أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


إرث مانديلا.. الطغاة لا يتعظون

بقلم : فهد الخيطان
11-12-2013 12:16 AM
المؤكد أن من بين الزعماء والقادة الذين يشاركون في الوداع الأخير للزعيم الأفريقي الراحل نلسون مانديلا، مستبدين وفاسدين. ومن بين الذين نعوه بأجمل العبارات، حكام يحكمون شعوبهم بالحديد والنار. لكن هذا هو حال الطغاة على مدى التاريخ.قضى مانديلا في السجن 27 عاما، وغادره زعيما لأمة انتصرت على أبشع أشكال الحكم العنصري، وتوجته رئيسا بلا منازع لها. لكن الزعيم لم يلبث أن غادر كرسي السلطة بعد خمس سنوات على توليها، تاركا لغيره إكمال المشوار.كان بوسع مانديلا أن يُنصّب نفسه زعيما لجنوب أفريقيا مدى الحياة، ولن يجد من أبناء شعبه الذين قاد معركتهم من أجل الحرية من يقف في وجهه أو يعترض على زعامته الأبدية؛ مانديلا كان في نظرهم قديسا بحق. لكن الزعيم الملهم لكل الطامحين إلى الحرية في العالم، بدا زاهدا بالسلطة، وقدم النموذج في التواضع والإيثار. لم يُحمّل شعبه جميل معاناته وسنوات سجنه؛ كان ذلك في نظره واجباً أداه تجاه وطنه وشعبه، لا يعطيه ميزة استثنائية عن غيره من أبناء أمته.رحل عن السلطة بعد أن قاد جنوب أفريقيا في أصعب مراحلها الانتقالية، جنّب البلاد خلالها شرور الانتقام والاقتتال الأهلي، وكرس نموذجا فريدا للتسامح والمغفرة.المؤسف حقا أن أنموذج مانديلا لم يجد صدى له لا في أفريقيا ولا في آسيا، حيث توجد أنظمة استبدادية، وحكام طغاة. لم يتعلم هؤلاء من إرث مانديلا؛ استقبلوه بحفاوة، وأشادوا بنضاله من أجل حرية شعبه، وبعضهم قلده الأوسمة، لكن أحدا لم يفكر في السير على خطاه. ظلوا ممسكين بالسلطة، جاثمين على صدور شعوبهم. ومن ترجل منهم كان بالإكراه والثورات الشعبية.لم يتعلموا الدرس؛ درس مانديلا في الحكم والزعامة. ولم يفكروا في ساعة الرحيل عن الدنيا ولحظة الوداع العظيمة لمانديلا، والتي لن يشهد زعيم راحل مثلها. استبسلوا في الدفاع عن كرسي الحكم، فكانت النهايات البائسة؛ أن جُرّ بعضهم في الشوارع، أو حوصر في قصره، وهرب ذليلا، أو انتهى به المقام في سجن صحراوي.والآخرون ليسوا بأفضل حالا؛ ما يزالون في السلطة، يسفكون دماء شعوبهم. بعضهم لم يعد يقوى على الحركة، وما يزال يطمح بولاية جديدة، وآخر من العرب الأفارقة، أضاع ربع أراضي دولته، وحول نصف شعبه إلى مهاجرين، وأفقر نصفهم الثاني، وما يزال الزعيم الشرعي، يرقص بالعصاة فوق جماجمهم.مؤسف حقا أن نماذج الطغاة على مر التاريخ تملك حظوظا وإرثا يفوق إرث زعيم مثل مانديلا. تلك هي الحقيقة. ألم يكن بيننا زعماء يجهدون في استنساخ تجارب هتلر وستالين، ويجدون من بعض شعوبهم التقدير والتبجيل على هكذا مسلك؟!العالم كله في وداع مانديلا. لقد نال من التكريم ما لم ينله زعيم من قبل. يستحق ذلك وأكثر من دون شك، فهو بحق أيقونة عصره. لكني أجزم أن إرث مانديلا سيُدفن معه.fahed.khitan@alghad.jo

(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
11-12-2013 04:15 AM

ابدع الكاتب في اختيار العنوان مع ما جاء بمضمون المقال من معاني لصور وعبر ، لكن الحكام المتواجدون الذين قال عنهم الكاتب " ليسوا بأفضل حالا؛ ما يزالون في السلطة، يسفكون دماء شعوبهم. بعضهم لم يعد يقوى على الحركة، وما يزال يطمح بولاية جديدة، وآخر من العرب الأفارقة، أضاع ربع أراضي دولته، وحول نصف شعبه إلى مهاجرين، وأفقر نصفهم الثاني، وما يزال الزعيم الشرعي، يرقص بالعصاة فوق جماجمهم " هؤلاء يدركون معنى ما كتب من صور وعبر ان إفترضنا بانهم قرأوا المقال ؟؟ باعتقادي لا !! لأسباب عديده يصعب شرحها هنا .. لكن من اهمها.. اعتقادهم انهم افهم من الرعية ومضطلعين اكثر منهم ومنها ايضا تلوّن نفاق البطانة المقربة و ضعف الرعية المحكومة وكثرة السحيجة حولهم .. !!
كان يا مكان حاكم يتخفى و يسير بين الرعيه ليتدارس احوالهم ويستمع لشكواهم لينصف مظلوميهم !! اتت النتيجة ببيع مقدرات الوطن وتضاعف الدين العام وبيعت الاراضي والمؤسسات .. وعم الفساد وزاد التهميش والفقر بزيادة الاسعار والضرائب وجاء النسر يُـشفّي ما تبقى بالجيوب . ومع البرد والثلج !! .. كيف بدك إدّفي يا ورقة التوته .

2) تعليق بواسطة :
11-12-2013 11:08 AM

وبعضهم من سافر على عجل ليشارك في تأبين مانديلا مختصرا مؤتمره الصحفي غاضبا وموجها اتهاماته للصحفين بعدم النزاهه والذي كان موضوعه عن النزاهه الوطنيه على طريق الثوره البيضاء متناسيا بان واجب العزاء هذا يكلف الموازنه مبالغ طائله ويمكن اختصارها ببرقيه وهو الاقتصادي المحنك الذي رفع الاسعار خوفا على قيمه الدينار وليتمكن من دفع الرواتب ......
ومنهم من يتخذ شعار بقاء الاسد للابد ولو لم يبقى احد وكمان لو دمرت كل البلد .
وجلهم حكامنا يطبقون نظريه انا الدوله والدوله انا واما الاقامه في القصر او محمولا الى القير .
قال مانديلا - الجبناء يموتون مرات عديده والشجاع لا يذوق الموت الا مره واحده .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012