أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


حوار مع دبلوماسي غربي

بقلم : د. رحيّل غرايبة
15-08-2014 01:00 AM
زارني مجموعة من الدبلوماسيين الغربيين العاملين في سلك الخارجية الألمانية، والخارجية الفرنسية وبعض الدول الأوروبية الأخرى، وجرى حوار مطول حول مجموعة من القضايا المختلفة، التي تأخذ مساحات كبيرة من وسائل الإعلام العربي والغربي، تخص الإسلام والدولة المدنية، وحول الحركات الإسلامية المعتدلة والمتطرفة كما تم التطرق إلى ما يجري في العراق وسوريا ومصر ومختلف الأقطار العربية، وأخذت الأحداث الجارية في غزة قسطاً وافراً من الوقت.
كان الحديث سلساً ومعقولاً في مختلف القضايا المطروحة، ولكن الحوار فيما يتعلق بغزَّة كان ساخناً ويتسم بالحدة أحياناً، وأعتقد أن الحوار عندما يمس «إسرائيل» على وجه التحديد يتخذ مساراً مختلفاً مع الدبلوماسيين الغربيين، حيث أنهم يخرجون عن حدود المنطق ومعايير الحوار الموضوعي وتظهر بوضوح معالم عقلية مختلفة، وتصبح وجهاً لوجه أمام أدمغة مغسولة.
حاولت أن أتحدث عما جرى في غزة دون انفعال أو توتر، وبذلت جهدي أن أرسم الصورة الواقعية لقطاع غزة المحاصر منذ سنوات طويلة، حيث يتم إحكام الحصار بحراً وبراً وجواً، فلا يمسح لهم باستخدام الميناء البحري ولا المطار ولا الحدود البرية، فيضطرون لحفر الأنفاق من أجل الإبقاء على رمق الحياة والعيش البشري الذي لا تطيقه كل شعوب الأرض.
يقول الدبلوماسي الألماني إن هذه القضية يتم التعامل الإعلامي معها بشكل مختلف ومتباين إلى حد التناقض بين العالم العربي والعالم الغربي، فأنتم هنا تتأثرون بخطاب إعلامي تمثله محطة «الجزيرة» تحت عنوان «غزة تنتصر»، بينما تتأثر الشعوب الغربية بخطاب إعلامي مختلف، ولذلك أريد أن أسألك حول موقفك من الصواريخ التي تنطلق من غزة باتجاه الأراضي والمدن «الإسرائيلية»...
حاولت أن أشرح أن «إسرائيل هي التي بدأت الحرب واستغلت حادثة قتل المستوطنين الثلاثة الذين قتلوا في ظروف غامضة لم تعلن حماس مسؤوليتها ولا أي طرف فلسطيني عن ذلك الحدث، ومع ذلك «إسرائيل» شنت حرباً مدمِّرة دون تشكيل لجان تحقيق، وقبل ظهور النتائج الحقيقية، وتستعمل أسلحة مدمِّرة، وتقصف المنازل والمساجد والمستشفيات وسيارات الإسعاف، ومدارس الأطفال بما فيها مدارس الأنوروا، وقتلت ما يزيد على عشرة آلاف، ألا يحق للفلسطنيين أن يدافعوا عن أنفسهم؟
ولكن الدبلوماسي الألماني يقول: أعلم أن حجم التدمير كان كبيراً، وأعلم أن هناك عددا كبيرا من القتلى و المدنيين، وأن الإصابات «الإسرائيلية» لم تكن دقيقة، وربما ردة الفعل كان مبالغاً فيها، ولكن الإسرائيليين يقولون إنهم يحددون أهدافهم بدقة، وهم يستهدفون عناصر المقاومة، ويبحثون عن الصواريخ التي تروع الآمنين...؟
فقلت له : لماذا لا تنظر إلى ترويع المدنيين الفلسطينيين، ولماذا لا تلاحظ أن نسبة الأطفال الضحايا تتجاوز 30% وفق تقارير محايدة، ولماذا لا تسمع صوت مندوب الأمم المتحدة الذي يشهد بأن مدارس الأنوروا لم يكن فيها أسلحة ولا صواريخ، وهي مكتظة بالمدنيين الهاربين ومع ذلك تم قصفها
يقول الدبلوماسي: أعلم ذلك وسمعت كل هذه التقارير ولكنك لم تجب على سؤالي! سؤالي المحدد: ما موقفك من إطلاق صواريخ من غزة تستهدف مدنيين إسرائيليين؟
أيقنت تماماً أن الدبلوماسي الألماني يعلم تماماً أن هذه الصواريخ لم تقتل أحداً من الإسرائيليين، ويعلم أن القتلى الثلاث وستون المعترف بهم كلهم جنود وعسكريون، ولكنه لا يهتم إلّا بهذه الجزئية على وجه التحديد وهي امتلاك الفلسطنين القدرة على (إطلاق الصواريخ) تزعج الإسرائيلين، وهذا محل استنكار العالم الغربي كله، وفي الوقت نفسه ليس لديهم اهتمام بالقتلى من الجانب الفلسطيني والعربي بعموم، مهما بلغ العدد، ومهما كانت نسبة المدنيين، ومهما كان السبب.
نحن أمام حقيقة أن العالم الغربي عندما يستخدم المصطلحات فلها دلالة واحدة لديه؛ فالأمن هو أمن الإنسان الغربي، وحق الدفاع عن النفس هو حق محصور للإنسان الغربي، والعدل والديمقراطية هما حق للشعوب الغربية فقط، أما الشعوب الأخرى فهي كائنات أخرى لا تملك حق الحياة، ولا حق الأمن ولا حق الدفاع عن النفس، وليس لها المطالبة بالديمقراطية والعدالة، وموت (1000) واحد من العرب والشرق كله لا يساوي قتل إنسان واحد من الشعوب الغربية المتحضرة، وبالنسبة لإسرائيل فقد تعرضوا لغسيل ادمغة!!
(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
15-08-2014 02:41 AM

.
-- ليعذرني الدكتور رحيل سلفا على ما سأكتب .

-- يصعقني ان قيادات حركة دولية عريقة كالاخوان المسلمون غارقون في فهم ساذج لما يجري في العالم و جهل مروع بمعتقدات و ثقافات الغير و مرتكزات الحضارات الاخرى و آلية القرارات السياسية الدولية و خاصة الدول العظمى .

-- كم كان صادما ان تقبل الجماعة اصلا فخ حكم مصر بعد مبارك بطمأنة امريكا و هي التي لدغتها قبل ستون عاما من ذات الحجر بتمرير الإخوان لإنقلاب عبد الناصر الذي باركته امريكا و فتك بهم بعد ان استقر الحكم للجيش .

-- إحدى اهم مشاكل الإخوان أنهم يستظلون بالمظلة البريطانية و عينهم دوماعلى المظلة الامريكية ينتظرون منها اشارة فيقفزون تجاهها لتغدر بهم و يعودوا محبطين مثخنين بجروح التجربة للمظلة البريطانية .

-- و كادت حيلة فتح الله كولن رجل امريكا و السعودية ان تنطلي على الدكتور ارحيل و حتى اردوغان و تطيح بإخوان الاردن و تركيا بعدما نجحت في مصر .

-- أربأ بقيادي احترم كالدكتور إرحيل أن يكتب مقالا بالغ البساطة كهذا و خاصة الفقرة الأخيرة .

مكررا إعتذاري و طمعي بسعة صدر الدكتور و القيادي الإسلامي الاستاذ ارحيل الغرايبة .

.

2) تعليق بواسطة :
15-08-2014 05:28 AM

لاحظوا تكرار السؤال من السياسي الأجنبي للدكتور ما هو موقفك من الصواريخ الفلسطينية على الإسرائيليين !!
عند محاورة اي أجنبي مهما قمت بمحاولة تبرير القتل لأي ان كان فسوف تخسر النقاش وينظر إليك بأنك من مشجعي الإرهاب

3) تعليق بواسطة :
15-08-2014 08:13 AM

هذا كلام من يبيع ويشترى بدماء اطفال غزه ويتاجر به على طريقته الخاصه وفق مصلحته الخاصه وربما أمر آخر .

هذا العلماني المتأسلم لاخير فيما يقول أو يطرح اذ ان عورته العلمانيه وفهمه ومخالفته لثوابت شرعيه بانت للجميع . اذن لاخير فيه .
وهو لايحسن سوى ترتيب الكلام الهادئ والتنظير المشوب بمفردات اسلاميه .
ويسخر مايعلم من علوم الدين لوجهة نظر خاصه به ويتلاعب بالآخرين وهمه الظهور وانه موجود ومختلف على حساب وقت الامه وقضاياها الاستراتيجيه .
لايمكن لمن يقرأ لهذا الرجل ان يجد شيئا واحدا نافعا بل العكس كل مايكتبه يساعد على الضلال والتوهان . ويظن ان الدين فيه وجهة نظر وان النصوص الشرعيه الثابته تقبل الاخذ والرد والنقاش لذا فهو يحشر دائما وجهة نظره الخاصه الى مايكتب .
ساعه يتناول قضايا شرعيه ويفسرها كما يرى هو ويسمي رمضان ( ثقافه رمضانيه ) وساعه اخرى يسرد قصص وحكايات وساعه يتناول الاحداث من منطلق علماني ويداهن العلمانين ولايقف منهم موقف العالم المسلم المجاهد الذي لاتأخذه في الله لومة لائم . لذا يصعب تصديقه عندما يتحدث عن دماء ضحايا غزه والوفد الالماني المزعزم الذي زاره .
مثل هؤلاء لايؤمن لما يقولون ومن الواجب التحذير منهم لحين انقضاء هذه الفتره التي تمر بها امة الاسلام .
ومثله كثير من المتأسلمين الضارين بالامه .
ربما كان اشعريا او من المرجئه او اصحاب الفكر لكنه حتما ليس من العلماء الذين ينتهجون منهج السلف الصالح ويفسر الدين وفق منظوره الخاص .
مثل هؤلاء سينتهون عما قليل وتتوقف كتاباتهم الضاله .
أعده بذلك .

4) تعليق بواسطة :
15-08-2014 08:57 AM

هذه هي مصيبتنا، مصيبتنا بعقولنا، وبأهلنا، وليست المصيبة بالدبلوماسي الألماني أو الفرنسي، فهو دبلوماسي ويتكلم بما هو غير مقتنع به أبدا، الا إذا كان أصلا يهوديا، ولا يوجد ألماني ولا أوروبي ولا أمريكي يحب اسرائيل، كلها مصالح شخصية ووطنية وخايف على رزقه مثل حكايتنا، وأتذكر رئيس مجلس النواب الألماني الذي طرد من عمله قبل 20 عاما فقط لانتقاده اليهود.

مصيبتنا منا وفينا، ومصيبتنا يا غرايبه، انك تناقش الآخرين وكأنك تعترف باسرائيل، أي منطلقك في النقاش هو أنك معترف باسرائيل وربما أكثر من الألماني، وهذه هي المصيبة، وماذا تنتظر من الألماني أن يقول لك؟ ألم تلاحظ أنه خرج من نقاشك وهو لك مزدري ولأفكارك مستغرب؟

ذكرتني بمناضل فلسطيني منذ 1980 في عاصمة اوروبية كنا نناقش وندافع عن فلسطين وتحرير فلسطين، وأن فلسطين أرض عربية لا بد من عودتها وتحريرها،

فهب هذا المناضل الفلسطيني الثوري الفتحاوي من المنظمات الفلسطينية التي كثرت عناوينها وشعاراتها وجعجعتها بالثورة واتهام غيرهم بالخيانة،وأخيرا أضحوا متفرجين على جهاد التحرير لغزة وغيرها ليس لهم الا استماع الأخبار مثل غيرهم .

قام وقال لماذا تناقش هكذا؟؟ قلنا وماذا تقصد أيها الأخ العزيز؟ قال: لا لا تناقشوا هكذا . نحن نريد أن نعيش مع اليهود في دولة ديموقراطية. نعم وما زالت ترن في أذني منذ 30 عاما: نريد أن نعيش مع اليهود في دولة ديموقراطية!!!!

وذكرتني يا غرايبة بمفكر مثلك ومتعترس بالنقاش والأفقكار يقول، بعد نقاش طويل وبلسان سليط: اسرائيل خلقت لتبقى!!

وأنت بحال من يقول مثلهم: فالمشكلة ليست في الآخرين مشكلتنا أننا أضحينا آخر من يعترف باسرائيل من شعوب الأرض.

بكل بساطه يا عربان:

1. نريد تصويت أممي على وجود اسرائيل. تصويت شعوب وليس تصويت أنظمة.
2. نريد عودة مليونية لقرى ومدن فلسطين.
3. أمريكا انتهت منذ غزو العراق واسرائيل انتهت منذ انتصار لبنان.

كل من يعترف باسرائيل حساباته خطأ وفاقد لأهليته بأي مستقبل فكري أو سياسي أو اجتماعي، هذا هو المستقبل وهذا ما تقوله النخب الفاهمة.

ومفكرين حالهم فهمانين ومفكرين؟؟

افهموها بقى!!

5) تعليق بواسطة :
15-08-2014 10:51 AM

يا دبوس لا تتكلم بلغة تخويف الناس وتهديدهم، هذه اللغة عدائية، ولغة لا تناسب الأردنيين أبدا، دير بالك، لسانك حصانك، وهل يكب الناس على مناخرهم الا حصائد ألسنتهم، اختلف مع الاخرين لكن بحدود منطق العقل.

أفكارك حلوه وجميلة يا دبوس، لولا أنك تكفر الناس والمسلمين، وهل بعد التكفير ذنب؟؟؟؟

6) تعليق بواسطة :
15-08-2014 01:24 PM

الغلط في طريقتنا التعامل مع الاعلام الغربي
ان اعرف اوروبا منذ ٥٥ سنة وللان لم يستطع العرب ان يغيروا في الاعلام الغربي
مثلا نجحت الصهيونية حيث اخفقنا في ما يلي
١- معاداة السياسات الصهيونية تساوي معاداة السامية ومعاداة السامية في القوانين الاوروبية تساوي جريمة يعاقب عليها القانون
٢- مقاومة الاحتلال معناها ارهاب ،الم يقولوا ذلك عن المقاومة اللبنانية التي ارغمت الاحتلال على الانسحاب اذن المقاومة الفلسطينية ارهابية
٣- قال لي دبلوماسي اوروبي معادي للصهيونية ان المانيا لا تقبل ان تطرح في اجتماعات الاتحاد الاوروبي اية مناقشة لحق اسراءيل في الدفاع عن نفسها ولكنها مستعدة بالمقابل ان ترسل مساعدات لغزة ؟؟؟
٤- ان بعض الاعمال العشواءية في اوروبا كقتل اطفال المدرسة اليهودية في فرنسا توءلب الراي الاوروبي ضد كل ما هو عربي ومسلم
نحن يا سيادة الدكتور بحاجة الى العقل والمال لمحاربة الصهيونية
مثلا هناك كتب لاساتذة يهود م

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012