أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
السبت , 18 أيار/مايو 2024


"التعزيم".. من يدفع الثمن؟

بقلم : فهد الخيطان
16-06-2015 12:53 AM
تدل أزمة 'البيع الآجل' في لواء وادي موسى، والمعروفة شعبيا بـ'التعزيم'، أن جهاز الدولة الإداري والأمني لم يتعلم شيئا من دروس كارثة 'البورصات الوهمية' التي ضربت قطاعات واسعة في شمال المملكة قبل سنوات، وما تزال ملفاتها منظورة أمام القضاء حتى الآن.
عندما ينشأ نشاط تجاري غير قانوني بهذا الاتساع في لواء بكامله، وينخرط فيه مئات الأشخاص من دون أن يتعرض أحد منهم للمساءلة، فإنه يتحول بحكم الأمر الواقع إلى نشاط شرعي في نظر الناس العاديين على الأقل.
هذا ما حدث في وادي موسى، ومناطق أخرى امتد إليها قطاع 'التعزيم'. عمليات البيع والشراء بدأت قبل ثلاث سنوات على نطاق ضيق، ثم كبرت وتوسعت، من دون أن تثير اهتمام محافظ أو حاكم إداري أو مدير جهاز أمني، لا بل إن موظفين كبارا في جهاز الحكم المحلي استثمروا في عمليات 'التعزيم'.
المواطنون العاديون في الغالب، لا يتمتعون بالحد الأدنى من الثقافة القانونية، وتحركهم الرغبة في الربح وجني الأموال، بصرف النظر عن قانونية النشاط من عدمه.
ولهذا كانت ردة الفعل الغاضبة على تدخل أجهزة الدولة المتأخر على خط الأزمة، والتي وصلت حد إعلان الإضراب العام في اللواء.
لم يسبق أن أقدمت منطقة في الأردن على هذا الأسلوب الاحتجاجي في وجه الدولة، وفي قضية تتوفر فيها كل أركان جرائم الاحتيال والنصب.
لا يريد المواطن الغلبان الذي وضع تحويشة العمر بيد تجار 'التعزيم'، أن يصدق أنه وقع ضحية عملية احتيال. ولهذا، وقفت الأغلبية في وجه الحكومة عندما لجأت إلى القضاء، والذي بدوره حجز على أموال أصحاب معارض 'التعزيم'.
إنها مفارقة تبعث على الأسى، وتصور حالنا البائس؛ مواطنون يساندون المتهمين بالاحتيال، ويعارضون تدخل القضاء لتدارك الكارثة.
كان بالإمكان أن لا نصل إلى هذا الوضع، لو أن أجهزة الحكم المحلي تنبهت مبكرا، وطوقت الظاهرة وهي في مهدها.
لكن، ليس كافيا أبدا القول: 'شو بدنا نسوي.. هذا إللي صار'. يتعين على الحكومة تشكيل لجنة تحقيق على الفور، لتقصي حقيقة القصة من بدايتها، والاستماع لأقوال المسؤولين في المحافظة واللواء، والشهود من أبناء المنطقة؛ ومراجعة المراسلات بين المسؤولين في المحافظة والمركز في عمان، للنظر فيما إذا كانت هناك تقارير قد أرسلت بخصوص القضية في وقت مبكر، وردود الحكومة عليها، إن كانت هناك ردود أصلا.
لا يجوز ترك المسألة هكذا من دون محاسبة؛ فهناك لواء بحاله يعلن العصيان على الدولة، ويرفع سكانه الرايات السود على منازلهم ومحالهم. والحالة إن استمرت من دون إجراءات رادعة، قد تتوسع لتشمل مناطق أخرى.
إن أخطر ما في مشكلة وادي موسى، فقدان أهلها ثقتهم بمؤسسات الدولة وقدرتها على تحصيل حقوقهم، ما يدفعهم إلى الوقوف في صف من نهبوا أموالهم.
الواقعة برمتها تدلل على أننا لم نغادر مرحلة تأسيس الدولة؛ حين كان المؤسسون الأوائل يكافحون من أجل فرض سلطة القانون على 'ولاياتها' المفتتة.
العقاب بحق المقصرين ينبغي أن يكون بحجم الضرر الذي ألحقته المشكلة بصورة الدولة؛ دولة القانون.
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
16-06-2015 05:30 AM

هل يستطيع الحاكم الاداري،قانونيا،أن يمنغ شخصا من شراء سلعة بأكثر من ثمنها الحقيقي بالاقساط؟وماذا لو منع شخصا من بيع سيارته بأكثر من سعرها الحقيقي بالاقساط؟؟وهل يستطيع منع شخص(تاجر البيع الآجل)من بيع سيارته أو سلعته بأقل من سعرها الحقيقي؟أعتقد أن الطمع هو ما أعمى الناس عن حقيقة الاحتيال سواء في التعزيم او البورصات...مع التحية

2) تعليق بواسطة :
16-06-2015 10:58 AM

كان الاجدر بالمعلق رقم 1 ان تعرف بشخصك الكريم هذا من باب ام الاخ الكاتب فاني اشكره لانه اصاب ووضع يده على الجرح وهذه هي الحقيقه

3) تعليق بواسطة :
16-06-2015 11:36 AM

الأجدر الحديث عن الرقابة الذاتية من لدن المواطن
وما حصل هنا في وادي موسى في ما يسمى ب "لتعزيم" وفي اربد وكثير من مناطق الممكلة فيما يسمى بالبورصات
لنطبق عليه حرية المواطن في التصرف وتحمله مسؤولية ذلك
مسؤولية الدولة في ادنى مستوياتها هنا: ناس تبيع بربح لصاحب المعرض والاخير يبيع بخسارة لاستقطاب سيولة في عملية مشروعة ظاهرا
فما داعي تدخل الدولة؟؟!!
واجزم انها لو فعلت ذلك لجلدوها بانها تمنع الاستثمار
تماما كما يهدد مستثمروا البناء بعمان الامانة لانها تفرض شروطا عليهم سواء من حيث عدد الطوابق او الارتدا

4) تعليق بواسطة :
16-06-2015 11:42 AM

يتبع لطفا: 2
بالجملة:
سواء في البورصة او في التعزيم
الناس كانت "خابرة وصابرة"
و"خابر وصابر لا حق له" كما يقولون
اللهم ان تحجز الدولة حرية اصحاب المعارض بالتوقيف وحجز الاموال حتى تضطرهم لرد ما في ذممهم
وفي معظم الاحوال الناس لن تستعيد كل مالها
سواء رفعوا راية سوداء او حمراء
يعني المسالة عوض على جبر كسر لا اكثر

لكن بإمكان الاهالي مطالبة الدولة بتعويضهم جريا على قانونها الذي تعوض به ودائع البنوك بدون حد اعلى حتى لو قامر هذا المسؤل او ذاك بكل المال كما فعل الجلبي

5) تعليق بواسطة :
16-06-2015 02:50 PM

الحاكم الاداري وجهاز الدوله الاداري والاقتصادي هم المقصرون ويجب تحويلهم للقضاء وان لم يكونوا مقصرين فالقضاء عادل وهو الاولى في معاينتهم .اين المنظرون على شاشات التلفزه حين تسمعهم تقول ان كل شيئ مظبوط ومراقب والحقيقه تقول عكس ذالك .انا افرط من الضحك تهكما حين تسمع من بعض الحكام الاداريين في صالوناتهم الفارهه اننا نظبط الامن وهاي مشكلة التعزيم اصبحت مشكله امنيه وخطيره مشكلتنا الكبيره والتي لاحل لها يا وزارة الداخليه ان بعض حكامنا الاداريين يعتبرون انفسهم مشرفين لا مكلفين وضيفيا وكل واحد وراه..

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012