أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
السبت , 18 أيار/مايو 2024


هل داعش والإخوان وجهان لعملة واحدة..؟

بقلم : حسين الرواشدة
21-03-2015 12:38 AM
هل صحيح ان الحركات الاسلامية التي تتبنى اليوم خطاب التطرف والعنف والتوحش خرجت من “عباءة” الاخوان المسلمين، ام انها خرجت من ملاذات وحواضن اخرى لا علاقة لها بالاسلام ولا بالاخوان ايضا ؟
لم اكن بالطبع لاطرح هذا السؤال لولا امران : احدهما القرارات التي صدرت في اكثر من بلد عربي لتصنيف الاخوان في دائرة الارهاب ، ومن ثم اعتبارهم ارهابيين سواء اكانوا محسوبين على العمل السياسي او على المقاومة ضد المحتل ، اما الامر الاخر فهو ما صدر من كتب( اخرها عن احد اساتذة الازهر الشريف ) تتبنى فكرة اتهام الاخوان – وسيد قطب تحديدا – بالمسؤولية عن انتاج التطرف والارهاب ، اضف الى ذلك ان هذه التهمة لم تعد تقتصر على بعض الدولة العربية وانما امتدت الى الخارج ، فقد اعلنت بريطانيا انها بصدد اصدار تقرير حول المسألة، (تم تأجيل اصداره 3 مرات ) وعلى اساسه سيتحدد موقفها من الاخوان .
سأحاول الاجابة عن هذا الالتباس، بداعي الفهم، والفهم فقط ، واستأذن بتسجيل عدة ملاحظات ، اولا : ان نشوء الحركات الاسلامية او ما يسمى بتيار الاصلاح الديني في بداية القرن الماضي جاء استجابة لعوامل عديدة، ابرزها مقاومة الاستعمار الاجنبي، بكل ما كان يشكله من تهديد لهوية الامة، واهانة لكرامتها، وتقويض لوحدتها ومحاولة للانقضاض عليها.. ولم يحدث ان خرجت هذه الحركات عن هذا الخط الا في استثناءات محدودة، ظلت محسوبة على اشخاص “اغتيال النقراشي مثلا” ولم تكن تعبر عن موقف الحركة الاسلامية التي تبرأت منها في حينها، وقد ذكر حسن البنا رحمه الله آنذاك ان الذين قتلوا النقراشي ليسوا اخوانا وليسوا مسلمين.
ثانيا : ان حركة العنف الديني، وجماعات التكفير ودعاة التطرف، لم تبرز على هامش التيار الاسلامي المعاصر الا في السنوات الاربعين الماضية، ولم نكن قد سمعنا قبل ذلك عن فتاوى التكفير او الدعوة الى ممارسة العنف او الانتقام من المجتمع، الامر الذي يؤكد ان خروج هذه الجماعات، جاء متزامنا - او حتى لاحقا - للعنف السياسي ولسلسلة الهزائم التي لحقت بالامة، وما تلا ذلك من تغييب للديمقراطية واحتكار للسلطة وامتداد لظواهر القمع وحلول الحذف والاستئصال.
ثالثا: ان احدا لا يستطيع ان يقدم دليلا واحدا على ان حركة “العنف” خرجت من رحم التيار الاسلامي وحركاته المعتدلة، بل ان الذين دعوا الى العنف - سيد قطب مثلا- بدأوا دعوتهم من السجن، او من المنفى، ودائما بسبب الاضطهاد السياسي، بينما تمسك رموز الحركة الاسلامية بمنهج الاعتدال، وقدموا اكثر من نموذج للتسامح وأدب الاختلاف، رغم ما واجهوه من تضييق وملاحقة، واذا كان يمكننا ان نتهم اشخاصا بعدد اصابع اليد الواحدة، خرجوا عن هذا المنهج على امتداد قرن من الزمان، فان من الانصاف عدم تحميل الحركات الاسلامية، او جماعة الاخوان تحديدا وزر اجتهاد هؤلاء، الا اذا اعتبرنا بان خطأ اي شخص في المجتمع ينسحب بالادانة على المجتمع بكامله.
رابعا: ان الاجابة عن سؤال كيف خرج هؤلاء، ومن اين؟ تتصل بالمناخ والتربة التي انبتت وساعدت على النمو.. وهنا فان التربة السياسية، لا الدينية فقط، هي المسؤولة عن خروج هذه البذور.. فما دام ان السياسي لا يتورع عن احتكار الحقيقة، والاستئثار بالرأي والقرار، ومعاقبة الاخر واغلاق فمه، فمن غير المعقول ان يظل الشاب “المتهم” بالتدين، بعيدا عن “استلهام” هذا النمط الفكري وتقليده، او بعيدا عن التعبير عن حريته وحقه بغير هذا الاسلوب السائد. فالاثنان يقفان فوق ارضية عدم التسامح، وعدم الاعتراف بالاخر، الامر الذي ينتهي في الغالب الى عنف وعنف مضاد.. او الى كراهية متبادلة.. او الى تراشق بالفتاوى التي تكفر وتخرج من العقيدة الوطنية.. او الدينية على حد سواء.
خامسا: ان التطرف بدأ في الاصل من دائرة “الافكار”، وتحول الى ممارسة “بالعنف” حين فشلنا في مواجهة الافكار بالافكار، ومقارعة الحجة بالحجة، واستبدلنا ذلك بحلول “السلاح” والامن والمحاكمة.. وقد ثبت بان قتل المفكر لا يلغي افكاره وانما يزيدها حضورا وتوهجا.. وان عدم الاعتراف بالاخر الديني يضاعف من شعبيته، ويطرحه كبديل او كمنقذ بغض النظر عن وجاهة افكاره، او اهليته، وذلك تبعا لعواطف الدفاع عن “الضحية” والانتصار لها.
سادسا: ان القول بان كل الشرور التي اصابت الامة، خرجت من معطف الحركات الاسلامية، يتناقض - اصلا - مع الواقع، فتجربة الاسلاميين في الحكم - وان كانت محدودة - تشير الى انهم تقدموا على غيرهم في السماحة وفي حرية التعدد والاعتراف بالاخر (الامثلة عديدة خذ تونس ومصر وتركيا مثلا ..الخ) ، واغلبية الحركات الاسلامية المتهمة بتصدير العنف ما تزال غير معترف بها، او هي - في احسن الاحوال - مهمشة ومظورة ومهددة بالحل ، كما انها لم تجرب في الحكم حتى وان كان بعضها وصل اليه بالانتخاب ،ولم تتحمل آثام الهزائم التي حلت بالامة، لانها لم تشارك فيها اصلا.
اما آخر الملاحظات فهي انه اذا كان من واجب الاسلاميين ان يعترفوا بأخطائهم، وهي كثيرة، ابتداء من التجمد الفكري، وتغييب الاولويات وفي مقدمتها الديمقراطية، والتشرذم الداخلي، وعدم القدرة على تقديم الصورة الحقيقية للاسلام، واختزال الاسلام في السياسة، وانتهاء بالعزلة عن المجتمع وعن الاخر.. الخ، فان من واجب الاخرين ان يعترفوا بأخطائهم ايضا، وهي اكثر من ان تحصى، واكبر من ان تخفى.. الامر الذي يؤكد بان الجميع - لا الاسلاميين وحدهم - مسؤولون عن هذه الشرور التي تحيق بالامة.. وتسلبها قوتها ووحدتها وامنها وحقوقها المغتصبة.
(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
21-03-2015 05:14 PM

ياسيدي فيما يخص داعش فالامر لايخفى على احد كيف خرج اؤلئك النفر من رحم المجتمع العراقي وما أدراك ما المجتمع العراقي عبر ألتاريخ ؟! احتلال العراق وغزوه الامشروع من قبل الانجلو ساكسون وسقوط بغداد بيد الغزاة 9/04/2003 وبالمقابل كما يرى مكون رئيس من الشعب العراقي "سقوط التمثال"ويوم السقوط "كل هذا حسب مسميات الشيعة " اذن المجتمع انفسم مباشرة الى مكون مع الاحتلال والعمل معة ومكون اخر "السنة وقليل من الشيعة" ضد الاحتلال ومع المقاومة وخصوصا بعد حل قرار بريمر بحل الدولة والجيش وما تلاه من -

2) تعليق بواسطة :
21-03-2015 05:20 PM

من قانون اجتثاث البعث وبروز القاعدة في العراق لأول مرة في تاريخه!! اذن الاحتلال
الامريكي هو من عبث بوحدة العراق واستقرارة وشكل اكبر تهديد لسلامة اراضية حتى اليوم وسلمه للفرس الحاقدين والطامعين والذين يكرهون القادسية التي أخرجتهم من الظلمات الى النور ؟! فداعش خرجت من المحافظات السنية الغربية المهمشة خرجت على النظام العام وحملت السلاح في وجه ظلم حكومة بغداد المركزية والى اليوم والحرب الاهلية الطاحنة دائرة رحاها.
أما الاخوان الذين خرجوا من سجن أبو زعبل فنحيل أمرهم الى ذلك السجين "النصراني " الذي-

3) تعليق بواسطة :
21-03-2015 05:26 PM

هالة ما رأى من تعذيب فقال أقسمت أن أكتب وكتب بعد خروجه من السجن كتابه تحت نفس القسم ، أما احدهم يوسف ندى فذكر كيف انضم الى تنظيم الاخوان ولم يكن منهم وذالك في السجن أيضا عندما قال لاحدهم لماذا لا تدعو عليهم وربما يستجيب الله لك ؟ فقال له الشيخ أسأل الله ان يهديهم فقال ندى بقيت أفكر في هذا الرد شهرا كاملا وبعدها انضم للاخوان - علما بأنني لست أخوانيا وهذا ليس تبراءا لاسمح الله ولكن أقصد من حيث التنظيم ولست حزبيا أيضا .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012