أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


الربيع والرغيف والبيت

بقلم : سميح المعايطة
14-05-2014 12:55 AM
الصورة الواضحة للجميع أن الدول التي إجتاحها « الربيع العربي « دخلت في مراحل إنتقالية أو شبه دائمة عناوينها القلق السياسي أحياناً، والفلتان الأمني والفوضى التي جعلت مفهوم الحرية هو الميليشيات التي يختلط فيها التطرف بالتجارة بالعشائرية، فضلاً عن نماذج التشرد وهدم الدولة.
من قام صادقاً لمحاربة فساد أو إصلاح وضع رديء، كان حوله من حمل أجندات، وبالتالي تم تقويض الدول والمؤسسات لكن دون إمتلاك القدرة على بناء الحالة الديمقراطية أو حتى العودة للحياة الطبيعية.
هذا الجانب السياسي والأمني قريب من الجميع، ونتابعه جميعاً في كل وسائل الإعلام لكن السؤال الذي يحتاج إلى إجابة علمية من الباحثين حول ما طرأ على حياة عامة الناس أو لنقل الطبقتين الفقيرة والمتوسطة بعد أكثر من ثلاث سنوات على « الربيع «.
نعلم أن المشكلات الاقتصادية معقدة، لكن المقصود هل هذه المشكلات أصبحت أولويات في مراحل الحكم الجديدة؟، وهل هناك فكر برامجي وضع هذه القضايا من تشغيل وفقر وتحسين التعليم وبطالة على طريق الحل؟.
وهل المواطن الذي خرج يحمل رغيفاً للخبز، ويتحدث عن أبنائه الذين يعيشون في بيت صغير أو يحملون شهادات ولا يجدون فرصة عمل، هل أعطته مرحلة ما بعد الربيع دفعة أولى أو بداية طريق نحو تخفيف المشكلات؟.
نعلم صعوبة المراحل، لكن القصد هو الوقوف على القضايا التي تهم الناس، فرفع الظلم وإزالة نظام فاسد لها تعريف في أحاديث النخب والاجتماعات والندوات لكن تعريفها لدى المواطن العادي أن تتحسن الخدمات، ويجد فرصة عمل أو على الأقل ينتظر وفق أسس عادلة، أو تكون الحياة بمتطلباتها أسهل.
بلغة أهل الاختصاص فإن مرحلة الربيع وما بعده أثرت بشكل سلبي كبير على التنمية وبمفهومها الشامل، بل إن تدمير الدولة أو استبدال المؤسسات بالميليشيات نقيض لفكرة التنمية، فالمال كثير لكنه ينفق على السلاح وإنشاء عشرات مؤسسات الإعلام أو توزيع الأموال على الأنصار.
لكن الجانب الأهم هو المواطن العادي الذي أعتقد أن رحيل نظام أو حاكم سيفتح الباب أمام مزيد من فرص العمل وتحسين الدخل والخروج من السكن في المقابر أو العشوائيات، وهذا هو الجزء الهام الذي نرى مشهده العام لكننا نحتاج إلى دراسات علمية لتقول لنا كم ترك الربيع بصماته على مستوى المعيشة.
هنالك دول وضعت أكثر من دستور خلال ثلاثة أعوام وتم تغيير رؤساء، ودول أموالها يراها الناس أسلحة وميليشيات ومؤسسات إعلام بالعشرات، لكنها لم تر تنمية ولا خدمات ولا حتى توسيع لنصف قطر الرغيف.
فإذا قدم الربيع لمعيشة الناس عنوان قد تبدو اجابته واضحة لكننا نحتاج لأبحاث علمية تقدم لنا ماذا استفاد المواطن العربي من ربيع نشاهد أبعاده السياسية والأمنية كل ساعة.
(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
14-05-2014 10:43 AM

الأخ العزيز معالي أبو عاصم ..تحيةواحتراما
إجابة على سؤالك الذي ختمت به المقالة
يكفي المواطن العربي أنه كسر حاجز الخوف الذي كان مكبلا به من قبل الحاكم المستبد.
الإرتدادات التي تعقب كل ثورة صحيح أنها مؤلمة ويدفع ثمنها المواطن من أمنه وقوته ومعيشته بشكل عام إلا أنها ثمن بخس
يدفعه راضيا لقاء حريته كما قال الشاعر
وللحرية الحمراء باب
بكل يد مضرجة يدق

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012