أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


تأخرنا.. وتقدم الآخرون !

بقلم : عصام قضماني
24-04-2015 12:48 AM
في عام 2001 خلصت دراسة نفذتها شركة مكونيل الدولية، لجاهزية الأردن الإلكترونية الى أن عددا قليلا من الدول، إن وجد، أفضل من الأردن من حيث جاهزيته الإلكترونية ورؤيته المستقبلية وأن الأردن يستطيع أن يستثمر شبابه المثقف ليصبح قوة عاملة عالمية في مجال المعلومات وأن الإنجازات التي تحققت في إصلاح الأنظمة والقوانين رفعت مستوى جاهزية الأردن الإلكترونية بشكل ملموس.
لو أن ذات الشركة عادت اليوم لتجري تقييما مماثلا، فستحصل على نتائج معاكسة للنتائج السابقة، فالأردن اليوم في ذيل قائمة الدول من حيث الجاهزية الالكترونية على مستوى المنطقة، وقواه العاملة أصبحت عالمية بالفعل فالخبرات الأردنية نفذت وساعدت على بناء تطبيقات الحكومة الالكترونية والتعليم الالكتروني في عدد من دول المنطقة والعالم ما عدا الأردن !!.
لم تنجح هذه الخبرات التي ملأت الصفوف الأمامية في الإدارات والشركات في دول المنطقة وفي الخليج في جعل الحكومة الأردنية حكومة الكترونية ولا في تحويل التعليم ليصبح تعليما الكترونيا بفضل البيروقراطية والتباطؤ والعراقيل والتفنن في طرد الكفاءات فالتقطتها حكومات في المنطقة وفرت لها كل سبل النجاح لأنها قررت أن تنجح.
البرامج الالكترونية التي صنعها أردنيون هي اليوم مطبقة بالكامل في خدمات الحكومة والتعليم في عدد من الدول، وشركة أردنية واحدة فقط صدرت حلولها ومنتجاتها في مجال التعليم الالكتروني إلى 21 بلداً حول العالم.
ومرة أخرى يعود بي هذا الوضع المحزن الى الحديث عن موضوع هروب الكفاءات الأردنية.. التي وجدت أن نصيبها من التقدير والإحترام بشقيه المادي والمعنوي في بلاد الإغتراب كان كبيرا خلافا لعوامل الطرد التي ذهبت بهم الى خيار الإغتراب.
خذ مثلا خطط نقل التعليم الى حقبة التكنولوجيا والتعليم الرقمي وكل مبادرات تحديثه وتطويره التي بدأت مبكرا عندما تنبه خبراء الى أن المسافات التي ينبغي أن نقطعها للالتحاق بركب العصرنة طويلة، لكن كان هناك دائما من يريد أن يبقي التعليم عند حدود السبورة والطبشورة لأن نقله الى اللابتوب والأيباد بدعة ويقول لتيار المحدثين «احملوا حواسيبكم واذهبوا معها الى الجحيم فهي بضاعة ليبرالية فاسدة» ونحن نقول لهم اليوم بينما ننظر الى حال التعليم، انظروا كيف هو حال التعليم والخدمات الحكومية الالكترونية في السعودية والامارات والبحرين وقطر بمساعدة خبرات أولئك الذين حاصرتموهم.
في عام 2007 أعطت القمة العربية في الرياض أولوية قصوى لتطوير التعليم واتخذت من الأردن ومصر مثلا تقتفي البلدان العربية أثره، فهل نحن اليوم كذلك ؟

(الراي)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012