أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


تأشيرة إسرائيلية!

بقلم : ماهر ابو طير
15-05-2014 11:43 PM
زيارة فلسطين وتحديدا المسجد الأقصى تخضع لتناقض كبير في الفتاوى الدينية،إذ أن بعض العلماء يحرمها كليا،وبعض العلماء يسمح بها دون أي اعتراضات،ويأتي فريق ديني ثالث كما حدث مؤخرا في عمان ليسمح بالحصول على تأشيرة اسرائيلية لفئات معينة.
الفريق الثالث سمح للفلسطينيين في العالم أيّا كانت جنسياتهم بزيارة فلسطين عبر تأشيرة اسرائيلية وسمح للعرب والمسلمين ممن يحملون جنسيات أجنبية بالزيارة ايضا.
الفتوى هوجمت من جانب علماء على الرغم من تبرير الفتوى،بكون الفلسطيني لا يحق لأحد حرمانه،ولكون حامل الجواز الاجنبي لا يطبع،باعتبار ان بلده الاجنبي يقيم علاقات دبلوماسية أساسا مع اسرائيل.
لست قادرا على الافتاء،ولست مؤهلا بطبيعة الحال لذلك،غير اننا إذا ذهبنا الى واقع القدس لاكتشفنا ان المدينة مهجورة وعدد الذين يعيشون بها قليل للغاية،أمام موجات التهجير،وأغلب من فيها من العائلات المقدسية،ومعهم عائلات من الخليل تحديدا يكابدون للعيش في ظل ظروف صعبة جدا اقتصاديا.
الفرق بين التطبيع أي الخيانة والاعتراف بإسرائيل،وعدم التطبيع يبدو فعليا في النوايا،وليس في الحصول على تأشيرة اسرائيلية،لأن البعض ممن ُيحرم يقول ان الحصول على تأشيرة اسرائيلية فيه اعتراف بالعدو وإذعان وخضوع لكون اسرائيل هي صاحبة الارض.
والكلام لا يصمد فعليا،أمام حالات اخطر،لأننا اذا طبقنا هذا المعيار،أي الاضطرار للحصول على تأشيرة اسرائيلية على حالات اخرى لأدى ذلك الى تخوين الجميع،فماذا نقول عن أهل الثمانية وأربعين الذي حصلوا على جوازات اسرائيلية،وماذا نقول عن أهل الضفة وغزة والقدس الذين يشتغلون في بناء المستوطنات،ويتلقون مالهم من اسرائيليين،ويعبرون الحواجز الاسرائيلية يوميا،والقصة تمتد في مقارناتها إلى ما لا نهاية؟!.
قد يقول البعض انه لا يصح مقارنة أولئك الذين تحت الاحتلال بمن هم ليسوا تحت الاحتلال،وفي الكلام وجهة نظر مهمة،لا يمكن إنكارها من جهة اخرى،بمعنى ان المقارنة غير جائزة ابدا وفقا لهذا الرأي،وهذه المخالفة لا يمكن الا التوقف عندها.
غير ان ما يقال هنا من ناحية سياسية وليس دينية،ان اسرائيل تكون سعيدة جدا بانفضاض الناس عن القدس تحت القرار الديني،فهي فعليا لا تريد رؤية وجه أحد،لا فلسطيني ولا أردني ولا عربي ولا حتى مسلم أو مسيحي عربي بجنسية أجنبية،وتريد ان تسقط المدينة اجتماعيا واقتصاديا تحت وطأة الفقر وغياب الزوار،الذين من الممكن ان ينعشوا حياة الفلسطينيين فيها،ولا يمكن هنا بأي حال من الاحوال ان نصدع للفكرة التي تقول ان زيارة القدس مجرد سياحة،فهي واجب ديني،يصب باتجاه تثبيت عروبة المدينة.
أنا وغيري كثر نندد بكل اشكال التطبيع مع اسرائيل،ونفضح المطبعين دوما،والارشيف يشهد لنا جميعا،لكننا في حالة القدس والاقصى الذي يواجه حملة تهويد يومية واقتحامات يومية،نرى ان الملف بحاجة الى رؤية شرعية مختلفة،لا تخضع فقط لفقه الرفض،أو فقه السلاطين الذي يجيز كل شيء،وبما اننا نتحدث عن النوايا فإن نية من يزور القدس،إذا كانت خالصة لله،فلا تختلف عن ذاك الفلسطيني الذي اضطر أن يحمل جواز سفر اسرائيل،وهو في أعماقه لا يعترف بها أساسا،ولا يقر بشرعيتها.
هي دعوة هنا لإعادة النقاش بالموضوع،ضمن رؤية شرعية تراعي الواقع السياسي والاقتصادي،ولا نريد لهذه الرؤية ان تكون جسرا للتطبيع أو للخضوع أو للتسليم بشرعية الاحتلال.
هناك مقارنات مهمة،أقلّها زيارة الواحد فينا للعراق وهو تحت الاحتلال الامريكي إذ لا يمكن ان تكون تلك الزيارة إقرارا بالاحتلال أو بوجوده أو شرعيته.
لأننا نتحدث في السياسة فقط،ولا نفتي فإن التساؤلات يجب ان تتراكم أمامنا عن خسارة اسرائيل وارباحها من إباحة الزيارة بتأشيرة اسرائيلية،فلا يمكن ان نصدق ان اسرائيل ستغضب لفتوى المنع،أو سترضى لو كانت هناك إباحة،وهي بالتأكيد تريد الاستفراد بالمقدسيين اجتماعيا واقتصاديا.
كل ما نخشاه ان تصب فتوى المنع المطلق من حيث لا يعلم أصحابها،أو من حيث يعلموا ولا يجدون مخرجا باتجاه عزل المدينة ومكوّنها عن العرب والمسلمين،وتركهم أسارى للاحتلال يفعل بهم ما يشاء،وهذا ما تريده اسرائيل.
هذا مجرد رأي سياسي،لا يختلف في اتجاهه المعاكس عن أولئك الغاضبين الذين يرفضون الزيارة لاعتبارات دينية وطنية،فاعتباراتنا كلنا واحدة،غير ان الاختلاف فقط يتعلق بطريقة تنفيذ هذ الاعتبارات وتحويلها الى واقع ملموس.
والملف يخضع للنقاش من جانب أصحاب العلم الشرعي المستنير،ثم من حسنت نواياهم،ولا يريدون تسخير الواقع لغايات جرنا باتجاه تكريس اسرائيل محتلا شرعيا.
(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
16-05-2014 03:43 AM

غريب عجيب اللف والدوران حول هذه القضَيه واستخدام كل المبررات لتبرير زياره القدس وهي تحت الأحتلال !!!

أذا كان الهدف هو دعم المقدسيين اقتصاديا فلماذا لا يتم الحديث "مباشره " عن انشاء صندوق لدعم القدس بأشراف منظمه المؤتمر الأسلامي "ألتي أنشئت اساسا بعد حريق القدس ومن أجل القدس" وتحميل الجهات الرسميه الأسلاميه مسؤولياتها ؟؟؟أليس هذا افضل من أن يذهب السائح الأسلامي من أجل أن يشتري ببضعه شيكلات من القدس ؟ وأن كان الهدف "اقتصاديا " فمن أولى بالزياره السياحيه هل القدس أم غزه المحاصره التي تعيش على الأنفاق ؟؟؟

تفرض اسرائيل قيودا شديده على الفلسطينيين الذين يمضون النهار على حاجز قلنديا لدخول القدس للصلاه , وتسمح فقط لفئات عمريه محدده ,السؤال , لماذا تتسامح اسرائيل مع الزائرين المسلمين اذا كانوا غير فلسطينيين ؟؟ الا تستطيع اسرائيل أن تعرقل زيارتهم ابتداءا من التأشيره وانتهاءاً بمعاملتهم كالفلسطينيين على حاجز قلنديا , وعندها لن يذهب مسلم . ولكن اسرائيل لا تفعل ذلك , فلماذا ؟؟؟

الا تريد اسرائيل تصدير صوره اعلاميه وذهنيه الى العالم بوصفها" الدوله المتسامحه " التي يزور المسلمين والمسيحيين مشاعرهم المقدسه في رحلات سياحيه مبرمجه وتحت الحمايه الأسرائيليه ؟؟ أليس هذا مكسب لا يقدًر بثُمن لأسرائيل يساعد في مسعاها نحو السيطره على "القدس الموحده " ؟؟

من الواضح ان وراء الأكمه ما ورائها .

2) تعليق بواسطة :
16-05-2014 12:34 PM

زيارة القدس واجب مقدس على كل قادر, لماذا لا ننظر للزيارة من ناحية دينية خالصة لوجة اللة تعالى لماذا يجب ان ندخل الامور السياسية بالموضوع الامر ديني بحت, اسرائيل ليست بحاجة لان تظهر نفسها متسامحة مع العرب والمسلمين لان معظم العالم الغربي يعتقد ان العرب والمسلمين ارهابيين وهذا واقع, هكذا روجت اسرائيل ونحن روجنا لانفسنا من خلال بعض الحركات الاسلامية المتطرفة مثل داعش والنصرة وغيرها الكثير. اذكر بالحديث النبوي الشريف (لا تشد الرحال الا لثلاثة مساجد المسجد الحرام والمسجد الاقصى ومسجدي هذا). ارى انة واجب على كل مسلم قادر زيارة الاقصى الشريف بغض النظر عن اي امور سياسية لان السيلسة والدين لا يتفقان.

3) تعليق بواسطة :
16-05-2014 06:02 PM

هذه الفتوة لا تخدم الا العدو المحتل ولا تخدم اهل فلسطين ... وهذه الفتوة جايه على هوى اسرائيل ... بحيث انها تسمح للمسلمين الاجانب فقط بالزيارة وهذا بالضبط ما يريده الاحتلال حتى يرى الاجانب ان الاحتلال ليس احتلال وانه متسامح مع الجميع ..... اما بالنسبه لاهل فلسطين وهم ايضا مشمولين بالفتوة لكن هل تستطيع ان تفرض على المحتل بالسماح لاهل فلسطين بزيارة القدس ؟!؟!؟والواقع يؤ كد على ذلك ....ناهيك ان المردود المادي والمجدي سيكون من نصيب الاحتلال فقط ....بدأ من رسوم التأشيرات والضرايب والنوم في فنادق المحتل والشراء مما ينتج المحتل ..يعني انعاش اقتصاد المحتل..... فهل هذا دعم لاهل القدس ..... واذا كنت تريد دعم اهل القدس لماذا لا تدعمهم وانت في بلدك ...... لكن هل يسمح لك المحتل ان تدعمهم بفلس .؟!؟؟ واخيرا لو كانت هذه الفتوه ضد مصالح المحتل كان ماشفت هذا المؤتمر انعقد من اصله ...

4) تعليق بواسطة :
16-05-2014 06:14 PM

السياسه هي اصل الدين ....وهل جلس سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في المسجد للعبادة والصلاة فقط .... ولماذا سيدنا عمر بن الخطاب اول شئ فعله هو تحرير المسجد الاقصى من الصليبيبن الذين جعلوا المسجد الاقصى اصطبلات للخيول ....( وسبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى.....) اليس الاول الاجتماع لتحرير المسجد الاقصى ... بدل تفريق المسلمين بفتاوي لا اصل لها الا للتفرقه ... حتى رجال الدين المسيحي اجتمعوا على حرمة الزيارة تحت الاحتلال.....

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012