أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


"شعرة معاوية": عمّان ودمشق!

بقلم : د.محمد ابو رمان
28-05-2014 12:23 AM
لم يصل الموقف الأردني إلى طرد السفير السوري بهجت سليمان، من عمّان، وإبلاغ الحكومة السورية بأنّه 'شخص غير مرغوب فيه'، إلاّ بعدما 'طفح الكيل' من تصرفاته، وتجاوزه للأعراف الدبلوماسية والسياسية، فضلاً عن اجتماعاته ولقاءاته المريبة مع المؤيدين للنظام السوري في عمّان، وعدم استجابته للإنذارات والتحذيرات المتكرّرة من وزير الخارجية، بل واستهزائه بها أكثر من مرّة!
القرار الأردني لا يتجاوز، في اللحظة الراهنة، حدود الاستياء من السفير شخصياً، ولا يحمل 'نوايا' جديدة في الموقف من سورية، كما ذهبت تحليلات متعددة بالغت في ربط التصريحات والتطورات المختلفة؛ بل كان مطبخ القرار حريصاً منذ بداية الثورة السورية على الإبقاء على شعرة معاوية مع دمشق، بالرغم من المسافة الشاسعة بشأن الرهانات بين الطرفين، وبالرغم من استفزاز السفير السوري المستمر.
بالتأكيد، الأردن ليس مثل حكومة نوري المالكي ولا
حزب الله ولا إيران. لكنّه، في الوقت نفسه، لم يكن تركيا أردوغان. فهو ليس مع النظام السوري سياسياً ودبلوماسياً، لكنّه في الوقت ذاته لم يفتح أبواب جهنّم عليه عسكرياً.
خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وبالرغم من كل الضغوط الدولية والإقليمية، وحتى المحلية، حرص مطبخ القرار الأردني على عدم قطع 'شعرة معاوية' مع النظام السوري، في ذروة الضغوط العربية والغربية؛ ولم تُفتح الجبهة الجنوبية على سورية، كما وقع في الشمالية، ولو حدث ذلك لما طال عمر النظام في دمشق إلى هذه اللحظة، أو لو سمح بإدخال الأسلحة النوعية من مضادات دبابات ودروع لتغيرت وقائع المعركة ومعطياتها.
إذا كان الأمر كذلك، فما هي القطرة التي أفاضت الكأس، ودفعت الحكومة إلى اتخاذ قرار طرد السفير؟
وفقاً لما يتسرّب من أخبار ومعطيات، فمن الواضح أنّ الأمور مرتبطة بدور السفير سليمان. وربما لاحظ كثيرٌ من المراقبين (قبل يوم من طرد السفير) ما حدث بعد سلامه على الملك في حفل الاستقبال؛ إذ تمّ استدعاء وزير الخارجية ناصر جودة، بعدما كان قد غادر موقع الاحتفال، ما فسّرته التسريبات بوجود تقارير ومعلومات مزعجة عن اجتماعات السفير الأخيرة، أدت إلى غضب 'المرجعيات العليا'، ثم اتخاذ القرار.
لم يلغ الأردن الانتخابات السورية الرئاسية، بالرغم من عدم شرعيتها، في السفارة هنا، بالرغم مما يحمله ذلك من موقف لا يرضي حلفاء المملكة، كما لم يقطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري، بل طالب وزير الخارجية بتسمية سفير جديد 'يراعي الأعراف الدبلوماسية'. إلاّ أنّ التصعيد والاتهام جاء عبر أبواق النظام السوري في دمشق وعمان، وقد استمعت أمس لشريف شحادة، النائب في مجلس الشعب السوري وهو يتحدث على الـ'بي. بي. سي' صباحاً عن الأردن بقوله 'ذلك الكيان الذي نعرف لماذا تم تأسيسه'!
من المبكّر القول إنّ الأردن قطع الشعرة مع نظام الأسد؛ فالمبالغة في تقدير هذه الخطوة وتداعياتها وأبعادها ليس صحيحاً. لكن في الوقت نفسه فإنّها بالضرورة ستؤزّم العلاقة بين الطرفين، في هذه اللحظة التاريخية التي يتوهّم فيها النظام السوري أنّ تحقيقه لتقدم على أرض الواقع وإجراء انتخابات رئاسية يعني خطّاً فاصلاً في الأزمة السورية!
الموقف الرسمي الأردني مبني على قناعة بأنّ الحل العسكري غير ممكن في الأزمة السورية، وأنّ الحل الوحيد هو السياسي، وهو الذي أصبح متعذّراً مع إصرار الأسد على الاستمرار في الحكم. ما يعني أنّ صانع القرار هنا يرسم ملامح العلاقة مع سورية في المرحلة المقبلة على قاعدة استمرار الأزمة وتطوّرها، مع ضرورة التعامل مع الأطراف المختلفة فيها، بما يتناسب مع المصالح الوطنية والأمنية الأردنية.(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
28-05-2014 04:35 AM

محمد ابو رمان من ذات جوقة الفورة السورية - مثير الفتن --- قرابتي محمد لست انت ولا اي احد يقرر ان الأنتخابات شرعية او غير شرعية --- انت شخص مربوط بمحطة المخابرات الأمريكية بعمان ومعك وزير اعلام عبدالله النسور المحترم --- استمر على تباشيرك بقرب سقوط النظام السوري كيفما تشاء والعبرة يا روح قلبي بالنتائج

2) تعليق بواسطة :
28-05-2014 01:32 PM

نعم يا زرقاء اليمامه، فليجب هذا عن قولك وتعليقك على الموقف إن كان عنده غير الذي ورد في تعليقك.
جاوب يا محمد أبو الرمان ويا مومني يا وزير الإعلام؟.
نقتبس من قول النائب السوري ومن مقالتك يا ابو رمان يا فهمان:"النائب في مجلس الشعب السوري وهو يتحدث على الـ'بي. بي. سي' صباحاً عن الأردن بقوله 'ذلك الكيان الذي نعرف لماذا تم تأسيسه'-انتهى الإقتباس....إذا هذا الكلام يا أبو رمان ويا مومني غير صحيح فما هو الصحيح في صحافكم وما هي الحقيقة في التاريخ المكتوب لأشكالكم؟.
إلى القامة الاردنية العملاقة في زمن الاقزام المهندسة شهناز ابو رمان -زرقاء اليمامة- بنت السلط الأبية تحية وانحنائة تقدير لأخت الرجال في زمن ربات الحجال ونقول للقراء المحترمين: "وشهد شاهد من أهله"!.

3) تعليق بواسطة :
28-05-2014 02:11 PM

الكاتب المحترم افتى بعدم شرعية الانتخابات السورية كما افتى القرضاوي بحرمة المشاركة في الانتخابات المصرية ، اما سوريا فهي تلعب مع الكبار والكباش الآن بين الكبار
والصغار لم يعد لهم مكان .

4) تعليق بواسطة :
28-05-2014 03:00 PM

بغض النظر عن الانظمه وارتباطاتها وتوجهاتها الا ان طرد هذا الشبيح والذي يعد من رموز النظام القمعي الامني النصيري جاء متأخرا فكان من واجب الحكومه اتخاذ هذا القرار منذ اعلن نظام الاجرام حربا شعواء على الشعب السوري الذي أُبتلي بهذه الزمره الطائفيه النتنه الكريهه منذ اكثر من اربعين عاما وما عانى من قهر وظلم وقمع واستعباد لدرجه امتهان الكرامه البشريه فطالما قاسى ابناء الشام من جور النظام الطائفي باعتقالات عشوائيه لدرجه عدم تمكن الاهل من معرفه مصير فلذات اكبادهم الذين شطبت اسماؤهم وباتوا يحملون ارقاما في اقبيه الاجهزه الامنيه البريه والجويه والبحريه والقرداحيه
شعره معاويه لن تقطع بين شعب عربي واحد رسم حدوده الاستعمار واعوانهم واما الانتخابات فهي قمه المهزله والمسخره لشعب يعيش حاله حرب وقتل وتهجير من مبلبشيات ابناء المتعه الصفويين الحاملين معهم صكوك غفران من وليهم السفيه الضال المضل .
ومن المؤكد ان تكون النتائج قد أُعدت وذلك بتفوق الرئيس الممانع المقاوم بنسب تماثل انتخابات صبي كوريا الشماليه المعتوه .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012