أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


تخسا يا «ساندي»

بقلم : احمد حسن الزعبي
01-11-2012 12:21 AM
مجرد مراقبة الموج الأبيض الغاضب كبطن الكوبرا العملاقة والرياح الثائرة من كل شيء والماء المتدفّق بين البيوت وفوق سقوف السيارات يثير الرعب، هذا وأنت جالسٌ في بيتك تعتلي فرشة الصوف وتضع على كتفك لحاف وحرام جلد النمر ..كيف لو كنت في «نيويورك» من غير شرّ!
الأمريكيون مدهشون في تعاملهم مع غضب الطبيعة..من له علاقة بالإعصار؛ من فرق انقاذ، ودفاع مدني، ورجال أمن، وإطفاء، وأطباء، وفرق بحث، وإيواء، ظل يمارس مهنته ويقف متحدياً «ساندي» وجهاً لوجه..ومن ليس له عمل التزم بيته بصمت، او رحل الى ولاية أخرى بهدوء .والتالي مات فقط 17 شخصاً من أصل 60 مليون بني آدم لحق بهم الأذى بشكل مباشر وغير مباشر من ساندي..بينما نحن 6 ملايين نسمة وكل يوم نخسر مثلهم أو أكثر بقليل إما بحادث سير بين «باص كيا» وسيارة «افانتي» أو بــ»هوشة» أو من خلال الزحلقة بدعّاسة «الصالون»...
انا العبد الفقير الى الله..قبل شهر من الآن قمت بعمل رتق اسمنتي سميك لشق طولي على سطح بيتي...أحضرت الرمل والاسمنت والماء..شمّرت عن ساعدي وعن قدميّ، وبدأت بالعمل ؛كلما أضفت رملاً شعرت ان «الجبلة» بحاجة الى اسمنت،وكلما أضفت «اسمنتاً شعرت ان «الجبلة» بحاجة الى رمل..في النهاية تكونت لديّ «جبلة» مهولة، كافية لإنشاء برجي التجارة العالمية من جديد..حتى أدوات الجبل والصبّ كانت مزرية للغاية فــ»الكريك» الخاص بي عبارة عن مجرود حديدي..و»المسطرين» ليس سوى كرسي «بسكليت» قديم...المهم أضفت «الباطون» على الشق وحاولت تمليسه وتسويته والتخلص من «الشمينتو» الزائد بتثخين الخط الواصل من الخزان الى الستلايت...وما ان انتهيت وأخذت اكثر من «زاوية نظر» على انجازي..حتى شعرت بأن أي رائد فضاء أو قليل عقل مثل «فليكس» يستطيع ان يرى في الأردن معلمين بارزين فقط ..حفرة الانهدام وصبة الميلان خاصتي... ومع ذلك..وعند حضور شتوة «الوقفة» بدأ السقف بالدلف كما كان «قبل الصبة» وأكثر .كما امتلأ قاع الدار الخارجي بالماء بسبب جغرافيته المنخفضة، حيث تجمعت مياه الحارة كلها امام العريشة، وبدأت تطيش امامي على ارتفاع 40سم ..حفاية «عبود» و»زنوبة» حمزة..واكواز العرنوس الفارغة..وعلبة شراب « راني ع خوخ»...وانا اقف متكاسلاً من كسر القناة أو حتى تغيير اتجاه المسيل...
وعلى وضعي الفردي وادارتي لأزماتي .. قس عمل وادارة المؤسسات والحكومات بإدارتها لأزماتها.. وقارنها بعمل وادارة المؤسسات والحكومات في الدول المتقدّمة ..
***
الآن قد تجد بيننا من يتفّه قدرات الدول العظمى في مواجهة مصائبها، ماعطاً عبارته المعهودة من تحت الفروة:
ساندي.؟؟ تخسا يا ساندي!!...شو بيطلع مع «سعد الذابح» ؟؟
غطيني يا «كيم كارداشيان» ما فيش فايدة..

(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
01-11-2012 07:18 AM

أسعد الله أوقاتك يازعبي .
كأنك لم تسمع ولم تر ما حصل في العقبة الثغر الباسم قبيل العيد جراء شتوة على جبال وادي اليتم والمزفر والتي لم يتنبأ بها أحد حيث توفي رجل وطفلة ودمرت عشرات السيارات وأمست المدينة مدينة أشباح . ولو جاء " ساندي " على منطقة الشرق الأوسط - لاقدر الله - لوجدت كارثة تسجل في سجل الكوارث العالمية .

2) تعليق بواسطة :
01-11-2012 08:25 AM

قريت كل المقال طلع كلام ....


هذه الرياح من جند الله فكيف تسمي المقال بهذا العنوان

3) تعليق بواسطة :
01-11-2012 10:21 AM

ذكرتني والله يذكرك بالخير في سنه من سنين الخير والمطر الوفير كان يحيط بيتنا سور من الحجاره والطين ونتيجة الامطار الغزيره انهار القسم الذي يلاسق البوابه الرئيسيه للحوش فاستقرت الحجاره والطين جميعها في البوابه الرئيسيه اتعرف ماذا حصل؟ نسينى البوابه وانها كانت في يوما من الايام هنا بوابه حيث اصبحت البوابه عباره عن رجم من الحجاره و اصبح مرتع لعلب المنجرينة الغزال الفارغه طبعا والسردين المغربي والطون والفول والحمص المدمس وعلب الحلاوة الكسيح وبكيتات الدخان سمر ولولو كمال وبقي هذا الامر ما يقارب الثلاثين عاما حتى بعث الله لنا البلديه ونظمة المنطقه وداهم هذا الرجم شارع جارف اخذ السور بوجهه والرحم معه الى الابد والحمدلله ارتحنى من مشكله اسمها فتح البوابه (لتنويه طبعا كنا نستعمل من بعد "ساندي" اي الانهيار العظيم بوابه كانت اقل دمارا من الرئيسيه لان الانهيار اخذ بعين الاعتبار الميلان الموجود كان باتحاه القبله والله ستر)

4) تعليق بواسطة :
01-11-2012 10:32 AM

شكرا للمقارنة أخي أحمد. ظلت جدلية التواكل باسم القدر، والأخذ بالأسباب تلح علي كلما قرأت عن الحوادث المميتة ذات الاسباب التافهة التي تخطف أرواح المئات عندنا سنويا. الفرق بيننا وبينهم كبير.. نحن قدريون نحمل الذات الإلهية مسؤولية كل مصائبنا، وهم عمليون يعلمون أن لكل نتيجة سبب أو اسباب، فاذا حزبهم أمر بحثوا في الأسباب التي قادت إليه إلى أن يتعرفوا على مكامن الخلل فتراهم يسارعون لتصحيحها ووضع القوانين والتعليمات والارشادات للحيلولة دون تكرارها حتى راكموا من الخبرات الكثير وبات الأخذ بالأسباب عندهم دينا. أتمنى من مشايخنا الكرام بدل الحديث عن نواقض الوضوء، ومشروعية تعدد الزوجات أن يحدثوا الناس فيما ينفع دنياهم أيضا وأن يعلموهم الفرق بين الاتكال على الله والتواكل عليه مستشهدين بحديث الرسول الكريم: "اعقلها وتوكل"، وغيره من الأحاديث التي عندما عمل بها المسلمون سادوا العالم ولما تخلوا عنها أصبحوا في مؤخرة الركب بكل ما تحمله كلمة "المؤخرة" من معان!

5) تعليق بواسطة :
01-11-2012 06:18 PM

اللهم لا شماته. لكن قبل أسابيع معدودة غقط كنا بمعركة مع أمريكا نرجوهم فيها وقف الاستهتار والإساءة للأنبياء. خاصة رسول الله محمد (ص) رغم كل المظاهرات والاحتجاجات لم يستجب الأمريكان لنا، ووقف اوباما يدافع عن حرية الرأي.

طبعا نسينا كل ذلك رغم أنه حدث قبل شهر فقط ، لكن الله لا ينسى، وقلنا في تعليقاتنا أن الإساءة للأنبياء هي بمثابة ضوء أخضر لقدوم العذاب وهذا ما علمنا إياه القصص القرآني.

نعم انه العذاب الذي يعده الله لكل عاصي وكل متكبر وجاحد ومعتدي على أنبياء الله ورسله والعلماء الأتقياء والمؤمنين والمسلمين، من قتل وتشريد وحصار.

هل من متعظ؟ هل يعي الأمريكان أو غيرهم هذه الرساله الإلهية؟؟

ألا تلاحظوا أننا دخلنا في زمن يعاقب الله فيه مظاهر الفساد؟ فهنا عاصفة تضرب مجمعات الفساد وسونامي على أرخبيل الشواطئ الفاسدة وصاعقة تضرب المثليين وغيرها كثير لكل مراقب ومشاهد.

لا نبالغ إن قلنا أننا في عصر الهي رباني يؤذن بإشراقة دين الله من جديد. وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا. وكذلك: وأشرقت الأرض بنور ربها. صدق الله العظيم.

نرجوا من الاخوة الكرام فهم الرسالة وأخذ العبر عندنا هنا في الأردن وفي كل أرض.والسلام على من يسمع الكلام.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012