أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


صناعة الإرهاب في الأردن

بقلم : فهد الخيطان
11-05-2014 12:46 AM
لم يعد تنظيم القاعدة ومشتقاته من المجموعات الإرهابية، مجرد جماعات صغيرة مسلحة ومعزولة في العالم العربي، إنما سلطة تحكم في عديد المناطق.
في العراق يثبّت التنظيم أقدامه في المناطق الغربية، ويتوسع في الوسط والشمال. وفي سورية أصبح دولة بالفعل تحكم الرقة وماحولها ويتمدد في الجنوب والغرب، ويحكم قبضته على مناطق ريفية واسعة. في اليمن يمسك تنظيم القاعدة ببعض الولايات، ويضرب في العاصمة صنعاء متى شاء. وكل محاولات اجتثاثه تبوء بالفشل. وفي لبنان يتصاعد نفوذ المتطرفين على نحو ملحوظ.
أما في مصر فماتزال المجموعات المتطرفة نشيطة وقوية في سيناء، رغم الحملات العسكرية المكثفة، وطال نفوذها محافظات أخرى في عمق مصر، ناهيك عن المجموعات العسكرية التي تنفذ عمليات قاتلة في قلب المدن الكبرى.
في دول مثل ليبيا، تتقاسم الجماعات المتشددة والمحسوبة على تنظيم القاعدة السلطة مع القبائل وقوات الحكومة الضعيفة في أكثر من اقليم، وقريبا ستصبح بقوة 'داعش' في سورية والعراق. وحضور 'القاعدة' ملحوظ في الجزائر وموريتانيا والصومال.
في حالات نادرة نجحت دول عربية في احتواء نفوذ المتطرفين، وربما تكون تونس المثال الوحيد، حيث تمكنت القوى السياسية والاجتماعية هناك من عزل المجموعات المسلحة، وتحويلها إلى مجرد عصابات تطاردها قوى الأمن في الجبال والمناطق البعيدة عن المدن.
لم يكن العالم العربي يواجه خطر التطرف كما حاله اليوم. ولم يكن تنظيم القاعدة يحلم أن يكون بهذا الحضور والنفوذ كما هو اليوم. والدول التي لم يفرّخ فيها التطرف تنظيمات مسلحة، ليست بمنأى عن الخطر، فماهي إلا مسألة وقت، حتى تنتقل المجموعات المتطرفة من طور العمل السلمي 'الجهادي' إلى مرحلة العمل المسلح، مدفوعة بنجاحات شقيقاتها في أكثر من مكان، ومعتمدة على خبرة الآلاف من عناصرها الذين يتنقلون بين ساحات 'الجهاد'.
الأردن في صدارة هذه الدول، والأدلة لاتخطئها العين؛ موقعه الجغرافي وسط دول مضطربة تنشط فيها التنظيمات الإرهابية، وانخراط المئات وربما الآلاف من الأردنيين في هذه التنظيمات، وتبوؤهم مواقع قيادية.الحضور القوي للمجموعات السلفية الجهادية في المجتمع، واتساع دائرة نفوذها؛ فهي لم تعد بؤرا معزولة، بل جماعات محصنة: تجند وتنظم، وتكسب المزيد من المؤيدين كل يوم دون رادع. بؤر التطرف في الأردن اليوم أكبر وأوسع من بؤر الفقر التي وضعت الحكومات الخطط والبرامج التنموية لاحتوائها وتلقيص مساحاتها، بينما لا تبذل أي جهد يذكر للسيطرة على مناخات التطرف وكبحها، لا بل إننا في وبعض الأحيان نشهد تواطؤا وتسامحا مع ثقافته وفكره وشخوصه.
إن نظرة معمقة للمشهد الداخلي الأردني، تظهر جانبا مخيفا من الصورة، يتمثل في ميل عام نحو التطرف واستعداد غير مسبوق من مجاميع اجتماعية للقبول بخطاب 'القاعدة' وفتاواها، يقابله غياب شبه كلي لخطاب الدولة ومشروعها.
الدولة ما تزال تعتمد على المقاربة الأمنية للجم الجماعات المتطرفة. هذه المقاربة على أهميتها لم تسعف بلدانا عربية تملك أجهزة أمنية لا تقل احترافا عن أجهزتنا.
الإشكالية الجوهرية في سلوك الدولة حيال هذه المخاطر أنها تركز جهودها على صد أخطار الإرهاب والإرهابيين القادم من الخارج، وتتجاهل أن التطرف صار صناعة أردنية بامتياز في الداخل.
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
11-05-2014 07:59 AM

العصابات العلمانيه الارهابيه ذات التاريخ الخياني الطويل والهزائم لاتنفك عن ترديد اقوال اسيادهم اليهود الذين صنعوهم لتضليل الناس
التيار اليساري العميل له ادوار جليله على مر التاريخ الحديث في خدمة اسرائيل ومحاربة الاسلام .

نقول لهذه الاقزام الظلاميه انتظرونا قريبا ايها الجواسيس وان دجلكم لم يعد ينطلي على احد مهما تفاصحتم وكتبتم . ولن يحموكم اسيادكم . المسأله مسألة وقت لاجتثاثكم ايها العملاء .

2) تعليق بواسطة :
11-05-2014 08:38 AM

لا يصنع الإرهاب في الأردن إلا الظلم، والتهميش، وغياب العدالة والمساواة، ولا مبالاة أولي الأمر، وعمالتهم للخارج، وعدم التفاتهم لمصلحة الشعب!

3) تعليق بواسطة :
11-05-2014 08:42 AM

يا فهد يا فهد يا رجل الاردن لا يصنع شيى .فرجيني اشي صنعته الاردن ؟الاردن تجيه القطع والمواد من الخارج وهو يقوم بتركيبها .القاعده واخواتها صارات بدايه في دول بعيده عن الاردن لكن الاردن ولارضاء بعض دول عربوا سمح لجماعات من عندنا للالتحاق بالقاعده .في سوريا تطور الموقف وسمح لاعداد اكبر بالمشاركه .في موقعة الزرقاء ومع الربيع العربي اثبتوا ان الامن لدينا مهزوز مقارنه بهم فلقد اعملوا السيوف والهري برجال الامن .مع ما ذكرت لن نصل الى مرحلة الارهاب بالاردن هذا اذا احسنت حكومتنا التدبير والاداره رغم ان البذور متوفره والارض خصبه ولا ينقص شيى ؟

4) تعليق بواسطة :
11-05-2014 09:05 AM

على ما يبدو انه هناك مخطط من اولي الامر لخلق التطرف في الاردن مع انه غير موجود. الكاتب جزء من هذا المخطط الذي هو بداية حرب لانظمة العربية ضد الاسلام علنا تحت ذريعة محاربة الارهاب!

5) تعليق بواسطة :
11-05-2014 11:58 AM

ما قاله رقم (2) عين تربيع هو الصحيح ،غياب العدالة وسوء الادارة هما سبب ظهور الارهاب ونموه .

6) تعليق بواسطة :
11-05-2014 08:39 PM

كل ما يجري مخطط له من امريكا واسرائيل وماشي حسب المخطط لعمل شرق اوسط جديد كما اعلن بوش الابن

7) تعليق بواسطة :
12-05-2014 12:10 AM

الإرهاب في الأردن لا يُطلق عليه وصف صناعة، بل هو للأسف نتيجة حتميّة ومن مخلّفات صناعة الأشباح ورجال بلا أعمال...، والذين جعلوا من الأردنّ وطناً مسنّاً يئنّ في قفص...! إنّهم هم الإرهاب بعينه...!


وشكري وتقديري...، والسّلام.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012