أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


علاوة الطبشورة؟!

بقلم : جمانة غنيمات
16-08-2014 03:43 AM
يبدو أنه مع بداية كل عام دراسي، لن يعود مفاجئا تلويح نقابة المعلمين بإضراب مفتوح، يعطل حياة العباد، ويربك الأسر التي تبدأ التحضير لسنة دراسية جديدة.

النقابة، ورغم مشروعية مطالبها لتحسين حياة المعلم، والتي نذود عنها، نراها تجد في ابتزاز الحكومة أولا، وأهالي الطلبة ثانيا، سبيلا لتحصيل حقوق ومكتسبات مالية، تدري جيدا أن إمكانات الخزينة العامة وظروفها الصعبة تجعلها عاجزة عن الوفاء بها، لكن النقابة تذهب حتى آخر الطريق في محاولات فرض ما تريد، في ظروف تعلم جيدا أنها تخدم أجندتها.

ليست هذه الملاحظة الوحيدة على النقابة وأدائها منذ التأسيس. إذ ثمة حكم من قبل معلمين، ناشطين ومتابعين ومحايدين، بأن مجلس النقابة الأول كما الثاني لم يحققا شيئا يذكر، ولم يسجلا أي منجزات، مع اختلاف التبرير. فإذا كان يقال إن المجلس الأول أخفق لأنه تأسيسي، يحتاج وقتا لبناء القدرات، فماذا عن المجلس الثاني؛ لماذا يقيَّم ما أنجز بأنه أقل من طموحات المعلمين أنفسهم؟

يقع على عاتق النقابة التي خضنا معارك لتأسيسها، دور رئيس في الارتقاء بالمهنة، كما أوضاع المعلمين، فأين هي من ذلك؟

فيما يتعلق بالمهنة، ثمة مآخذ متعددة، أبرزها الكوارث التي يعاني منها قطاع التعليم، لاسيما انتشار الأمية بين طلبة المراحل الأساسية، والتي قدر وزير التربية والتعليم د. محمد ذنيبات حجمها بحوالي 100 ألف طالب وطالبة.

ورغم كل ما يقال عن سياسة وزارة التربية والتعليم لسنوات طويلة، ودورها في الوصول إلى هذا الواقع، إلا أن هذه المشكلة تحديدا تبقى مرتبطة بأداء المعلمين في الغرف الصفية، ومدى احترامهم للثقة التي يمنحهم إياها أولياء أمور الطلبة الذين يضعون أطفالهم أمانة في أعناق المدرسين المربين.

كلنا نعلم أن محو أمية الطلبة الأطفال لا يحتاج إلى قدرات خارقة، بل إلى التزام وجهد، وضمير أيضا. وإذا كانت أدوات التعليم لهذه المراحل قد تطورت كثيرا، إلا أن أدوات 'الكتاتيب' التي علمت أجدادنا، وأتقنها أساتذة ذلك الزمان، فعلت فعلها، وأعطت نتائج أفضل بكثير مما يقدمه كثير من معلمي هذه الأيام.

القضية الثانية التي كان يُتوقع أن يثور لأجلها المعلمون، ترتبط بالنتائج الكارثية لامتحان الثانوية العامة 'التوجيهي'، والتي كشفت الفشل التراكمي للعملية التعليمية لدينا. فبدلا من إعلان الإضراب، واقتصار المطالبات على الحقوق، لزم على معلمي الأجيال الحالية التي نرهن مستقبل الأردن بأيديهم، أن ينتفضوا للمستوى المتواضع الذي بلغه التعليم.

بين سطور التلويح بالإضراب، تُقرأ محاولات النقابة للتغطية على إخفاقها في العمل النقابي، ومؤشرات على مزايدات نقابية، تستخدم شعارات تدغدغ عواطف المعلمين، على رأسها 'علاوة الطبشورة'، لحشدهم وربطهم مصلحيا بالتحرك. هذا عدا عن إخفاء محاولات لاستعادة ثقة المعلمين بالعمل النقابي، إنما باستخدام الطلبة سلاحاً لتحقيق هذه الغايات.

لا توجد دلالات مؤكدة على وقوف الإخوان المسلمين خلف ما يحدث في النقابة، ولست من أنصار هذه النظرية، رغم أنهم يسيطرون على مجلس النقابة. لكنني أحاكم النقابة وأقيّم أعمالها من منظور أحد أنصارها الذين تبنوا فكرة إقامتها كخطوة لإنصاف المعلم؛ باعتبارها وسيلة للارتقاء بحياة المعلم، وبمستوى التعليم في الأردن.
من الأجدى أن تعيد النقابة حساباتها، بخصوص الإضراب، وتلجأ إلى أساليب تصعيدية أخرى أقل ضررا على المجتمع لتحصيل مطالب ترى فيها حقوقا، رغم أن مقارنة سريعة بين رواتب المعلمين وأمثالهم في القطاع العام تظهر أن أجور الاولى أعلى من الثانية، مع الأخذ بعين الاعتبار الدخل المتأتي من الدروس الخصوصية، التي تعطى تعويضا عن القصور في الغرف الصفية.
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
16-08-2014 02:03 PM

الأخت الفاضلة الكاتبة الأردنية المتألقة جمانة غنيمات ما تفضلت به هو ما يمثل الرأي العام الأردني الذي بدأت النقابة تخسره لأن سلاحها الوحيد هو أخذ الطلبة رهائن لتحقيق اهدافها التي لا نعارض ما هو منطقي .

2) تعليق بواسطة :
16-08-2014 03:31 PM

هو وقوف الاقلام لاناس لا نعرف كيف اصبحوا كتاب وبصفوف متقدمه ضد المنطق والمعلم.

3) تعليق بواسطة :
16-08-2014 06:51 PM

لا ياجمانه غير متوقع منك ذلك

4) تعليق بواسطة :
17-08-2014 12:05 AM

هذا زمن الانقلابات بكل اشكالها وخاصة المنطقية والاخلاقية واصبح لا ثابت ولا مبدا الاولى بالكاتبة المحترمة ان لا تكيل الاتهامات جزافا والا فهي منفصمة عن الواقع او لا تريد ان تراه والاحدر ان تتسائل من اوصل الخزينة الى ما وصلت اليه وجعلت الموظف يسلك هذه السبل حتى يحقق ادنى حقوقه

5) تعليق بواسطة :
17-08-2014 12:19 AM

هل تعلمي أيتهما الكتابه انه يوجد رواتب 20000دينار شهريا في المؤسسات المستقله لابناء الذوات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012