أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
السبت , 18 أيار/مايو 2024


لا نريد أكثر من الأردن

بقلم : فهد الخيطان
18-06-2015 01:22 AM
حتى وقت قريب، كان بالإمكان تشخيص الموقف الأردني من التطورات الجارية في الإقليم دون عناء. في الأسابيع القليلة الماضية، بدا وكأننا قد انتقلنا من المنطقة البيضاء إلى المنطقة الرمادية.
صحيح أننا كنا غامضين في التفاصيل، لكنه غموض مبرر، ويمنحنا فرصة المناورة على الجبهات كافة، بما يخدم مصالحنا الداخلية.
منذ رفع 'الراية'، حصل تطور مثير في اتجاهات الرأي العام الأردني؛ التيار العريض من المواطنين، صار يميل أكثر إلى طرح الأسئلة حول دوافع الخطوة ومراميها، خاصة وأنها تزامنت مع تطورات سياسية على الجبهة الشمالية، وتصريحات نالت اهتماما إعلاميا كبيرا في الخارج.
لماذا الأسئلة الكثيرة، ولماذا القلق؟
في اعتقادي أن ذلك مؤشر على الخوف من أن المقاربة السياسية التي حكمت الموقف الأردني من التطورات في سورية والعراق، وأمنت استقرار البلاد بشكل مثالي، في طريقها للتبدل.
لم تنجح دولة واحدة من دول المنطقة كما نجح الأردن، في الثبات على موقف متماسك حيال أزمات الإقليم. لم يكن هذا بالأمر السهل؛ فقد تطلب قدرا كبيرا من الخبرة والبراعة في إدارة الصراعات والضغوط من كل الاتجاهات، برز الملك عبدالله الثاني من خلالها قائدا استثنائيا في المنطقة والعالم.
كلما كان السؤال يتكرر على مسامعنا جميعا في الخارج؛ كيف تمكن الأردن من الصمود وسط هذه الفوضى؟ كنا ندرك أننا على صواب، وأن موقفنا سليم.
صحيح أن المتغيرات في المشهدين السوري والعراقي، ومواقف القوى المؤثرة؛ إقليميا ودوليا، تملي علينا مراجعة خططنا وسياساتنا. لكن بالرغم من كل ما يحصل حاليا، إلا أننا لم نصل بعد إلى المرحلة التي تستوجب منا نسف الاستراتيجية القائمة، أو الانتقال من مرحلة الردع إلى مرحلة التدخل المباشر.
نحن في وضع مثالي من حيث: القدرة على ضبط الحدود، وتأمين الاستقرار الأمني الداخلي، وردع الجماعات الإرهابية، وإسناد خطوط الدفاع عن أمن المملكة في العمق السوري، وكبح عمليات اللجوء. هذا إنجاز عظيم، ويكفي احتياجاتنا الداخلية. أي خطوة أبعد من ذلك، ستحمل مخاطر كبرى، ربما تقوض ما تحقق في السنوات الأربع الماضية.
أي طموح يتجاوز حدود المملكة، سيعرض الأردن للخطر. استراتيجيتنا في المرحلة المقبلة ينبغي أن تقوم على مبدأ واحد؛ إبقاء الفوضى داخل حدود دول الجوار، ومنع انتقالها إلى أراضينا.
واضح أن الحلول السياسية ليس لها فرصة في منطقة الشرق الأوسط. ما يعني أن الفوضى والحروب الأهلية مرشحة للاستمرار سنوات طويلة. علينا أن نتمسك بمقاربة 'الجزيرة الآمنة'.
لقد أثبتت أزمات الإقليم أن كل دولة تفكر بتجاوز حدودها، ستتورط في الفوضى؛ حرب اليمن تعطينا مثالا على ذلك. الدور التركي في سورية يستحق التأمل في هذه الأوقات. ولا ننسى لبنان أيضا، وتداعيات مشاركة حزب الله في القتال في سورية.
لا يطمح الأردنيون لأكثر من مملكتهم الآمنة والمستقرة، وهم موحدون اليوم أكثر من أي وقت مضى حول رايتها؛ راية المملكة الأردنية الهاشمية. لا نريد أكثر من ذلك.
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
18-06-2015 03:18 AM

.
-- أخالف مع الإحترام الأستاذ فهد في تقييم ما جرى مؤخرا و في حذره من الخطوات خارج الحدود

-- حزب الله عندما حارب في سوريا حمى لبنان بمسلميه سنة و شيعة و بمسيحييه

-- والاردن جعل لفترة نشاطه في افغانستان لحماية الاردن لذلك من باب اولى ان يفعل ذلك والجبهة في الدول المتاخمة

-- السعوديون الجدد يريدون إخضاعنا فكان الرد صارما بتذكيرهم أن الشرعية الدينية لا تسقط بالتقادم وانكم تحتاجوننا اكثر مما نحتاجكم

-- اما السلطة فتم تذكيرها ان البساط الذي تقف عليه لنا نسحبه متى شئنا فلا تختبرونا

يتبع :

2) تعليق بواسطة :
18-06-2015 03:30 AM

تكملة:
-- نحن مضطرون لدعم محدود و مدروس للعشائر السورية و العراقية ليكون لنا قول و دور ليكونوا على الاقل خطا متقدما لحماية حدودنا .

-- اما حكاية الأردن الكبير فهي تحليلات ساذجة لمدعي المعرفة .

-- السياسة الإقليمية الاردنية ترتكز الآن على تحالف مع مصر و الإمارات مع تهدئة مع قطر و ايران .

-- من زاوية برغماتية بحته فإن سياسة الاردن الإقليمية الآن هي الأكثر حنكة و تستحق الإعجاب .

.

3) تعليق بواسطة :
18-06-2015 09:51 AM

١- الصراع في سوريا هو بين روسيا وأمريكا. أي متغيرات عسكرية على الأرض لا معنى لها حتى يتم الإتفاق بينهما. بالتأكيد عمان لن تكون حاضرة بين تلك القوتين الدوليتين!!
٢- الصراع في العراق بين إيران وأمريكا، وأي متغيرات عسكرية على الأرض لا معنى لها حتى تفاهم الطرفين. أيضاً، في هذه الحالة، عمان لن يكون لها مكان على طاولة المفاوضات.
٣- أمريكا تورط عمان للتدخل في سوريا لتحسين تفاوضاتها مع روسيا، وفي سوريا لتحسين تفاوضها مع إيران.
٤- الأردنيين سوف يدفعون ثمن هذه الحماقة بضياع الهوية وتهجير فلسطيني الضفة.

4) تعليق بواسطة :
18-06-2015 12:41 PM

بالعكس وكما كتبتُ هنا عدة مرات سابقا

فإن الاردن ومنذ اندلاع الثورة السورية كان بحاجة ماسة لتفعيل سياسة "المراجعة" لحدوده الشمالية من سويداء فدرعا وحتى قنيطرة، لاسباب رئيسية:

* حماية سويداء بدروزها الكرام من مصير قاتم محدق بهم الآن، أقلها إنهاء ذريعة اسرائيل بانشاء جيب موال لها على حدودنا الشمالية على غرار جيب سعد حداد

* نقل اية مواجهة محتملة مع قوى اسلامية متشددة بعيدا عن العمق الاردني الحساس جداً

* عامل موات جوهره تماثل هذه البيئات الاجتماعية القوى مع البيئات الاردنية عموما

5) تعليق بواسطة :
18-06-2015 12:43 PM

يتبع لطفا 2:

* فرصة لأن نصحح خطأ تاريخيا بحق الاردن، حينما وضع نظام الاسد يده كأمر واقع على نهر اليرموك، أقلها لتوفير مياه لإرواء اللاجئين من سوريا: مثال حقيقي: قبل وفود هؤلاء علينا كان يصل بيتي 2 متر مكعب ماء من مياه السلطة.. الآن وبكل بساطة لا يصله شيء تقريبا.. هذين المترين صارتا من نصيب عائلة سورية



* تحفظات دولية واقليمية في حدها الأدنى على خطوة اردنية بهذا الاتجاه، من قبيل "السيادة السورية"..الخ

6) تعليق بواسطة :
18-06-2015 01:25 PM

يتبع 3:

بالمقابل، فإن سياسة "مراجعة" اردنية مماثلة خارج هذا النطاق، وتعيينا باتجاه العراق مهلكة، اقلها:

* "لجاجة العراقيين" التاريخية، وممن "مرضاتهم غاية لا تدرك"

* البعد الجغرافي الشاسع بين العمق الاستراتيجي الاردني اللاوم لأي عمل عسكري وبين تلك المناطق (شمال وغرب العراق)

* تماثل اجتماعي في حده الأدنى بين تلك المناطق والاردن عامةً

* ضآلة إن لم يكن غياب اي تجربة سياسية ـ إدارية مشتركة بين تلك المناطق وجوارها الاردني.. قارن بتلك التجارب القوية والمتعددة بين جنوب دمشق والاردن عامةً

7) تعليق بواسطة :
18-06-2015 01:37 PM

اخيرا (5)

الأهم: ما يُقال بأن المنطقة المعنية من العراق واعدة بنفط وغاز هائلين ما يجعل بالتالي أي حديث عن ضمهما للاردن مدعاة للشبهة والزعم بإنه إنما فعل ذلك لاسباب مادية بحتة

دعك من أن قوانين توازنات القوة الخالدة التي ستنتهض بالمنطقة بوجه الاردن لمنعه من ان يجمع بين يديه عناصر قوة جغرافية، وبشرية، ومالية (مبيعات الغاز والنفط) هائلة

تماما كما سيُثار عن تدخل مصري شرق ليبيا طمعا بنفطه وغازه الهائلين ما سيشكل اخلالا ضخما بموازين القوة الاقليمية فيما اذا ضم المصريون لقوتهم البشرية قوة مالية ضخمة

8) تعليق بواسطة :
18-06-2015 02:06 PM

الوضع المحيط بنا بالغ الحساسية ويجب قراءة المتغيرات الجيوسياسية القادمة من خلال سياسات القوى الدولية والاقليمية المؤثرة في المنطقة والاحاطة بامكانياتنا الذاتية والموضوعية حيث ان الوضع لا يحتمل ترف المغامرة للتمدد خارج حدودنا لا بشرعية تاريخية ولا مستقبلية

9) تعليق بواسطة :
19-06-2015 12:08 AM

يا ريت تُذكر لنا يا أخ "المغترب" ما هي "الشرعية الدينية"؟ هل هي في القرآن، أم في السُنّة؟ أم هي موجودة في عقول المتخلفين، الذين يفترون على الله كذباً؟!!
رُبما حين نتوقف عن الإستهتار بالدِّين، ونتوقف عن الكذب والتدليس على رب العباد، رُبما وقتها ربنا يهدينا الصراط المستقيم!!

10) تعليق بواسطة :
19-06-2015 12:20 AM

"الشرعية الهاشمية" المقصودة هي لقضم جزء من العراق، و جزء من سوريا، والسعودية ليست مقصودة ،لا من قريب، ولا من بعيد!! السعودية، وقطر، و الإمارات، هي التي تمول ما يجري في العراق و سوريا. الأردن يقبض لأداء دور إستخباراتي، ولوجستي، و تدريب، وحشد. السعودية قبضتها على الأردن قبضة من حديد عبر الإرهاب والبترودولار. الإيحاء أن الأردن سوف يقوم بقضم الحجاز أو نجد، هو عبارة عن ثرثرة ساذجة، وتضليل، لا أكثر. ؟؟!!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012