أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
السبت , 18 أيار/مايو 2024


"يا فرحة ما تمت"!

بقلم : جميل النمري
20-03-2015 12:41 AM
سارت الأمور بطريقة ممتازة حتى اللحظة الأخيرة؛ حين هبّ نواب احتجاجا على عبارة للزميل المتحدث، فوقع هرج ومرج، وفضّ الرئيس الجلسة، لينقلب الموقف رأسا على عقب. وبدل أن نقدم أنموذجا ممتازا للأداء النيابي، خسرنا المناسبة، وسجلنا نقطة سلبية جديدة على مجلسنا الكريم.
أتحدث عن جلسة يوم الثلاثاء الماضي. إذ أخذ المجلس بتقليد جيد، بجعل الجلسة المسائية من كل ثلاثاء مخصصة للرقابة؛ باستعراض الأسئلة والأجوبة، وبند 'ما يستجد من أعمال' المخصص لطرح كل نائب ما يشاء من أمور. وقد كان الجزء الثاني من الجلسة مخصصا حصريا لاستجواب النائب محمود الخرابشة بشأن مشروع الطاقة النووية؛ إذ كان وجه سؤالا حول الموضوع، لكنه لم يتلق إجابة مُرضية، فحوله إلى استجواب؛ وفق ما ينص عليه النظام الداخلي للمجلس والدستور. وطرح 76 سؤالا على وزير الطاقة، أجابت عنها هيئة الطاقة الذرية. والحق ان زميلنا حضّر درسه جيدا، وقدم وثائقه، وتحدث ما يقارب الساعة، متناولا كل ما يتصل بمشروع المفاعل النووي؛ مساجلا بالتفصيل أجوبة 'الهيئة'. وردّ رئيس الهيئة د. خالد طوقان، مفندا الموضوعات الرئيسة التي تناولها النائب، مدافعا عن سلامة المشروع وعن أداء 'الهيئة' في المحطّات المختلفة. وعاد الخرابشة ليرد مفندا من جديد أقوال د. طوقان. ولم يخل الحوار من الحدّة والقسوة، واتهم الخرابشة طوقان بالتضليل والتمويه على الحقائق وهدر المال العام والتنفيع والمحسوبية، وبالنتيجة الفساد. ولم يكن طوقان أقل تحديا في ردّ الاتهامات ورفضها. لكن كل ذلك في إطار من السجال الرفيع المستوى؛ فيه كل القوة والحدّة، إنما من دون ابتذال وإساءات أو إهانات شخصية.
تم بعد ذلك فتح الباب للنواب للتعليق وإبداء الرأي. وكنت سعيدا برؤية نقاش قوي حول الموضوع وليس الأشخاص، والجهود لحشد البراهين والإثباتات على صحة وجهة النظر هذه أو تلك. وأغلبية ما قيل كان يصب، في الواقع، ضد المشروع النووي. وطرح البعض تحويل الملف إلى لجنة سبق وتشكلت خصيصا لبحث ملف الطاقة، لمزيد من التدقيق والتحري فيما تم تداوله من وثائق ومعلومات؛ أكانت بخصوص اليورانيوم واستخراجه، أم تفاصيل المشروع النووي.
وداخلَ رئيس الوزراء أيضا من حين لحين، لتوضيح ما يعنيه في الموضوع، وإسناد موقف 'الهيئة'. وكالعادة، كان الجميع يصارعون لأخذ دور في الحديث، وبقي فقط ثلاثة أو اربعة متحدثين أنا من بينهم، وكنت أتوق للحصول على الحديث لإبداء رأيي أولا، والأهم لكي أطلب من الرئاسة أن تتوثق من بث الجلسة كاملة على التلفزيون الأردني، وفي وقت مناسب، وأيضا على القنوات الأردنية الأخرى؛ لأنها تمثل نموذجا رائعا للأداء الرقابي لمجلس النواب. وبغض النظر عن الرأي في المشروع النووي وأداء رئيس 'الهيئة'، فهي بحق جلسة 'تفش الغلّ' لجهة قوة الأداء؛ فهذا هو مجلس النواب الذي نريد، وهكذا هو النقاش المطلوب، وهكذا هو العمل تحت القبّة، بدل المناكفة مع وسائل الإعلام التي تحب كثيرا تسليط الضوء على حوادث تظهر مجلس النواب مثل سيرك هزلي. فرؤية مثل هذه الجلسة هي التي تقلب الصورة، وتعطي الوجه الآخر للمجلس، بما يرفع شأنه في عيون الأردنيين، وهو أمر في غاية الأهمية لتحسين انحياز الناس للديمقراطية البرلمانية.
لكن كما يقال، 'يا فرحة ما تمت'! فعند عبارة احتجاجية قالها الزميل معتز أبو رمّان على تشديد الرئيس عليه للاختصار، قامت صيحات احتجاج، رأيت فيها مبالغة غير مبررة. وقد كان ممكنا للرئيس أن يأمر بشطب العبارة، وأن يطلب نواب تحويل الزميل إلى لجنة السلوك. لكن الرئيس الذي حذر النواب مرارا لتمكينه من السير بالجلسة إلى نهايتها، فلا تنقطع من دون نتيجة، أعلن فضّ الجلسة، وسادت الفوضى وسط الاحتجاجات.
وأنا لا أجزم أن قطع الطريق على نهاية الجلسة، من دون قرار، كان مقصودا! لكن الأكيد أننا خرّبنا على المجلس نهاية موفقة لجلسة يمكن أن نستشهد بها، ونعتبرها قدوة في الأداء.
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
20-03-2015 09:51 AM

نائبنا المحترم كله كلام بكلام ولن يطبق منه شيئا فمهما ناقشتوا فلن يتغير في المضمون شيئا

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012