أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


سايكس بيكو2

بقلم : جمانة غنيمات
26-06-2014 12:11 AM
لم يكن جو بايدن (نائب الرئيس الأميركي الحالي) في عام 2006 يقرأ من فنجان قهوة العجائز. كان مطلعا بعمق على كل تفاصيل المنطقة، ولاسيما الملف العراقي عندما كان عضوا في مجلس الشيوخ عن ولاية ديلاوير الأميركية.
ففي تلك المرحلة اقترح بايدن تقسيم العراق إلى ثلاث مناطق ذات استقلال شبه ذاتي للشيعة والسنة والأكراد، محذراً من أن العراق سيدخل في دوامة صراع طائفي يمكن أن يزعزع استقرار المنطقة بأسرها، إذا لم يُنفّذ المخطط التقسيمي، وهو ما يتفق مع ما كشفت عنه مجلة التايم الأميركية، في العدد الذي سيصدر نهاية الشهر الحالي.
اليوم تبدو مقترحات بايدن أقرب إلى الدقة والتنفيذ منها في أي وقت مضى. بعيدا عن نظرية المؤامرة التي نفسر من خلالها، ونحن مغمضو العينين، كل ما يدور حولنا، ما يجعلنا نفكر بالأشياء بعقل بارد!.
فخطوط الدم المذهبية والعرقية أضحت أكثر وضوحا، والشرق الأوسط الذي نعرفه لم يعد موجودا، سيما أن العديد من السياسيين يؤكدون أن العراق الذي كان قبل نحو شهر لم يعد موجودا الآن، فيما يؤكد العديد من الاستراتيجيين أن التغيير في المنطقة كان يبدأ من العراق، ففيه أسست أول دولة عربية في العصر الحديث، وفيه جرى أول انقلاب عسكري في الدول العربية، بقيادة الجنرال بكر صدقي وإن لم يحالفه النجاح، بمعنى ان العراق كان باروميتر وبوصلة المنطقة دائما!
ربما نكون أمام سايكس بيكو 2 بالفعل، فسقوط بغداد عام 2003 كان مدويا، والسودان دخل لعبة التقسيم قبل سنوات معدودة مرغما، ودون أن يلفت حتى انتباه العالم العربي الذي كان مشغولا بتفاصيله، فيما شبه الدولة التي خلفها نظام القذافي في ليبيا تتفكك، وهاهي تعود إلى عصر القبيلة، واليمن غير السعيد ليس أحسن حالا فالانقسام يوشك أن يصبح واقعا.
في مصر، الحال ليس بخير. صحيح ان التقسيم لا يبدو بالوارد اليوم، لكن لحظة المواجهة المنتظرة ولو بعد حين، ربما تدفع الأقباط وعددهم يفوق 8 ملايين نسمة للنأي بأنفسهم عن المواجهة بين نظام العسكر والإخوان والجماعات المتطرفة المغروسة في مناطقها المختلفة.
العراق يتجه أيضا إلى التقسيم وفق الحدود الطائفية والعرقية إلى ثلاث دول، والأكراد يجدون هذه اللحظة تاريخية ومواتية لتعزيز استقلالهم عن الدولة العراقية تمهيدا لإعلان الدولة الكردستانية (جمهورية مهاباد) التي حلم بها الملا مصطفى البرزاني ويبدو أن الابن مسعود برزاني سيعزز فكرتها على أرض الواقع.
أما سورية، فهي ذاهبة كذلك إلى التقسيم بناء على الخطوط الطائفية والعرقية، إلى ثلاث او أربع دول، وقد أدركت الجماعات الاسلامية المقاتلة فيها ضد النظام أن دمشق لن تسقط بأيديهم ما لم يقطعوا خطوط الإمداد التسليحية والمذهبية عن دمشق الآتية من بغداد تحديدا والمدعومة من طهران، الأمر الذي يجعل بغداد نصب أعين المسلحين وهدفهم المقبل خلال الفترة المقبلة، سيما بعد مؤشرات انضواء جبهة النصرة، أو فصائل منها، تحت لواء 'داعش' ومبايعتهم لها، فيما يطمح أكراد سورية الذين يرغبون فى الاستقلال عن دمشق إلى الاندماج مع أكراد العراق.
هذا ما نلمسه وندركه اليوم من بوادر انقسامية، ولا نعرف ما يخبئ المستقبل لباقي الدول العربية، لكن ربما تكون النتيجة تقطيع أوصال العالم العربي مجددا إلى دويلات منها الكردية والعلوية والدرزية ومناطق للمسيحيين والولايات الشيعية على اختلاف طوائفهم.
لا توجد دولة في المنطقة بمنأى عن موجة التغيير التي تجتاح العالم العربي. فالتركيبة الديمغرافية والاثنية والطائفية والمذهبية والعرقية أو الجهوية بيئة حاضنة له، في ظل دولة وطنية لم تتشكل هويتها بشكل صلب، وبقية رخوة بفعل عاملي الفساد والاستبداد، ناهيك عن الظروف الاقتصادية القاهرة التي تخلق حنقا شعبيا تجاه السلطات، يوجه لخدمة مثل هذا السيناريو الخطير.
الشرق الأوسط الجديد القائم على الفوضى الخلاقة مشروع أميركي قديم، وسؤال المليون اليوم: هل اقترب هذا المشروع من أن يصبح حقيقة بعد كل الفوضى غير الخلاقة من وجهة نظرنا كعرب على الأقل؟.
وهل نعيد قراءة وثيقة مؤتمر كامبل بنرمان، الذي انعقد في لندن عام 1905؟!
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
26-06-2014 12:31 AM

بمقالك هذا اختصرت مستقبل العرب النائمون لمئة عام
الا يتقون بمستقبل ابنائهم

2) تعليق بواسطة :
26-06-2014 09:54 AM

التركيبه الديمغرافيه التي تكلمتي عنها موجوده في
الهند..ايران..تركيا..الصين..روسيا..باكستان..و غيرها واكثر بكثير مما هي بالوطن العربي فلماذا المشاكل عندنا اكثر..؟؟؟؟!!!!!!

3) تعليق بواسطة :
26-06-2014 01:04 PM

أستغرب من الإشارة لموضوع العراق ب جو بايدن و كأن ما حدث في العراق هو نتئج كلام أو توقعات جو بايدن ..
الأستاذة الكتنبة .. لو تتبعتي أخبار العراق منذ بداية السبعينات و ربطيها معا لعرفتي التالي
1- بدأ التخطيط بضرب العراق منذ توقيع إتفاقية الجزائر بين إيران الشاه و العراق صدام "نائب الرئيس"
2- خلع الشاه بسبب بضعة تظاهرات ، لدرجة أن أمريكا رفضت منحة تأشيرة دخول لأراضيها
3- جلب الخميني من فرنسا و تنصيبه في إيران و جعله الآمر الناهي .. و من أول خطاب له هدد العراق و دول الخليج بتصدير الثورة
4- إيران إعتدت على العراق 257 إعتداء "سجلات مجلي الأمن" و بعدها و بسببها تم إستدرج العراق ل حرب ال 8 سنوات
5- في الأثناء حورب العراق بحصار ابتدأ من وقف ضخ النفط العراقي عبر سوريا .. و تمت سرقة نفطه و بيع نفطه بأقل من الأسعار المعلنة لضرب إقتصاده
6- حشدت أمريكا و بريطانيا 30 دولة لإخراج العراق من الكويت
7- منذ مجيء الخميني لإيران بدأ التجييش للإطاحة ب صدام و ضرب العراق .. دعم الخمينبي حزب الدعوة و المجلس الأعلى و أشأت معارضة عراقية و هيأت سوريا أرضية لتستوعب المعارضة و سهلت لهم التنقل و الإتصالات و التحضيرات و بمساعدة مباشرة من الأكراد و بتنسيق إستخباراتي أمريكي بريطاني و لا ننسى مؤتمر أربيل و مؤتمر لندن
8- مع مجيء بوش الإبن استعرت حملة التجييش ضد العراق و بدأت التهيئة لضرب العراق و تدميره بنشر التلفيقات و الأكائيب .. دعم القاعدة .. الأسلحة الكيماوية و أسلحة الدمار الشامل
9- أقدمت أمريكا و بريطانيا على إحتلال العراق و تدميره في 2003
10- أول عمل قامت به أمريكا هو .. حل الجيش العراقي
11- سنت دستور جديد للعراق يمهد للطائفية و التقسيم
12- سلمت أمريكا العارق على ذهب من فضة لإيران عبر أزلام إيران .. الجعفري و المالكي

4) تعليق بواسطة :
26-06-2014 03:52 PM

حسب اعتقاد الاستاذ زكريا 1 المحترم لماذا لم تقسم امريكا العراق الى ثلاثة اقسام شيعة في الجنوب وسنه في الوسط واكراد في الشمال قبل خروجها !! في وقتها من كان يستطيع مقاومتها او الوقوف بطريقها او بطريق بريطانيا التي كانت تتحكم بجنوب العراق، لا قيادات ولا جيش ولا جبهات منظمه ولا جامعة عربيه او هيئة امم حتى . ما سر تركها وتسليمه لحكم طائفي مناصر لايران ؟؟ واين السر في دعم مخططات التقسيم حاليا ؟؟ .

5) تعليق بواسطة :
26-06-2014 05:37 PM

لا سعادة جو بايدن .
لا الاستاذ كيري .
ولا العم اوباما .
عندهم اجابة مقنعة لاسئلتك ، لان الموضوع خاضع للاحداث وتطوراتهاوفشل الانظمة وليس لمخططات فلكيه خبصونا بها المحللين العباقره .

6) تعليق بواسطة :
26-06-2014 07:34 PM

أستاذي .. أشكر مرورك .. أمريكا هيأت الظروف .. لإستقطاب من يدعم مشروعها .. و كما قال الأستاذ صاحب التعليق 6 الموضوع خاضع للأحداث

7) تعليق بواسطة :
26-06-2014 09:32 PM

اللغه السياسيه المستخدمه في وصف الاحداث والصراعات وتحليلها والتنبؤ بنتائجها وبناء فرضيات على اساسها
هي لغة مضلله وجدت لتعميق الجهل
لدى من يظن نفسه انه يفه شيئا
بدليل اننا نتحدث بلغتهم عشرات السنين ولم نخرج بشئ والامور تزداد تعقيدا ومؤمراتهم تمر بسهوله وتفاجئنا دوما . وكل الذي تحدثنا به وحللناه واقتتلنا من اجله وانفقنا الاموال والاوقات اصبح خلف ظهورنا لايساوي شئ ولم نجني منه غير مزيد من المؤامرات والحروب والدمار والتخلف .
كما ان هذه اللغه التي طورها اليهود والصليبيين وجبهة الكفر العالمي وتلقفها العلمانيون المنافقين واحزابهم تمزقنا وتعمق انقساماتنا وتشعل الفتن والحروب بيننا ...

ان الذي تقوم به جبهة الكفر العالمي بكل فروعها المحليه والعالميه هو محاربة الاسلام وهي حرب دينيه اصلا
وكل مؤامرتهم الحاليه والقديمه والتي تسمونها سايكس بيكو وو....

هي مؤامرات وحروب لمحو نتائج الفتح الاسلامي واعادت المنطقه الى ما كانت عليه قبل الفتح الاسلامي اقليات وكنتونات وعرقيات اثنيه ولغات مختلفه متضاربه وعادات وتفاليد وثقافات قابله للتصادم والحروب في اي لحظه .

لابد من وضع النقاط على الحروف واستعمال اللغه الاسلاميه في تسمية ووصف المؤامرات التي يتقزز منها المنافقون
ويصفونها بالتخلف وو....
لفرط حقدهم وجهلهم .

متى استعملنا لغتنا وهو دليل قوة نكون قد وضعنا اول خطوة على طريق الانتصار . ودحر حبهة الكفر العالمي الممثله باليهود والصليبيين والمنافقين وعموم الكفره .

8) تعليق بواسطة :
26-06-2014 09:33 PM

اشكر الاعزاء زكريا 1 وصاحب تعليق رقم 5 على تلطفهم بالمشاركه والرد ، لكن لما ورد بمفال الكاتبه القديره من تساءل باخر سطر بالمقال "هل نعيد قراءة وثيقة مؤتمر كامبل بنرمان، الذي انعقد في لندن عام 1905؟!" فلو عدنا فعلا لها لوجدنا ان تلك الدول المجتمعة قد نفذت توصيات المؤتمر بالكامل والتي تعتبر بمثابة مخططات !! اهمها مثلا إبقاء شعوب المنطقة مفككة جاهلة متأخرة،
تطبيق التقسيم حسب سايكس بيكو وتكوين دولة اسرائيل في فلسطين ..الخ
اذا المخططات كانت تعد مسبقا ثم تنفذ ولم تقف الاحداث او تهيأت الظروف او فشل الانظمة او نجاحها في عرقلة مخططاتهم !! ارجوا ان تسنح لنا الفرصة في المستقبل ان نكمل نقاشنا هذا ، ودمتم

9) تعليق بواسطة :
26-06-2014 10:25 PM

( اوفو كيسنجر حقه !!! )

* لماذا اهمل التحليل مشروع كيسنجر الاساس القائم على تقسيم الشرق الاوسط الى دويلات كنتونية متناحرة؟ حيث كان التطبيق الاول لهذه النظرية واخراجها حيز النفاذ بنجاح هو لبنان عام 1975، وبني على النظرية الكيسنجرية:

1 الشرق الاوسط الجديد ومطلقه بيريز اسرائيل.

2 الشرق الاوسط الكبير ومطلقته امريكا.

3 الفوضى الخلاقة ومطلقته رايس امريكا.

4 الهلال الشيعي ومطلقه... كثيرون.

اوفو كيسنجر حقه.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012