أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


التوقيت الشتوي ضرورة قصوى

بقلم : إبراهيم غرايبة
26-10-2012 11:45 PM
قرار الاستمرار بالعمل بالتوقيت الصيفي الذي اتخذته الحكومة، يضر بحياة الناس وأعمالهم بلا سبب ولا فائدة. فإذا بقي التوقيت الصيفي كما هو، فإن الشمس سوف تشرق الساعة الثامنة إلا ربعا، وسوف يؤذّن الفجر الساعة السادسة والثلث. ولنتخيل حياتنا وأعمالنا في ظل حالة مثل هذه. فمعظم الناس بحاجة إلى الاستيقاظ حوالي الساعة السادسة صباحا للاستعداد للعمل والمدارس. وهناك عدد كبير من المواطنين يأتون إلى عمان من المحافظات والمدن في الشمال، والبلقاء، ومادبا، والزرقاء.. لنتخيل حالة الناس وهم يذهبون إلى أعمالهم ومدارسهم في الظلام الشديد وفي البرد قبل أذان الفجر، ولنتخيل طوابير الصباح والإذاعة المدرسية في الظلام والبرد والشديد. وفي الوقت نفسه، لا يبدو ثمة حكمة أو فائدة من هذا القرار الذي يبدو أنه لم يأخذ بالاعتبار فروق الليل والنهار الكبيرة بين الصيف والشتاء، ويضاف إلى ذلك الحاجة إلى التدفئة والإضاءة الإضافية، والاكتئاب والألم النفسي والجسمي الناشئ عن الاستيقاظ في الظلام والبرد، بسبب التحرك والانتقال في المواصلات والانتظار على الأرصفة وفي المحطات.أتذكر، ولا أظن أني سوف أنسى، عندما كنا في أواخر السبعينيات بحاجة إلى أن نتحرك الساعة الخامسة والنصف صباحا (بالتوقيت الشتوي) إلى المدرسة، وكيف كنا نمضي في الباص في الطرق الجبلية، ونشعر وسط الضباب والبرد والصقيع كأننا تائهون في الفضاء! وأتخيل الآن المواطنين وطلبة المدارس والجامعات الذين يتحركون من قراهم وبيوتهم البعيدة حسب التوقيت الصيفي، والذين سيكون عليهم أن يستيقظوا قبل أذان الفجر بساعتين أو ساعة ونصف الساعة على الأقل ليستعدوا للانطلاق ويتناولوا فطورهم ثم يتحركوا في المواصلات العامة التي تعمل في ظروف بالغة الصعوبة، وتكاد تكون غير إنسانية، فلترحم السماء هؤلاء التائهين في الضباب!هل تريد الحكومة أن تضيف إلى المواطنين معاناة جديدة لتمنحهم شعورا بالإنجاز عندما تتراجع عن القرار؟ إذ لدي شعور أن الحكومة سوف تتراجع عن القرار، ولكن بعد أن تُدخل المواطنين في ضيق ومعاناة وضغوط، وهكذا تستجيب لمطالبهم وينسون الأسعار والدعم، والحريات والإصلاح، والتهرب الضريبي، والمؤسسات المستقلة أو المتمردة، والعدالة الغائبة في التشريعات والتعيينات.. ويكفيهم أن الحكومة منحتهم التوقيت الشتوي!الحكومة تمنح شعورا سلبيا وكئيبا بقرار الاستمرار بالتوقيت الصيفي.. وكأنها تتسلى أو تبحث عن 'شغلانة' جديدة، ولسان الحال: ويل للشجي من الخلي!ibrahim.gharaibeh@alghad.jo

(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
27-10-2012 01:02 PM

أضيف الى كلام الغرايبة:أعتقد بأن الساعة ستقوم وستشرق الشمس من مغربها بسبب هذا القرار...يا سيدي لا تثير الدنيا وتؤخر أذان الفجر الى السادسة والثلث، بكل بساطة يمكن ان نؤخر دوام المدارس والجامعات وبقية الدوائرساعة للامام، وحسب الحاجة،ولا تعملوا من الحبة قبة...خلص لقينا سيء نكتب فيه...يا ناس ويا كتاب ابحثولنا عن شيء نافع،عن فكرة تزيد انتاجنا،وابعدوا عنا الفكرة:أن العرب أمة الحكي، ودعونا مرة نرى كاتبا يكتب لنا عن فكرة بها انجاز وانتاج...شكرا

2) تعليق بواسطة :
28-10-2012 12:40 AM

في السابق لم يكن هناك الا توقيت واحد هو صيفي شتوي ولم تكن الناس تشتكي بعكس الان اصبح كل الناس يشتكون من كل شيء يريدون اي موضوع لكي يشبعونه شكوى وكلاما لا معنى له

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012