أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


إسرائيل: العداء من نافذة أخرى

بقلم : جمانة غنيمات
29-05-2014 12:22 AM
ليست هي المرة الأولى، ولا أظنها ستكون الأخيرة، التي تحاول فيها إسرائيل عرقلة أي مشروع أردني للطاقة.
البداية الصريحة كانت مع مشروع الطاقة النووية؛ حينما تحفّظت إسرائيل على المشروع، وسعت إلى عرقلته على أكثر من صعيد؛ سياسيا ودبلوماسيا، وبيئيا أيضا.

آخر الأخبار أن إسرائيل، وكما تكشف تسريبات لصحافتها، تحاول ممارسة ضغوط على الأردن لإعاقة مشروع إنشاء ميناء جديد في العقبة؛ للغاز ولنقل النفط العراقي، وذلك تحت دعاوى وتبريرات بيئية مزعومة.

التسريبات جاءت عبر صحيفة 'يديعوت أحرنوت'، قبل أيام، ومفادها أن بعض الأوساط الإسرائيلية تخشى حدوث أزمة مع الأردن، على خلفية مساعيه لإنشاء ميناء الغاز في العقبة، مبررة ذلك بإلحاق أضرار بيئية بالخليج المشترك.

التحريض الإسرائيلي ضد المشروع الذي يجدد الأمل في إنقاذ الأردن من أزمته الخانقة أو التخفيف منها، مستمر بمبررات واهية ترتبط أساساً بالأثر البيئي، علماً أن إسرائيل تمتلك ميناء مشابها!

الحقيقة أن المخاوف الإسرائيلية إنما ترتبط بشكل عميق بالضرر المباشر على مينائها الذي يعاني أيضا من مشاكل، وتراجع في الأداء.

في الأثناء، يستمر تواتر المعلومات عن العرض الإسرائيلي المغري لبيع الغاز للأردن؛ بأسعار لم تكن الحكومة تحلم بها يوما. إذ يتساوى تماماً العرض المقدم مع سعر الغاز المصري الرخيص بعد تعديل الاتفاق مع المصريين، بزيادة من 2.8 دولار إلى 4.8 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.

الحكومة نفت المعلومات التي تفيد بتسلمها العرض الإسرائيلي السخي، رغم أن ما يرشح من معلومات يفيد أن ما تقدم استطاع لفت انتباه الحكومة، و'تمييل رأسها' كما يقال؛ إذ بدأ بعض المسؤولين في التفكير جديا باللجوء إلى الغاز الإسرائيلي كمصدر أسهل وأرخص للطاقة في المدى المنظور.

الحكومة وقعت تحت إغراء السعر. وهذا أحد الأسباب التي تناقش عند تفسير التعنت الحكومي في التعامل مع الشركة الأستونية لإنتاج الطاقة من الصخر الزيتي.

الغريب هو أن دور إسرائيل وحراكها ينشطان كلما اقترب الأردن من فكرة توفير مصدر محلي للطاقة؛ إذ يتكاثر الحديث عن المساعي لوأد هذه الفكرة؛ بالترهيب حينا عن طريق التحذير من المخاطر، واللجوء إلى الضغوط الدبلوماسية والسياسية؛ أو بالترغيب، كما هي الحال مع عرض الغاز الرخيص.

بالمحصلة، أزمة الأردن اليوم تنموية اقتصادية بامتياز. وستبقى هذه الأزمة مستمرة طالما أن المملكة لا تمتلك مصدرا محلياً للطاقة، يخفّض الكلف ويحمي من الأزمات الخارجية. وحلول مشاكل الأردن هي بالتأكيد متوسطة وبعيدة المدى، ما يعني الحاجة حتماً إلى طول نَفَس وبعد نظر يتجاوز الأنف، حتى نُنصف الأجيال المقبلة التي لا نتمنى أن تحيا ذات المعاناة، وتدفع ما أدّيناه من ثمن باهظ لتقصير الحكومات وقصور رؤيتها.

تأخر قطاع الطاقة يرتبط بشكل وثيق بأسباب مختلفة ومتنوعة، أحدها مساعي إسرائيل لإحباط أي مشروع وطني. أما العوامل الأخرى، فتتمثل في عدم توفر الإرادة وغياب الرغبة الحقيقية لدى الحكومات، لطي ملف أزمة الطاقة محلياً بعد أن توفرت الكفاءة المالية لإتمام بعض المشاريع، وكذلك وجود عروض من مستثمرين يجدون في القطاع فرصة استثمار حقيقية مفيدة للجميع.

إسرائيل لن تسعد أبدا بتحقيق الأردن مبدأ أمن الطاقة. وهي لذلك تسعى إلى إعاقته؛ مرة بالترهيب، وأخرى بالترغيب. فلماذا، ولأجل من، نغفل هذه الحقيقة؟!
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
29-05-2014 08:28 AM

مقال موزون من كاتبه مميزه ، هناك حقيقة الكل يتعايش بصمت غريب معها دون ان يجسد ابعادها ويناقش وتوغلاتها و تأثير نتائجها. منذ ما يقارب القرن اسرائيل فرضت نفسها على ارض فلسطين واحتلتها !! كيلومترات تفصلها عن لبنان وسوريا والاردن والسعوديه ومصر .. حاربناها وانهزمنا وهرولنا لتوقيع اتفاقية سلام معها. الاردن ومصر والسلطه الفلسطينيه وباقي العرب من تحت الطاولة الى الان , وهذا برغبة من اسرائيل وليس بقوة او تمنع منهم. في الوقت الذي تنفس قادتنا الصعداء واسترخوا وسحلوا . اتجهت اسرائيل لتسخير ومضاعفة طاقاتها لزيادة توغلها في الدول العربيه الصديقة ..!! التطبيع والتجارة عبر السفارات ومكاتب التمثيل التجاري وزيارات وديه سرية ومعلنة للدول العربية هذا الظاهر لنا على اساس ان الجميع مفتح عيونه وعاملين حالنا حريصين واذكياء !!. الصهيونيه اليهوديه قطعت المحيطات وسيطرت دون حروب على مراكز القوى في امريكا و قبلها فعلت في اوروبا حكومات وشخصيات متنفذه بهذه الدول العملاقة تركع لاسرائيل وهم خلف البحار والمحيطات !! السؤال المحير الان من يبعد عنهم كيلومترات من زعماء الدول العربيه ماذا يفعلون ، توغلت اسرائيل في جنوب افريقيا وعمق اسيا ، معتوه من يفكر انها لا تملك مفتاح تركيع اي زعيم عربي !! من حاول الوقوف او التمنع او التصدي او انتهى دوره المقرر فمصيره الزوال بادواتها .
اسرائيل لا تهاب إلا الشعوب ولا تحسب حساب الا المثقفين والمفكرين والوطنين والاحرار لا ترتجف الا من الراي العام العالمي اهمهم الامريكي والاوروبي , لذا تركرس جهودا مضنيه وتنفق الملايين لدراسة شعوب المناطق العربيه لتشويهها و تشتيتها وتفريقها وتمزيقها ، بالمال وشراء الذمم لشخصيات مؤثره !! او بالفتن و بدعم تنظيمات متطرفة او تطويع وتدريب جواسيس وخبراء منهم متخصصين في الاقتصاد والتنميه لاقتراح مشاريع فاشلة وتوريط الحكومات بمشاريع مكلفة و غير مجدية , تدمير البنى التعليميه .. تشجيع الفاسدين وحمايتهم .اسرائيل تفرغت لهذا النهج المبرمج والكثيف بالدول العربيه بعد معاهدات السلام المذلة . لماذا لا يركز مثقفينا وكتابنا على هذا الجانب .
لولا بوادر الحديت عن اتفاقية مد انبوب النفط العراقي وانشاء ميناء الغاز لما عرضت اسرائيل هذا السعر ، وعدم التركيز من قبل الكتاب على شرح المنافع لمثل هذه المشاريع للمواطن بل منهم من حلول تشويهها والسمسرة عليها !! لذلك الخوف الان على حكومة النسور ان ترحل ان اصر على تنفيذها !! ونقوم نحن بالتصفيق لصاحب القرار والتهليل برحيل حكومة رافع الاسعار على الشعب المنهك ..!! ويعين ابن زيد او عبيد . وتلغى المشاريع وتوقع اتفاقية شراء الغاز الاسرائيلي ويسجل الاقتصاد انتعاشه بزيادة نصف درجة ليخدر الشعب الى حين .
لن ينتعش اقتصاد البلد ويستعيد عافيته الا بإمتلاك الاردن مصدرا للطاقة الخاص بها . وستبقى خطط وبرامج التنميه بمختلف مجالاتها احلام واماني دون ان تطبق . الشعب فقد الامل باي حل لانقاذ البلد !! ولا امل له الا باستعادة الاموال المسروفة من الفاسدين والدعاء لزيادة المساعدات من امريكا واوربا والدول الشقيقة . كل التقدير للكاتبة القديرة السيدة جمانه غنيمات

2) تعليق بواسطة :
29-05-2014 05:47 PM

- المقال واعي ومدروس ..
- التعليق حكيم و شامل ..
اشكر للكاتبة وصاحب التعليق ودمتم

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012