أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


مصر في انتظار الانقلاب الثاني!

بقلم : حلمي الاسمر
30-12-2013 12:58 AM
حتى الآن خيب الانقلابيون المصريون آمال من عوّل عليهم، ودعمهم، سواء من داخل مصر أو خارجها، بل إن كثيرا من المآخذ التي سُجلت على حكم الرئيس المنتخب محمد مرسي، وقع فيها السيسي وحكومته المؤقتة، وفي المحصلة، لم تهدأ مصر، بل تزداد احتماليات جزأرتها، أكثر من أي وقت مضى، وهذا وضع غير مسموح به في الحالة المصرية لأكثر من اعتبار، ومنها موقع مصر كجارة لفلسطين، وحجم الاستثمارات الأجنبية فيها، فضلا عن عدد السكان الكبير الذي لا يحتمل ديمومة عدم الاستقرار..!
إذاً نحن أمام ملف ساخن جدا، ستحرق سخونته إن استمرت بالتصاعد كثيرا من الأصابع، ولا بد من وجود حل توفيقي يعيد البلاد إلى «سكة السلامة» كما يقولون في مصر، وفيما يبدو فإن عقلاء مصر خرجوا في إجازة قهرية مفتوحة، فلم يعد ثمة أي دور لهؤلاء في تجسير الهوة بين أطراف الحرب الأهلية الباردة، التي يجتهد كل طرف أن تبقى متأججة لتحقيق «مصلحته» وتقوية وجهة نظره، وإنزالها على الأرض، وكما يبدو فلا الانقلابيين ولا من يعارضهم يستطيع اليوم حسم المشهد، بل ربما جاء قرار إضفاء صفة «الإرهاب» على تنظيم دولي وتاريخي كالإخوان المسلمين، ليخرج الحكام الجدد من اللعبة بشكل كامل، ذلك أن إخراج الإخوان من إطار «الشرعية» يُخرج بشكل آلي من أخرجهم إلى المصير ذاته، لأسباب كثيرة أهمها أن تنظيم الإخوان المسلمين أكبر من الدولة حتى ولو كانت بحجم مصر، ليس لأن التنظيم يستعصي على التفكيك فحسب، بل لأن الإخوان ليسوا تنظيما أصلا بالمعنى الحرفي، بل هم «فكرة» أو مدرسة فكرية تنتظم تحتها مجموعات غير قابلة للحصر، موزعة على أركان الدنيا الأربعة، ناهيك عن الأفراد الذين لا علاقة لهم بالإخوان، لكنهم يؤمنون بفكرهم، الذي هو الفكر الإسلامي الوسطي السني، الذي يجمع تحت عباءته ملايين البشر، لهذا كله تغدو فكرة اعتبار الإخوان تنظيما إرهابيا في منتهى الغباء والصفاقة، والذين يصفقون لقرار من هذا النوع، لا يعلمون أنهم يصفقون لإلغاء أنفسهم، فأنت حين تنفي الآخر، تتخذ قرارا فوريا بنفي نفسك، فما بالك إذا كان هذا الآخر هو الإطار الضخم الذي ينضوي تحت عباءته الملايين، سواء ممن يعملون معه كأعضاء أو ممن يؤمنون بفكرته؟
السيناريو المرجح الآن في مصر، إما انقلاب ثان يقوم به ما بقي من الجيش المصري الذي نأى بنفسه عن الاحداث الدامية، وإما حل ما يفرض من الخارج، تحت مظلة دولية أممية، وبغير هذا ستدخل مصر نفقا أشد وأنكى من عشرية الجزائر السوداء، التي لم تشفَ من جرحها حتى الآن!(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
30-12-2013 09:31 AM

من اجمل ما قرأت

2) تعليق بواسطة :
30-12-2013 11:28 AM

احسنت انت عملاق

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012