرائب والموارد العامة، ويعيدون توجيهها مركزياً في البحث والتطوير والرفاه، طالما أن المجتمعات والبلديات تتحمل الجزء الأكبر من الخدمات والمسؤوليات!ستطور هذه المنظومات نفسها لتلاحظ ما أغفلته: تمكين المرأة وزيادة مشاركتها في سوق العمل والإنتاج والإدارة والقيادة؛ والرقابة الاجتماعية والإعلامية على السلطة والأسواق؛ والانتقال بالأعمال والعلاقات إلى مرحلة أرقى من الثقة والجودة، ومكافحة الغش والهدر والتلاعب. فتتطور وتمتد منظمات المجتمع المدني إلى مجالات أكثر تخصصاً وتفصيلاً، وتزيد خبرات المجتمعات والمؤسسات على نحو يطور المنتجات والسلع والخدمات الاجتماعية إلى آفاق أرحب وأرقى، لتجعل حياة كبار السن والمرضى والمعوقين أفضل وأكثر حضوراً ومشاركة وإنتاجاً. كما تبحث في الغابات والمراعي عن موارد وصناعات جديدة متجددة أقل كلفة وهدراً وأكثر صداقة مع البيئة، وتجعل التعليم أكثر إبداعاً وسهولة.لنتخيل مواطنين وأفراداً يعملون بأنفسهم ولأنفسهم.ibrahim.gharaibeh@alghad.jo
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
11-12-2013 09:57 AM

هذا حلم انساني فردي ,تعظيم قيمة الفرد مسألة جذرية تتعلق بالثقافة المجتمعية العميقة ,في اوروبا كمثال واضح او قل له بريق خاص احتاج الامر الى حروب وثورات كانت امتداد للجدل الثقافي فتمخض الامر كله عن (حرية مسؤولة) فهل نريد كل هذا دون ثمن ؟ لا زال الفرد عندنا يفكر بنصف عقله ويعمل بربع طاقته لذلك لا قيمة له واحلامنا ليست سوى هلوسات , ويزيد الامر سوءا ان اهم مصادر ثقافتنا صحراوي عدمي ولا علاقة له باساليب الانتاج الحضاري , الحضارة لا تنبت في الصحارى ..عبر التاريخ كانت الامور هكذا .هل الخدمات والتسويق والسمسرة والتسول اساليب انتاج ام ممارسات طفيلية ,هذا الفرق كما بين النحلة والذبابه !!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012