أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
السبت , 18 أيار/مايو 2024


رسالة "الأقلية" النيابية للملك

بقلم : فهد الخيطان
15-06-2015 01:18 AM
من الناحية السياسية، يمكن وصف الرسالة التي رفعها 42 نائبا إلى جلالة الملك بأنها رسالة تمثل الأقلية النيابية، على فرض أن كل من لم يوقع على الرسالة من أعضاء المجلس الـ150، هم في صف الحكومة.
رغم ذلك، فإن الرسالة تبقى محيرة؛ فهي كالت الانتقادات العنيفة للحكومة، وحمّلتها مسؤولية كل ما تعانيه البلاد من مشاكل، إلا أن موقعيها لم يعلنوا صراحة سحب الثقة منها، تاركين الأمر لصاحب القرار.
لكن نواب الرسالة يعلمون أن الملك ملتزم بما تعهد به للشعب ولمجلس النواب؛ 'الحكومة باقية ما دامت تتمتع بثقة مجلس النواب'.
القائمون على الرسالة يدركون ذلك، ولم يلجأوا إلى هذا الخيار، إلا بعد أن جربوا طرح الثقة بالحكومة، ولم ينجحوا في مسعاهم.
بهذه المعنى؛ الرسالة دعوة صريحة للملك للتخلي عن مبدأ المشاورات النيابية في اختيار رئيس الوزراء والفريق الوزاري، وتنازل عن حق منحه الملك لمجلس الأمة، وكان في الوقت ذاته مطلبا إصلاحيا دعا الكثيرون، في حينه، إلى النص عليه صراحة في الدستور.
بيد أن فريقا من النواب، وبعد تجربة أولى يتيمة، يريد العودة إلى الأسلوب القديم في تشكيل الحكومات؛ الملك يقيل الحكومة، ويكلف من يراه مناسبا من دون التشاور مع الكتل النيابية.
مثل هذا الاحتمال يبدو مستبعدا، خاصة وأن الرسالة لم تحظ بدعم الأغلبية، بصرف النظر عما يقال من أن جهات رسمية في الدولة هي من تؤمن الأغلبية للحكومة، وبمقدورها رفع الغطاء في أي لحظة.
أسلوب الرسائل عموما هو وسيلة تنتمي إلى مرحلة قديمة، كانت الدولة تلجأ إليها لتغيير الحكومات. حدث هذا من قبل مع ثلاث حكومات على الأقل في العهد الجديد. ويبدو أن بعضا من نواب المجلس الحالي ما يزالون على قناعة بنجاعة هذا الأسلوب، ولا يرغبون في تصديق أن تغييرا جذريا قد حصل على قواعد اللعبة السياسية في البلاد.
لكن عدم تحقيق هذا الهدف لا يجعل رسالة النواب بلا معنى. فهي، وبالرغم من اللهجة المتشنجة التي صيغت بها، والاتهامات غير المستندة لأدلة، والمبالغات في وصف حالنا؛ تبقى بمثابة جرس إنذار مهم للدولة، تستدعي من أصحاب القرار التوقف عندها، والعمل لتصويب الاختلالات الجوهرية في أداء الحكومة، والاستفادة من بعض المقترحات والحلول التي تبناها النواب في رسالتهم.
يعلم الأقطاب الموقعون على الرسالة أن التغيير الوزاري محكوم باعتبارات واستحقاقات متشابكة؛ داخلية وخارجية. وعندما يدرك أصحاب القرار أن وقت التغيير قد حان، ستتبلور على الفور شروط ذلك بطرق شتى.
من الآن وحتى موعد انعقاد الدورة العادية لمجلس الأمة خريف العام الحالي، ليس ثمة نية لتغيير حكومي. قبيل الموعد المذكور، سيتبين إن كانت حكومة الدكتور عبدالله النسور ستغادر 'الدوار الرابع'، أم أنها باقية لسنة أخيرة. الرسالة النيابية لن تقدم ولن تؤخر في حسابات صاحب القرار.
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
15-06-2015 10:08 AM

يا عزيزي انا اقف عند عبارة في مقالك(المبالغة في وصف حالنا) فهل انت تعيش بيننا ؟ ياصاحبي :الخصخصة هي للفاسدين والسيطرة على ثروات الوطن مثال وليد الكردي . والمسؤلين يقولون هدفنا تحسين معيشة المواطن وفي اليوم الثاني رفع اسعار : فاسعار البنزين اهلكتنا والرسوم والضرائب وترخيص السيارات واجرة المنزل واسعار الرز والسكر واللحمه والخضروات وقلة فرص العمل والشغل للشباب . كل هذا وغيره جعل حياتنا جحيم والحياة اصبحت مقرفه . انظر الى ماليزيا كيف انقذ محمد مهاتير ماليزيا من الفقر ومن استعمار البنك الدولي والان وحسب اخر دراسه ان نسبة الفقر في ماليزيا صفر . يا عزيزي ان نسبة 80% من الشعب تعاني من سوء المعيشه .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012