أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


ما هذا الذي يجري في الوطن العربي

بقلم : هاني العموش
20-05-2015 09:49 AM
في خضم الأحداث التي تعيشها الأمة يقف الإنسان حائراً وفي حالة من التوهان والضياع الفكري ، ولا يجد من تفسير منطقي يقود إلى تحليل ما يجري ليضع الأمور في نصابها الصحيح، لكن الجميع متفق على على أحد تفسيرين وكل يضع مبرراته والتي تلقى صدى وإيجابية وظواهر غير قابلة للنقض على أرض الواقع إلا في سياق الأيدولوجيا والمواقف المسبقة.
التفسير الأول يعزي ما يجري إلى نظرية المؤامرة ويعلل ذلك بالبصمات الأمريكية والصهيونية والأدوات الداخلية التي تتجاوب مع ذلك ، أما الفئة الأخرى فتعزي ذلك إلى حالة الإستبداد التي تعيشها الأمة متمثلة بالفشل السياسي والفشل الإقتصادي والممارسات اللمغلوطة التي أدت إلى فقدان قيم العدالة والحرية والمساواة ونهب ثروات الأمة ومقدراتهاوتسخيرها لخدمة مصالح الأنظمة الحاكمة وكمبرادورها المنتفع والفاسد. بين هذه وتلك يعيش المواطن العربي في حالة من الذهول وفقدان البوصلة ويضطر مهاجراً الى حيث يجد الأمان ولقمة العيش بينما من يبقى يمارس ضده أبشع أنواع القتل والتدمير والجميع يرى مقدرات بلاده تدمر تحت حجج وذرائع تلونها أطراف مختلفة كل حسب ليلاه، لكن الحقائق لا تغيب عن بال كل ذي بصيرة . إن محاولة تفريغ الربيع العربي والفعل الذي قامت به المجتمعات المقهورة من محتواه الإيجابي بقصد إستغلال آثاره السلبية والإستفادة منها من أجل تجييره لمصالح وأجندات خاصة مرتبطة بما يسمى بالدولة العميقة أو من خلال نشر حالة من التشكيك وزرع حالة من الإحباط وذلك بربطه بأييد خارجية خاصة أمريكية– على الرغم من إستغلاله من قبل أعداء الأمة- لتنفيذ مصالحهم، على الرغم من نجاح كل هذه المحاولات وأدواتها المختلفة ظاهرياً إلا أن ما يبدو كامناً تحت السطح أن الأمور لم ولن تستقيم لصالح أي من الطرفين أي لصالح تلك المقولات وأصحابها وهم في مأزق وفي حالة عدم القدرة على حسم الأمور لصالحهم. إن ما يجري في وطننا العربي له أبعاده المختلفة وأشواقه الخاصة الكامنة في النفس إنه محاولة لإيجاد مشروع عربي نهضوي يعيد للأمة ألقها وقيمها ومشاركتها في البعد الحضاري والإنساني وجاءت هذه المحاولة وبرزت بشكل واضح بعيد إنهيار الدولة العثمانية لكن التآمر وأدوات القوة كانت تعمل في غير صالح الأمة مما أدى إلى تجزئة الوطن العربي وجلب الإستعمار أدواته وأعوانه لتكريس التجزئة والقطرية التي لم تكن مقبولة في الوجدان العربي وبدا للناظر الى الواقع أن ما كان مرفوضاً بسبب سايكس بيكو أصبح مقدسا لدى الأنظمة والعوام بشكل عام وأضحى حقاً مكتسباً لديهم على الرغم من الأشواق الدفينة بوحدة الأمة أما على الجانب الآخر فبدا أن هنالك من يرفض القطرية وحالة التشرذم والإنقسام من خلال الحركات القومية والإسلامية وبدأ الشارع العربي في حالة ترقب وانتظار تمهيداً لمشروع عربي طموح يوحد الأمة والتف وأيد ذلك كل من تدغدغه هذه المشاعر النبيلة ، وكانت الإنتكاسة الكبرى في نكبة 48 وهزيمة عام67وبغزو العراق وإحتلاله من قبل الأمريكان الأمر الذي قاد إلى حالة الهوان والضعف والفراغ الإستراتيجي بالإنكسار السياسي العربي ولهذا كانت الفرصة مواتية في ثورات الربيع العربي للخلاص من هذا الوضع البائس واليآئس فتفجر الواقع الذي قاد إلى ما يراه كثيرون حالة من الفوضى والإنفلات وإنتشار التطرف والتأسيس المبرمج للهويات الفرعية والإثنية العرقية والدينية وساعد في خلق كل ذلك أن المشروع أو الثورات لم تكن لها أدواتها السياسية الفاعلة المنظمة عدا عن أن هذا الوضع وما آل اليه أستغل من قبل ما يسمى بالدولة العميقة وحلفائها المرتجفين الخائفين على مصالحهم وكراسيهم فاستعادوا زمام المبادرة وسحبوا البساط من تحت أقدام هذه الثورات بالتآمر عليها بشتى الوسائل المادية والمعنوية. إن حالة عدم التوازن التي تعيشها الأمة سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي وأختلاف الأولويات قاد الى ما نراه من ضياع وأدى إلى إضعافنا وأضحت الأمم والدول تتكالب علينا فها هي إيران تستغل الأوضاع وتخترق منظومتنا العربية في كل الإتجاهات في العراق وسوريا وإلى حد ما في اليمن ونفوذها قوي وكبير في دول الخليج وينظر الينا الأتراك بعيون عثمانية ولا ننسى الأمريكان وإصطفافاتهم غير المفهومة إلا في إتجاه مصالحهم الحيوية وفي محاولاتهم إعادة رسم المنطقة بما يخدم ويكرس نفوذهم ويمنع الخروج عما يرسمونه من خطوط سواء للأنظمة الحاكمة أو بإيصال الشعب العربي الى حالة المزيد من الوهن والإستكانة لكسر إرادة الأمة والقبول بما يملى عليها للخلاص من هذه الحالة المزرية من الذل والهوان، ولا نغفل أن المستفيد من كل ذلك هم الصهاينة العدو الأول للأمة، كل ذلك ونحن ما زلنا ننشغل بأنفسنا ونتآمر على بعضنا ونقف ونصطف مع أعدائنا وتقتلنا الإختلافات لإننا استخدمناها لجز رقاب بعضنا وليس كثقافة نستفيد منها في تصحيح أخطاءنا وموروثاتنا، فأصبح أخانا المسلم عدونا الأول بسبب مذهبه وساعد في ذلك السياسات واللبوسات الدينية والمذهبية المنتشرة من خلال وسائل الإعلام والتصريحات التي تؤجج ذلك . بشكل عام أتخذ الدين والمذهب غطاء ووسيلة لتنفيذ أجندات سياسية لتحقيق أكبر قدر من المكاسب، أضف إلى ذلك تم استخدام العرق والهوية والإثنية ابشع إستخدام لتزيد من حدة الإصطفافات ولتأليب مكونات المنطقة ضد بعضها البعض، ولتكرس بما خطط له بالخارطة الجديدة للشرق الأوسط والتي أعلن عنها أحد جنرالات الحرب الصهاينة عام 82 أو ما سمي لاحقاً بحدود الدم. إننا نخشى ما نخشاه أن تتغلب عوامل الفرقة وأن يتكرس استخدام الدين بشكل خاص والعرق والهوية بشكل عام كوسائل تفتيت وقتل ودمار بدل أن يكونا وسائل تجميع وتقريب وأخوة مشتركة وأن تنقسم المنطقة إلى محاور مذهبية تأكل الأخضر واليابس وتعود بنا الى الوراء بدلاً من التطلع للمستقبل لبناء الأمة وتنميتها ليعيش أبناءها بكرامة وعدالة وحرية وبروح متسامحة متحابة ،على الرغم مما نرى فإن التفاؤل كبير والأمل واسع في أن يكون كل ما يجري هو بزوغ فجر جديد للأمة بتحقيق مشروعها النهضوي الحضاري الذي نصبو اليه جميعا لينعم به أولادنا وأحفادنا وأن يتحقق ذلك بمشيئة الله تعالى.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
20-05-2015 03:47 PM

الاخ والصديق هاني.. تزاملنا رفاق سلاح بالجيش الاردني كل عمر ابشباب.. واصدقك القول
تتحدث عن(( الوطن االعربي ))!!!؟؟
والسؤال.. ما هو الوطن العربي!؟
هل هناك وطن عربي اصلا!؟ ام انه كذبه ثقافيه بطاعته!؟
هل هناك وطن إنكليزي!؟
يا هاني..
العراق.. لم يعد وطنا عراقيا!! صار ثلاث اوطان!!
واليمن وطنيين.. والسودان وطنيين.. وليبيا ثلاث اوطان
وانت تتحدث عن وطن عربي!!!
ما أوسع خيالك!؟
تحدث عن الوطن الآسيوي.. او الإسلامي.. او الوطن العالمي!!
سامحك الله يا هاني

2) تعليق بواسطة :
20-05-2015 04:10 PM

أخي هاني..
تحدث عن اي اوطان تتخلله مخيلتك التاسعه
وطنا عربيا.. او إسلاميا.. او آسيوية.. او عالميا
او حتى وطنا عرب آسيوي.. او شرق متوسطي
فكل هذه الاوطان الخيال به.. لا تعنيني ابدا. فهي قصيده شعريه خياليه وأحلام يقضه..
انا يعنيني الواقع الفعلي
يعنيني وطني ووطنهم
الوطن الأردني والمواطن الأردني الذين اسسو الاردن الحديث1921
أي وطن 1921 الأردني.. الأردني بقانون1928 البند1 ماده3 قانون الجنسيه
هذا هو وطننا ومواطنون الاردن ولاردنيون
وغيرهم من الاوطان...

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012