أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


عبث سياسي ومصيبة اقتصادية

بقلم : فهد الخيطان
03-11-2012 12:51 AM
طيلة الأشهر العشرين الماضية، كنا مستغرقين في الجدل حول الإصلاح؛ فنسينا حالنا وحال البلد. الدولة وأجهزتها كانتا منشغلتين بالحراك تفكيكا وتشتيتا، والمعارضة وأدواتها بالبحث عن مكاسب في الحكم.من بعيد، بدا الأردن أنموذجا في التحول الديمقراطي السلمي من غير ثورات ودماء. الانطباع صحيح، لكن أطنانا من الكلام الذي صُرف لم يعالج مشكلة واحدة من مشاكلنا.ها نحن اليوم محشورون في الزاوية الضيقة؛ عجز غير مسبوق في الموازنة، ودين عام تجاوز السقوف الآمنة بعد انقطاع الغاز المصري وارتفاع أسعار النفط. ومع امتناع الأشقاء عن تقديم المساعدات الموعودة، تتجه الحكومة، وتحت ضغط صندوق النقد الدولي، إلى اتخاذ قرارات اقتصادية غير شعبية، تتمثل في رفع الدعم عن سلع أساسية مقابل دعم مالي لذوي الدخل المتدني والمتوسط. وفوق ذلك كله، تحديات أمنية وسياسية على الجبهتين الشمالية والغربية.لم تكن هذه التحديات وليدة ساعتها؛ الغاز المصري بدأ بالانقطاع قبل ثورة 25 يناير. وقبل عشرة أشهر، سمعت أنا وعدد من الزملاء الملك عبدالله الثاني يقول إن على الحكومة البحث عن بدائل للغاز المصري منذ الآن. وكان رئيس الوزراء عون الخصاونة، في ذلك الوقت، حاضرا في اللقاء. كما فشلت حكومات المرحلة الانتقالية الأربع في التعامل مع تحدي ارتفاع أسعار النفط، وتثبيت معادلة التسعيرة الشهرية التي بدأ المواطن الأردني بالتعود عليها منذ أن اعتمدتها حكومة نادر الذهبي.تحت وطأة الأزمة الخانقة، بدأنا نتصرف بعصبية مع مصر ودول خليجية. الهجوم في وسائل الإعلام يفاقم المشكلة ولا يحلها؛ فالمطلوب تحرك دبلوماسي عالي المستوى على المحورين المصري والسعودي، لكسب الغاز والدعم المالي.السجال بين الدولة والمعارضة اليوم بدون جدول أعمال واضح ومحدد؛ مجرد مكاسرة إرادات لا غير. قوى المقاطعة، وفي سبيل إثبات صحة موقفها، تجلس متفرجة بانتظار انفجار اجتماعي يُدخل البلاد في دوامة الفوضى، تضطر الدولة على إثره لتأجيل الانتخابات. وبذلك تفوز المعارضة برأيها، ولكن على أنقاض البلاد!الدولة ليست بأكثر حكمة من المعارضة؛ جل اهتمامها اليوم هو أن تثبت بأن الحراك الشعبي أفلس ودخل في 'الحيط'، وأن الحركة الإسلامية عاجزة عن تعطيل قطار الانتخابات. ليكن هذا نصرا، ما الفرق الذي يحدثه في المواجهة مع الأزمة الاقتصادية؟ هل يساعد تعميق الانقسام في تمرير خطة الحكومة لرفع الدعم؟ وهل يكفي للاطمئنان على اليوم التالي للانتخابات؟ما الذي نجنيه من انتصار هذا المنطق أو ذاك إذا كانت النتيجة دخول البلاد في المجهول؟الأزمات الاقتصادية لا تطيح بالدول، وإلا لانهارت دول كثيرة في العالم واجهت أزمات أشد من أزمتنا، احتكمت جميعها إلى الآليات الديمقراطية لحسم خياراتها. ومن لم ينجح منها في تجاوز الأزمة، تمكن على الأقل من إدارتها بأقل الخسائر. الإشكالية في حالتنا أن الأزمات داهمتنا قبل استحقاق انتخابي، نحن مختلفون بشأنه أصلا، وتُفرض علينا قرارات لم يعد بالإمكان تأجيلها؛ فقد كنا طيلة الفترة السابقة نهذي بكلام كثير في الشوارع والمنابر والدوائر بدون أن ننجح في حل مشكلة واحدة.يقال إن الناس يتوحدون في المصائب ويتناسون خلافاتهم. لا نريد أن ننسى خلافاتنا أو نتوحد؛ في الحد الأدنى أن نظهر قدرا من التضامن لعبور الأزمة، ثم نعود للمناكفات المعتادة بعد أن نتجاوز المصيبة الاقتصادية.

(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
03-11-2012 02:11 AM

ومن الذي اورث هذه المصيبة يااخ فهد ومن كان السبب سواء بالفساد او بالقرارات الغبية التي اتخذت من قبل اشخاص وشخوص اغبياء ودون الكفاءة المطلوبة ياستاذ فهد قامو باتخاذ القرارات الغبية كشخوصهم لانهم لافقهون وتم تعينه بالواسطو والمحسوبية ولان فلسفة تعيين القيادات في الاردن تقوم على مبدأ الولاء المزيف وليس على اساس الكفاءة واعلمك اخ فهد النظام السياسيف الاردن هو من اوجد واورث واكد هذا الاساس او المبدأ, لاتحملني نتيجة ماحص ولاتحمل الشعب الاردني بجميع اطيافة واصوله ومنابته نتائج ماحصل لم نكن اصحاب قرار ولم نكن لاعبين في مسرح الدمى الاردين فقد كنا الجمهور او المتفرجون يافهد. والان قول لي نواجة العاصف نواجة ساندي نعم ساندي ولكنه ليس كساندي نيويورك يمر او يقبل ان يذهب ب 16 قتيل قساندينا يااخ فه سيكون جارفا للاخضر واليابس والسسبب ياعزيزي هو استهتارنا واستضراطنا لمقدراتنا ومستقبلنا وعدم اهتمامنا بما سرق ونهب من امثال باسم وخالد ومحمد ومجدي ووليد وغيرهم الكثير. فاسمحلي ان اقول لك وبكامل قواي العقلية كاردني احمل الدكتوراة من 31 سنة والاستاذية من 18 سنة واعد من قيادات البلد الفكرية والعلمية اقول فليكن لعلمك وعلم صاحب القرار وبعد ماشاهدي بام عيني بعد ماعدت من امريكا منذ 31 عاما اقول فليذهب الاردن الى الجحيم ولا اسفا عليه. واسفاه على بلد لم تحسن ادارته.

2) تعليق بواسطة :
03-11-2012 12:29 PM

أفتبس ..نعم ......والسسبب ياعزيزي هو استهتارنا واستضراطنا لمقدراتنا ومستقبلنا وعدم اهتمامنا بما سرق ونهب من امثال باسم وخالد ومحمد ومجدي ووليد وغيرهم الكثير. فاسمحلي ان اقول لك وبكامل قواي العقلية كاردني احمل الدكتوراة من 31 سنة والاستاذية من 18 سنة واعد من قيادات البلد الفكرية والعلمية اقول فليكن لعلمك وعلم صاحب القرار وبعد ماشاهدي بام عيني بعد ماعدت من امريكا منذ 31 عاما اقول فليذهب الاردن الى الجحيم ولا اسفا عليه. واسفاه على بلد لم تحسن ادارته.

3) تعليق بواسطة :
03-11-2012 12:48 PM

Fahd,,,,what are you writing about...!!!!!!!!!,,we can not force the Egyptians to activate the agreement ,neither to supply us with Gas or even demand the penalty close because this will make public all details about the Gas supply deal and who are the persons making big commitions.....!!!!!....o

4) تعليق بواسطة :
03-11-2012 04:37 PM

لست تمثل احد ولا قيمة لمقالك فلا هو تعزيه ولا موعظة ولا كراز يا فهد اذا تذكرنا كل ما كتبتموه من عقود !ماذا استفدنا من كل هذا الهشت والدجل ؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012