أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


«ينبضون» وطنية

بقلم : احمد حسن الزعبي
13-05-2014 12:14 AM
في تلك اللحظة لم يكن معنياً بالإعلام ولا بـ»مانشيتات» الصحف ولا بكاميرات المواقع ولا بالتكريم ولا بالهدية «الدرع» ولا بالتغطيات الخاصة ، في تلك اللحظة كان يفكّر بالدخان المتصاعد من الطابق الحادي عشر كيف له أن يخمده قبل أن يبدأ بحصاد الأرواح والممتلكات..
أحمد محمد رمضان من مرتبات السير المركزية ، يذهب كل صباح الى عمله دون ان يحس به أحد، الكثيرون ينزلون هواتفهم الخلوية عندما يرونه في واجبه خوفاً من دفتر مخالفاته ،لكنهم بالتأكيد لا يحفظون ملامحه أو يلقون عليه التحية أو يهدوه ابتسامة عابرة ، وهو بدوره لا ينتظر شيئاً مما سبق الا ان يرضى الله عليه ثم الوطن في إخلاصه في عمله..الشرطي أحمد رمضان شاهد حريق قبل يومين يتصاعد من مبنى مكون من 15 طابقاً ، فترك مكانه و هرع الى داخل المبنى وانزل قواطع الكهرباء قبل ان تصل النار للكوابل وتحل كارثة بالبرج كاملاً لا سمح الله ..بالتأكيد أحمد رمضان ليس الوحيد الذي يخاف على كل نافذة زجاج في الوطن كما لو كانت ملكه..فقبل شهور وتحديداً في شهر تشرين ثاني الماضي قام الشرطي أيهم فخري حسين من ادارة السير بخلع بسطاره وجواربه ونزل الى الشارع حافي القدمين ليفتح مناهل الأمانة المغلقة في ظل غياب المعنيين..وأيهم مثل أحمد ايضاَ لم يكن ينتظر مانشيتات الصحف ولا كاميرات المواقع ولا التكريم المتواضع ولكنه كان يعتبر كل جزء في هذا البلد ملكه وعليه يقاتل..وفي تشرين ثاني 2011 توفي العريف علي المقدادي وأصيب زميله العريف خالد الخلايلة بحروق خلال تعامل كوادر الدفاع المدني مع حريق شب في المرافق الخدماتية ومطعم وبار تابع لفندق في منطقة الرابية وغيرهم العشرات.
سؤالي ، ترى لم يغيب مثل هؤلاء النشامى عن التكريم .. من أولى منهم بذلك وقد بذلوا أرواحهم في سبيل وطنهم وإخوانهم دون استعراض او منّة..لم لا يستحدث لهم تكريم «مجزٍ» خاص بهم ووسام للرجولة او «الفروسية» يحفّزهم على حب الوطن ويشكرهم على التفاني العظيم ..فكلمة «عشت» وحدها لا تطعم خبزاً ولا تكسو ولداً...
ليس النشمي من يلوّح بــ»شماغه» بعد انتهاء مباراة ريال مدريد وبرشلونة..وانما النشمي من يصافح الموت بشجاعة مانحاً غيره فرصة الحياة...
أحمد وأيهم وعلي وخالد وإبراهيم وغيرهم نشامى حقيقيون يستحقّون انحناءة صادقة ليس على شجاعتهم وحسب بل لأنهم ما زالوا ينبضون «وطنية»..
(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
13-05-2014 11:52 AM

نعم هؤلاء الرجال يستحقون الاحترام والتكريم وبهم يسمو الوطن .....تاكد ايها الكاتب الحبيب لاهلة ووطنة لن يكرمة احد لانهم مشغولين بالكذب والحداع والتدليس اما نحن الاردنيين المواطنين فهم في قلوبنا وعيوننا

2) تعليق بواسطة :
13-05-2014 01:17 PM

يا زعبي حياك الله لانك طرحت دروسا عن اناس منسين وجهودهم ضائعه وغير مقدره .امثال هولاء الرجال المئات ان لم اقل الالوف ضاعوا بين الارجل كانوا جنودنا مجهولين منهم من استشهد ومنهم من جرح او اصابته عاهه ومنهم من بقي لكنهم يحملون الرقم صفر يساري لا قيمة له في وطن يقدس الفساد ويعمده ويشيع النهب والسرقه والواسطه ووضع الاغبياء مكان الاتقياء .هولاء الابطال الذين ذكرت هم اساس الوطن ورفعته وعلو شانه وسلامتك .

3) تعليق بواسطة :
13-05-2014 03:11 PM

سلمت يداك وسلم قلبك وعقلك يااستاذ احمد

4) تعليق بواسطة :
13-05-2014 05:57 PM

هذا النوع من الوطنيه ليس مطلوبا في هذا البلد و بالاحرى ليس مرغوبا به. و من يملكه ربما يتعرض للملاحقه...

5) تعليق بواسطة :
13-05-2014 06:08 PM

الى مثل هؤلاء النشامى نحني رؤوستا اجلالا واحتراما ، كل واحد من هؤلاء يعتبر الثروة الحقيقية للوطن ، كل واحد من هؤلاء مبعث اعتزاز ومنارة عز وفخر ، عندما نكتشف ان هذه النوعية من الرجال يزداد ايماننا بان الوطن بخير ولاموطن لليأس في نفوستا .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012