أضف إلى المفضلة
السبت , 11 أيار/مايو 2024
السبت , 11 أيار/مايو 2024


"عايز حقي"
26-08-2010 01:32 AM
كل الاردن -

خالد العلاونه

 

 

كلما شاهدت الفلم العربي " عايز حقي" والذي يحاول فيه " صابر" بيع بلاده للحصول على حقه الدستوري فيها ، تقفز امام عيني صورة وطني الاردن ، الارض والانسان ، فأوجس خيفة وفي ذاكرتي شركة البوتاس والفوسفات والاتصالات وغيرها الكثير .

 

لا يختلف اثنان على ان " صابر " الذي يؤدي دوره الفنان القدير هاني رمزي يحب وطنه ومستعد للموت في سبيله ، وما دعوته لأبناء الشعب بإعطائه توكيلات قانونية لبيع حصصهم وحقهم في بلادهم ومؤسساته ومكوناته الا دعوة لهم للتنبه بان هناك وطنا يضيع ، حوله المستثمرون والمتنفذون والمتنفعون الى كعكة يتقاسمونها ، ولا يبقى للشعب الا ان يكافح امواج الجوع والفقر والحرمان .

 

رأى صابر ان اصحاب الشركات والاستثمارات والامتيازات الذين لا حق لهم في بلده راحوا ينهشونه من كل حدب وصوب بينما اصحاب الحق فيه لا يطولهم حتى الفتات ، من هنا انطلق "صابر " ليوقظ ابناء الشعب وينبههم بان وطنهم يضيع وان حقوقهم فيه مسروقة ومنهوبة وهم لا يدرون ، حتى عندما ذهب الى افخم المطاعم وتناول اطيب المأكولات واغلاها ، ورفض ان يدفع ، لم يكن لصا ولا محتالا ولا متسولا انما كان ابن بلد له الحق بجزء من كل ما هو قائم على ترابه وارضه ، وكان يوصل رسالة الى المسؤولين ذوي المحسوبية والرشوة والشللية بان في هذا الوطن شعب له الحق بان يعيش بكرامة وشرف ، ولا بد ان تتحقق العدالة ليحصل كل ذي حق على حقه .

 

عندما بدأ المزاد واخذت الارقام بالارتفاع ، أحس " صابر " بوجع العيش بلا وطن وأيقن ان بلاده تساوي اكثر بكثير مما يدفعون وسيستعيدون ما دفعوا في زمن قياسي بعد ان ينهبوا خير الارض وثرواتها فكانت مقولته المدوية ( اللي بيشتروا ابو ألف بميه .. اكيد عارفين انه البلد بتسوى كثير ) هنا ادرك " صابر " ان الانسان يفقد هويته وهيبته وكرامته عندما يفقد وطنه ، فماذا يتبقى له ان هو باعه ، هذا ما دفعه الى اعلان عدم البيع وخاطب الجماهير الغاضبة التي راحت تقذفه بالأحذية والعصي وتنهال عليه بسيل الشتائم ، خاطبهم بقوله ( انا مش هبيع ... شوفوا غيري يبيع ) .

 

نعم ان الوطن الارض والانسان اغلى من ان يباع ببضعة مليارات يدفعها الذين لا هم لهم الا نهب خيراته وثرواته والقاء اهله في غياهب الفقر والجوع والحرمان .

 

اشعر اننا اصبحنا على بعد خطوتين من ان يظهر لنا من يطلب منا توكيلا لبيع حقنا ــ ان كان لنا حق ــ في هذا البلد بعد ان اصبح الاردن كعكة يتناهشها المستثمرون والطامعون والمتنفذون من كل الاجناس والاطياف ، وبعد ان انهال عليها الكابيتاليون بمحسوبيتهم وشلليتهم ومجموعاتهم واستثماراتهم ، ولا بد من ان تكون لنا وقفة حازمة في وجوههم ليعلموا ان في الاردن من يحميه ويدافع عنه ، وانه لا بد من ان يتحطم جدار الصمت ويتلاشى حاجز الخوف حتى لا يتيهون في الارض باحثين عن وطن ضاع .

 

تلوح بالافق بوادر حركة وطنية اردنية همها الوطن وحمايته والدفاع عنه ، فهذه دعوة لكل الأردنيين الالتفاف حول هذه الحركة ومساندتها لتكون السد المنيع في وجوه كل الطامعين.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012