أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


المستشار والمُشير !!

بقلم : خيري منصور
09-06-2014 12:45 AM
للمرة الأولى في تاريخنا العربي المعاصر يسلم المستشار أمانة الرئاسة للمشير، في تداول سلمي للسلطة قد يدشن حقبة جديدة من فقه الحكم وأدبياته.

المستشار عدلي منصور ظفر بعد عدة أشهر من توليه المؤقت والانتقالي لمنصب الرئيس بما يشبه الإجماع من التقدير والاعتراف بالنزاهة والزهد وتغليب العام على الخاص والشخصي بحيث استحق ما يطلق عليه من ألقاب في بلاده ومنها القاضي العادل!

والمشير الذي أصبح الرئيس الثامن لمصر أعلن قبيل فوزه في الانتخابات عن رغبته في أن يبقى المستشار في دائرة القرار، لكن الرجل على ما يبدو حسم أمره ليعود إلى منصبه السابق كرئيس للمحكمة الدستورية أو إلى منزله.

ثنائية المستشار والمشير تستحق التأمل والتحليل بعيداً عن طقوس الاحتفاء والبروتوكول، فما تفاجأ به المصريون هو وجود رجل كعدلي منصور في الوسط القضائي، والحقيقة أن هناك في تاريخ مصر الحديث ما حجب الكثيرين من أمثال هذا الرجل، فمصر كما يقول أهلها ولاّدة، لكن النظم المشبعة بالبيروقراطية، وفزعة الاحتكار والاستحواذ تحجب كفاءات لا حصر لها، وما يصدق على مصر يصدق بدرجات متفاوتة على شقيقاتها العربيات.

لقد استوقفني نبأ عابر في نشرات الأخبار المثقلة بالدماء والأحداث الجسام وهو بسيط في ظاهره، عندما رفض أحد أبناء عدلي منصور أثناء عودته من السفر خارج مصر أن يدخل صالة كبار الزوار، فالابن كما قيل دائماً هو سر أبيه.

دمعت عينا هذا الرجل وهو يتحدث عن الدم الذي نزف من خاصرة بلاده فتجاوب معه الناس بدموع أخرى لأن الشعوب مهما عانت من التنكيل والتجهيل والتهميش تحتفظ بفطرتها السلمية والنظيفة وتستطيع أن تحزر الفارق بين دموع التواكل ودموع التماسيح.

وإذا صح أن الخروج من الحمامات ليس كالدخول إليها فمن باب أولى أن نقول أن الخروج من حمامات الدم ليس كالدخول إليها، لهذا فالعالم العربي قد يصبح الوطن العربي بعد أن فككوا هويته تارة تحت عنوان الشرق الأوسط وتارة أخرى تحت عنوان العالم الثالث.

بالتأكيد لن تذهب تلك الدماء سدى ولم يكن المطر في غربال، لكن القماشة البيضاء التي بين أيدينا كالورقة العذراء تصلح كفناً أو راية استسلام أو ثوب زفاف!!!
(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
09-06-2014 02:06 AM

هل تقول الحقيقة ام حديثك جاء على سخرية المشهد اذا كان حقيقة قبح الله مقالك .

2) تعليق بواسطة :
09-06-2014 03:01 AM

انقلاااب

3) تعليق بواسطة :
09-06-2014 08:52 AM

ياعيني عزل مرسي و عين عدلي ثم جاء هو والله اعلم من سياتي

4) تعليق بواسطة :
09-06-2014 09:41 AM

شو الغريب انه ابن الرئيس المؤقت او الدايم او زوجته لا يدخلوا قاعة كبار الزوار ملك السويد يجلس مع الجمهور مشجعاً في مباراة كرة يد مش قدم عندنا ابن الرئيس ضحك اكل شرب نام. ابن الزهار شهيد ابن اسماعيل هنية معلم عادي ابن مرسي ياعونة الله هو بس ابن ةعدلي منصور يا استاذ منصور ؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012