أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


ردح سياسي!

بقلم : جمانة غنيمات
04-12-2014 01:53 AM
لستُ من أنصار 'الكوتا' النسائية؛ إذ هي، من وجهة نظري، أسلوب مشوه لتمكين النساء. فالأصل في 'الكوتا' مساعدة الأقليّات المغلوبة على أمرها، التي لا تجد بيئة حاضنة مؤاتية تمكنها من حقها في التمثيل والمشاركة، والمرأة ليست كذلك؛ فهي نصف المجتمع إن لم تكن أكثر.
ولستُ من دعاة المساواة 'الجندرية' القائمة على المطالبة بتمثيل النساء وفقا لمبدأ 'المحاصصة'، بل الأساس هو الإيمان بحصول المرأة على حقوقها استناداً إلى ما تتمتع به فعلاً من كفاءات وقدرات، وليس عبر المنح والعطايا والهبات. ونساء الأردن مؤهلات. وعلى كل من لا يرى ذلك أو يحاول إنكاره، النظر إلى أمه التي ولدته ورعته، حتى قدمته للدنيا سياسيا، لكنه حينها صار يجاهر بجندريته وأفكاره الرجعية للانقضاض على حقوق المرأة، وبالتالي إنسانيتها.
لكن بغض النظر عن الاقتناع بمبدأ 'الكوتا' من عدمه، فإن السيدات النواب هن في النهاية ممثلات عن نساء الأردن، على الأقل بحكم القانون؛ واحترامهن يأتي من هذا الباب.
وثمة ملاحظات كثيرة على أداء بعض السيدات النواب، بحيث لا يبدو صعبا تصنيفهن إلى ثلاث فئات. الأولى، تشمل سيدات نوابا محترفات بكل ما تحمله الكلمة من معنى؛ منافحات عن حقوق المجتمع وقواعدهن الانتخابية. والثانية، تضم صاحبات الصوت العالي، الباحثات عن مكتسبات خاصة. فيما تجتمع في الفئة الثالثة من لا نتذكر حتى أسماءهن.
كل ذلك يضطرنا إلى مراجعة تجربة 'الكوتا' بعد مضي سنوات على تبنيها. والظاهر أنها لم تفلح في تغيير النظرة النمطية للنساء، فأبقت على تلك النظرة القاصرة نحوهن.
والاختبار الحقيقي لدور 'الكوتا' في تمكين النساء يتمثل ربما في إلغائها؛ لنكتشف بعد ذلك كم امرأة ستجلس تحت القبة. وأخشى أن تكون النتائج، في حال تطبيق ذلك، كارثية، بحيث لا نرى امرأة في العبدلي، وربما تفاجئنا بعض السيدات النواب المؤهلات بالفعل، فيحتللن موقعهن المستحق تحت القبة.
لا يمضي أسبوع إلا وتقع حادثة تؤكد لنا أن هناك الكثير مما يتوجب على المجتمع، رجالا ونساء، فعله. فأحوال النساء ليست إلا انعكاسا لأحوال المجتمعات عموماً، والتي يأخذها التطرف أكثر فأكثر.
لكن ذلك لا يعني الهجوم على السيدات النواب تحت القبة بطريقة قاصرة، تكشف حالة العصبية التي يعيشها المجتمع بكل أطيافه. فالكلام الذي قيل تحت القبة أول من أمس، يؤكد أن أمام المجتمع رحلة طويلة من العمل الشاق، بعد أن تكشفت عيوبه ونظرته السطحية للنساء.
التطرف ليس فقط بالفكر الإرهابي الذي يميل إلى القتل والتنكيل بالناس، بل هو يتمثل أيضاً في محاولة إلغاء الآخر معنوياً، وتقزيمه، تبعا لرغبات وأفكار تخدم النظرة الذكورية، وآمالها في الإبقاء على فكر بطريركي يسطو على كل شيء، ويجيّر كل ما هو متاح لخدمة نزعات أصحابه بالتفرد.
ما حدث أول من أمس، هو ردح سياسي مارسه نواب تحت قبة البرلمان. الأمر الذي يؤشر مجددا على عيوب خلقية في هذا المجلس الذي لم يرتقِ أداء كثير جدا من أعضائه إلى تطلعات المجتمع، وما يزال غارقا في مشهد مثير للغضب. وهو يقدم، بالتالي، دليلا جديدا على أن قانون الانتخاب الحالي لم يفرز أفضل ما لدينا، وعلى مستوى يرتقي إلى حساسية المرحلة الراهنة وحجم التحديات. ما يقتضي أن ننظر إلى الأمام، ونراجع ما تم في الماضي.
للأسف، دائما يفاجئنا الكثير من النواب بعرض مسرحي بائس، يؤكد لنا أن السير على الطريق الصحيحة ما يزال بعيداً. وللأسف، قد يكون النائب يحيى السعود الذي انقلب فجأة إلى داعية يطالب النساء بالصلاة في مخدعهن، الأكثر تعبيرا عن قناعات مجتمع ما يزال ينظر إلى النساء بدونية.
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
04-12-2014 06:24 AM

(الكوتا...)



* يتضح مما حدث في البرلمان يوم امس من مشهد مؤسف، انزلاق النواب الى مسائل ثانوية بدلا من معالجتهم لمسائل رئيسية كوجوب مراقبة السلطة التشريعية للسلطة التنفيذية، وليس اعتراض نائب على (الكوتا النسائية)، وبالمقابل، اعتراض النائب المعترض عليها على (كوتا البسطات).

2) تعليق بواسطة :
04-12-2014 08:07 AM

يا أستاذة جمانة المحترمة:

ليس يحي السعود الذي يطالب النساء بالصلاة في مخدعهنّ؛ بل رسول الله صلى الله عليه وسلّم. وعلى الأقل؛ من الذي سمح للمرأة أن تتبرّج وترفع صوتها العورة فوق صوت الرّجل...، أرجو أن تأتيني بدليل من ديننا يسمح بذلك.

ورغم كل تجميلات وديكورات العلمانيّين للمرأة لإقناعنا بأنّها تستطيع منافسة الرجل؛ أقول لا يمكن ذلك لأنّ الفطرة التي فطرها الله عليها هي ما يجعلها تنافس ضمن ما يناسب فسيولوجيّتها ورقّتها أو قاروريّتها... .

العلمانيّون يا (غنيمات)؛ يقصدون بدواخلهم المرأة المسترجلة ويقنعوننا بأنّها هي الحضارية الحاصلة على الحقوق والواجبات، والدّين يأمرنا بالمرأة المربّية المنتجة المواطن الصالح ولا يحصل إلّا من خلال تفرّغها لأهدافها السامية التي جبلها عليها الخالق المدبّر... .

السالفة ليست سالفة حقوق وواجبات المرأة واحترامها؛ بل هي ما يجب أن نقرّره ونقف أمامه وليس له إلّا اثنين وهما: إمّا أن نكون مسلمين حقّاً، وإمّا أن نكون (محيّرين) بين جدّ الدين وهزل الدنيا... .

المرأة التي تختار ميادين الرجال لأنّها كما تدّعي قويّة؛ عليها أن لا تحتمي وتستند لضعفها عندما يجدّ الجد، وترضخ للمقارنة بينها وبين الرجل...!
عليها أن لا تتحدّث بدموعها والقيام بتمثيل دور الضّحية ليكون الفوز من نصيبها دون حق بل فقط بالعطف عليهافترضاه...!

أتعلمين يا غنيمات ما أجمل لحظات ومواقف المرأة؟

هو عندما يبحث الطفل الذي لا حول له ولا قوة عن أمه فيجدها عنده وحوله....

وأسوأ مواقفها عندما يمر الطفل بسنوات ويعيش على أن تلك المرأة أمه وهو لا يعلم بأنها مربية له فقط!!!

أنا لست مع يحي السعود وضد جميع فكره، ولكن أنا تكلمت من باب أنك حكمت على المجتمع بأنه يعامل النساء بدونية. كيف عرفت ذلك. أقمت بدراسة طوليّة مثلاً أو تجريبية؟ أم لأنّ المجتمع هو ضد (صناعة) المرأة على مزاج العلمانيّين والذين يبغونها عِوجا؛ حكمت بذلك...؟ أم لأن يحي السعود هو المجتمع مثلا؟

المجتمع يبحث عن المرأة التي من الله لا عن المرأة التي من البشر وأعداء الأمة وابتعدت عن فطرتها.

أراك تحاكمين كل الناس حسب فكرك وتفسيرك وهواك وهو ما لا يحق لأحد، ولا أرى مقالك هذا سوى أنه فرضيات تحتاج لإثبات، ولست معفية لأنك تكتبين في صحف رسمية وأن كل ما تقولونه يجب أن صحيحا...، فنعم تكتبون ولكن للأسف بطريقة غير علمية بل بطريقة استبطانية ليس لها في العلم ونتائجه قيمة.

شكري وتقديري..والسلام.

3) تعليق بواسطة :
04-12-2014 08:44 AM

شكرا لك على هذه المقاله القيمه اما النائب يحيى السوعد فاسلوبه دائما الصراخ وافتعال المشاكل مع زملائه باللفظ والعنف احيانا وهذا مثبت وذلك للتغطيه على جهله و العقده التي تلازمه من طريقة وصوله الى تحت القبه

4) تعليق بواسطة :
04-12-2014 09:04 AM

صحيح ان الكوتا النسائية في الاردن (مبالغ ) فيها وهذه حقيقة لابد من ذكرها هنا ...
- اذا كان مجلس النواب يمثل المجتمع بكل اطيافه ومدنه وقراه واريافه وبواديه ونسائه ورجاله ، اذا كان كذلك فيجب ان يكون من يفرزهم هذه المجتمع في الانتخابات هو التمثيل الحقيقي لرأي الناس بعيدا عن ايو استثناءات (كوتات) ، واذا كان المجتمع - ككل - وكثقافة وكفكر لم يصل الى قناعات لاختيار ما يناسبة ويحقق تنوع فكري مناسب لمجلس النواب فليس هناك ما يمنع ان تكون الكوتا (محدودة) تفي بغرض الوجود والحضور وتكون محصورة لفترة محددة - ايضا - تكون كافية وقادرةعلى اقناع الرأي العام بقدرة هذة الفئة (المهمشة) على التأثير والمشاركة ...
- ما نلاحظة - هنا - في مجلس نوابنا ان الكوتا تكاد ان تتغطى على الاصل وتكاد تكون (حزب) نسائي كبير في المجلس ، هذه ليست كوتا ..؟؟ هذا فرض وزيادة غير مبررة ...
- ذكرت الكاتبة - الفاضلة - ان من اسباب ضعف مجلس النواب هو قانون الانتخاب - وهذا صحيح نوعا ما - ولكنها غفلت ان من اهم اسباب ضعف مجلس النواب هو (الناخب ) ، نعم ، الناخب نفسه الذي اوصل كل هؤلاء النواب على كافة قدراتهم وشخصياتهم وطريقة تفكيرهم ...
- سيدتي الفاضلة ، اعتقد ان مجلس النواب الاردني الحالى والقادم والسابق ايضا كلها تمثل الاردن بشكل دقيق ، مجتمعاتنا ليست مثالية -ايضا - وهي كحال مجلس نوابنا ، العنف في مجلس النواب والتطاول والردح هي اللغة السائدة والموجودة في مجتمعاتنا ولا يمكن التغاضي عنها او انكارها ...

5) تعليق بواسطة :
04-12-2014 09:06 AM

المذكورة تبعث عن اصوات وصاحبة صوت عالي أيضاً

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012