أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


استعدوا.. بدأت الحرب

بقلم : فهد الخيطان
29-12-2013 12:01 AM
وكأننا على وشك الدخول في حرب؛ استعدادات على كل الجبهات، قوات تمركزت على كل القواطع سبقها استنفار أمني لتأمين الجبهة الداخلية، شمل في ما شمل من إجراءات توقيف مشتبه بهم، وتحذير آخرين من مغبة اللعب من وراء ظهر قواتنا.وفي مثل كل الحروب لابد من تعطيل قدرات العدو، والتشويش على اتصالاته، فكان أن جرى وضع أجهزة التشويش على خطوط التماس المتقدمة.الاستعداد لبدء امتحانات التوجيهي تحوّل إلى ما يشبه دخول الحرب فعلا؛ بيانات وتصريحات وزير التربية والتعليم في الأيام الفائتة، كانت أقرب ما تكون إلى لغة البيانات العسكرية. عقد من الاجتماعات مع المسؤولين الأمنيين أكثر منها مع التربويين، لاحق البلاغات بحق المتورطين في تسريب الأسئلة في الدورات السابقة، حذر وتوعد بنصر مبين على كل من تسول له نفسه الاقتراب من قاعات الإمتحان.وهدد بالفصل والطرد بحق أي طالب يفكر حتى بالاقتراب من نافذة القاعة. غيّر وبدل في تكتيك الأسئلة ليحرم الغشاشين من فرصة الانتفاع من أوراق الأسئلة المهربة من قاعات الامتحان.لم يترك منفذا محتملا للغش إلا وسده، ونشر قواته خارج القاعات وداخلها؛ مراقبون على المراقبين، وسيارة مجنزة لنقل أسئلة الامتحان. منع 'الخلوي' بكل أنواعه، وحرم'الواتس آب'، ولو كان بمقدوره لعطل شبكات الاتصال في البلاد طوال أيام الامتحان. وليس مستبعدا في قادم الأيام ان نستعين بمراقبين أجانب للإشراف على امتحانات التوجيهي والتأكد من نزاهتها.الوزير معذور، فتسريب الأسئلة كل سنة تحول لكابوس يؤرق وزراء التربية؛ أطاح بسمعة الامتحان، ونزع مصداقيته في عيون الناس، وأضر بسمعة الحكومات، ووزراء التربية.لقد تحول الامتحان بالفعل في السنوات الأخيرة إلى مهزلة. يقول تربويون على اطلاع أن المئات من الطلبة نالوا معدلات عالية بفضل الغش.لم يعد الغش في الامتحان ممارسة فردية، فقد تحول إلى عمل تديره شبكات من المنتفعين، بينهم أساتذة وموظفون، وتجار، ناهيك عن الطلاب. ولايحدث ذلك من وراء ظهر الأهالي، إنما بمعرفتهم، وتشجيع بعضهم أيضا.الظاهرة لم تبرز فجأة، بل نمت وتوسعت على مدار سنوات، كانت خلالها الحكومات تصر على دفن رؤوسها في الرمال، حتى وصلنا إلى مرحلة فاقت فيها قدرة عصابات التوجيهي، وأساليبهم في الغش، قدرة الأجهزة الحكومية على ضبطها. ولما استمرت الحكومات في التساهل بتطبيق القانون، وصل الأمر إلى حد اقتحام قاعات التوجيهي بالأسلحة الرشاشة، وإملاء الأجوبة على الطلبة الممتحنين، دون أن يتمكن أحد من محاسبتهم.ربما تكون ملاحظات التربويين على امتحان التوجيهي في مكانها، وثمة حاجة بالفعل إلى تطوير طريقة الامتحان، وهناك سيناريوهات مطروحة لمراجعة 'التوجيهي' نسمع بها منذ سنوات. لكن الاعتراض على طريقة الامتحان شيء، والتجاوز على القانون شيء آخر.ما يحصل لنا في'التوجيهي' هو مثال صارخ على الثمن الذي ندفعة دولة ومجتمعا، حين يصبح التهاون في تطبيق القانون أمرا شائعا، لابل مقبولا. فما يفترض أن تكون قاعات امتحان تتحول إلى ثكنات عسكرية. والعملية التربوية أصبحت عملية أمنية نعد لها الأمن والدرك كي تنجز المهمة بأقل الخسائر.كلما تساهلت الدولة في تطبيق القانون، ترفع على نفسها كلفة تطبيقه لاحقا، وقد تجدها في مرحلة من المراحل عاجزة حتى عن دفع الكلفة.في الدولة الأردنية صارت الكلفة الأمنية لإنفاذ القانون عالية، لفرط تساهلنا سنوات.fahed.khitan@alghad.jo
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
29-12-2013 08:45 AM

ما تقوله صحيح ومعالي الوزير محق في كل اجراءاته التي نامل ان تستمر لاخر يوم وللفصل الثاني ايضا حتى ياخذ كل ذي حق حقه

2) تعليق بواسطة :
29-12-2013 09:57 AM

لا ادر ما الذي يحدث في بلدنا - بل - وفي العالم العربي جميعا ...؟؟؟ اهي ثورة وعي وصحوة ام كسر للقيود وانتشار للفوضى وتهديم للقيم ...؟؟؟
حدثني احدهم - البارحة - بانه فقط بعد مرور خمسة دقائق فقط على بدأ امتحان التوجيهي وفي يومه الاول ورغم كل الاسلحة والتحشيد الامني - الذي ذكره الكاتب - الا انه بدأ بالبحث عن الاجابات وتمريرها عبر الهاتف الى الطلاب الذين كانوا في قاعات الامتحان ، وقال لي ان الاسئلة وصلت له عبر برنامج الواتسب ...
احيانا اكاد اجزم ان هناك من يحاول ان يعتبر الموضوع - الغش - هو (تحدي) او القدرة على اثبات الذات وعلى مقدرته على (كسر) ذراع الدولة والقانون واثبات لانتصار قوى الشر ...
العنف الجامعي الذي في الجامعات هو ليس جامعي كما يسمونه ... انه جزء بسيط من عنف كبير بدأ يسود مجتمعانتا جميعا ويدخل الى عقر بيوتنا ويهدد امننا جميعا ....
المشكلة - في رأيي - هي مشكلة قيم واخلاق وسلوك ... وضياع لهيبة الدولة والقانون ... والحاجة الى ذراع من (حديد) تُكسر يد من يحاول كسرها والمساس بهيبتها ...

3) تعليق بواسطة :
29-12-2013 11:41 AM

منع 'الخلوي' بكل أنواعه، وحرم 'الواتس آب'، ولو كان بمقدوره لعطل شبكات الاتصال في البلاد طوال أيام الامتحان. وليس مستبعدا في قادم الأيام ان نستعين بمراقبين أجانب للإشراف على امتحانات التوجيهي والتأكد من نزاهتها""... من العنوان والمتن يطل علينا سؤال: ما السبب في وصولنا الى هذا المستوى، ومن المسؤول عن ذلك؟؟؟ عندما نعين مسؤولينا بالـواسطة، ونغذي أطفالنا بأن لا حقوق لكم بدونها، فماذا تتوقع من هذا الذي وصل المنصب من خلال المحسوبيات والواسطات أن يفعل سوى زرع آخرين مثله ، ليسوا أكفاء وإنما محسوبين عليه؟؟ أعتقد أن الغشاشين ليسوا الطلاب الذين لم يبلغوا الثامنة عشرة لغاية الآن ... الغشاشين هم المسؤولين الذين جذروا في نفوس هؤلاء الغش ... كيف أقول للطالب لا تغش، ويخرج علينا شيخ جليل يفتي بحرمة الغش، وهذا الطالب يرى بعينه زميل له حاصل على معدل في الثانوية العامة أقل من 60% ويحصل على بعثة طب بشري خارج البلد وعلى نفقة الدولة، وطالب حاصل على معدل 95% ويدرس على نفقته الخاصة...بالله عليكم هل يمكن أن يثق هذا الطالب بالشيخ الجليل أو كلام معالي الوزير؟؟ وبالله عليكم من الغشاش: الطالب أم من أوصل الطالب إلى هذه الرؤيا؟؟؟

4) تعليق بواسطة :
29-12-2013 11:45 AM

أرسلت إليكم تعليقا ليس به إساءة ولم تنشروه، علما بأن الصحيفة التي نقلتم عنها مقال السيد الخيطان نشرته...فما السبب، علما بأن المقصود الذي معدله دةن الـ 60% ليس الذي في بالكم ... مع خالص الاحترام والتقدير

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012